خواطر زوجة أولى (1)
لم يكن (أحمد) طبيعياً في تلك الأيام وهو يخفي نيته الزواج علي.. بدأ لي أنه رجل متسامح لدرجة أكبر مما كان عليها.. لاحظت أنه بات يتحدث إلي بانكسار وطيبة لعلها كانت مقدمات لاستجداء عدم هدمي للبيت الأول.. نعم عرفت أنه على علاقة بأحد زميلاته بالعمل.. لم يكن أمامي إلا أن أنتظر ما تحمله الأيام في جوفها.. ففي ذلك اليوم الفارق المعالم لاحظت عليه الإضطراب الواضح.. وأنا الزوجة التي حملت معه أيام ضعفه وهوانه على الناس .. أسكنته في بيت أبي وأتم نواقصه من فيض وكرم والدي.. أهو جزائي.. لم أقل شيئاً.. لمحته يدخل ويخرج.. يداه مضطربة يريد أن يقول شيئاً ولم يستطع .. عرفت من مهاتف (أنه اليوم ينوي عقد القران).. مر بخاطري كل شريط حياتي معه وأنا انتقل مع التفاصيل وفي القلب حسرة وفي الحلق غصة.. ناداني وأسمعني آيات وحديث وقصص زواج النبي.. ثم وصل إلى أخباري أنه بعد أن فتح الله عليه ينتوي الزواج علي.. ضاقت الدنيا على بما رحبت ظللت أبتلع الوجعة والكلمات بشيء من المرارة.. احسست بخلل في كل معدلات مقايس البدن.. ثم لم أفق إلا و أهل بيتي يحاولون أفاقتي من الصدمة وأصواتهم تتعالى (سميرة .. سميرة.. ردي علينا مالك..) بحثت وسط شفقاتهم عن (أحمد) رأيته منحني الظهر ومتدلي الرأس.. لم أقل شيئاً وأنفضوا من حولي وتركوني (أنا وهو).. نظرت إليه ملياً وتفحصت وجهة ولم أزد إلا أن قلت (أمشي يازول في دربك.. وأنا الله كريم علي) لم أشاء أن أذكره بجهدي وكفاحي معه.. تركته وه ضميره ثم سألته سؤالاً واحداً (أنت يا أحمد أنا قصرت في حاجة؟) فقال وهو يغالب معه ( لا يا سميرة حاشاك والله لو قلبت الدنيا دي كلها عوجة وعدلة ما بلقى مرة زيك) فأقول بحسرة (طيب ليه؟؟ نسيت أولادنا وبناتنا.. نسيت أيامي معاك… أنت مالك ما بتقدر) صمت لبرهة ثم قال ( يا سميرة أخدي الأمر على أنه مقدر من فوق.. أنا ما بظلمك يا سميرة.. أنا ما داير أعمل حاجة عيب.. أنتي بتعرفي الدين.. يا سميرة الحبة ما تنقص منكم).. ( يا أحمد القصة ما النقيصة ولا الصرف .. أنحنا البينا أكبر من كده.. دي عشرة.. أنا رفيقة عمرك الصعب.. لمن الله فتحها عليك جاي تختها فيني.. مالك عقلك وين).. ( يا سميرة الله يهديك) وطبع عشرات القبل في جيبني ورأسي ويدي وأنا لا أملك إلا أن أصب الدمع بعد الدمع وفي خاطري أبنائي وبنات السبع.. لم أجد إلا أن أقول محسورة (أمشي عرس علي أنا مجبورة أقعد معاك عشان جبارة أولادك وبناتك).. بكيت كما لم أبك من قبل وظللت أراقبه وهو يكاد يطير من الفرح مثل الصبي أو قل رأيت فيه في ذلك اليوم (روح العجوز المتصابي).
آخر الكلام: تركته وأنا أتوجع أن الرجل الذي أخلصت له كل الإخلاص أشترى أخرى وباعني عندما أمتلك نواصي النعم.. لم أجد مفر إلا أن الوذ بالحد الأدنى للدين.. فالرجل لم يفعل إلا ما أقره الدين. [/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]