مشار.. هل يفسد علاقة الـخرطوم بجوبا ؟
لكن الأمر الآخر والأكثر تعقيداً في شكل العلاقة بين الخرطوم وجوبا وإمكانية تأثير رياك مشار على تلك العلاقة، برز وبشكل جلي في الاتهامات التي ساقها وزير الدفاع الجنوبي كوال ميانق – وللذين لا يعرفون الرجل فقد كان وزيراً مركزياً قبل الانفصال بوزارة الثروة الحيوانية – فقد اتهم كوال جهات داخل الحكومة بالخرطوم بدعمها لرياك مشار، ومع أن كوال استدرك في حديثه للشرق الأوسط بأنه لا يتهم الحكومة السودانية كحكومة وإنما جهات ومجموعات بداخلها تعمل سراً على دعم مشار، إلا أن الأمر يجعل الإيقاد وغيرها تنظر بعين الشك للخرطوم رغم أنه عند اندلاع الأزمة الجنوبية العام المنصرم كانت جوبا قد برأت الخرطوم من ما يحدث في أراضيها.
اتهام جوبا لجهات داخل الحكومة بدعم مشار يفتح باب التساؤل حول مغزى تغير الموقف الجنوبي إزاء الخرطوم والذي لم يبدر إلا بعد الأخبار الصحفية التي تسربت عن زيارة متوقعة لمشار بالخرطوم، وعضدها الأخير عندما أعلن في تصريحات صحفية اعتزامة زيارة الخرطوم وحدد المسألة بتماثل الرئيس البشير للشفاء من العملية الجراحية التي أجريت له، ومما زاد مخاوف وقلق الخرطوم وصول المتحدث باسم مشار للخرطوم وعقده لمؤتمر صحفي.
قد يقول قائل إن مشار يدير المعركة مع خصومه في النظام الجنوبي بزعامة الرئيس سلفاكير ميارديت عسكرياً على الأرض – وهو أمر مفروغ منه – وسياسياً على عدة أصعدة وربما هذا ما أربك حسابات جوبا وجعلها تزعم دعم الحكومة لمشار، وغير خافٍ أن د. رياك هو صاحب العلاقة الأوثق مع الخرطوم وقد كان مساعداً للرئيس قبل نحو (17) عاماً في أعقاب اتفاقه مع الحكومة وإبرامه اتفاق الخرطوم للسلام، إذا ما قورنت العلاقة بسلفاكير الذي لم يقم في الخرطوم حتى فترة توليه منصب النائب الأول للرئيس، إلا أن وضعية ميارديت كرئيس معترف به ووجود مشار في خانة التمرد يرجح كفه سلفاكير.
في الوقت الراهن ليس من مصلحة جوبا أن تمضي في اتجاه سوق الاتهامات في وجه الخرطوم أو حتى متنفذين بالحكومة، وذلك أن الأخيرة ظلت في موقع الحياد منذ اندلاع الأزمة وعملت على حلها بالوسائل المشروعة والمتعارف عليها دولياً، فضلاً عن أن سلفاكير زار الخرطوم، تلك الزيارة التي حققت له كسباً سياسياً كبيراً وقد كان رائجاً وقتها أن كير ليس بمقدوره مغادرة بلاده، بجانب أن الزيارة كانت رسالة للمجتمع الدولي بأن جيرانه داعمون له وحتى الرئيس المشير عمر البشير أعلن اعتزامه زيارة جوبا ضمن عدد من الرؤساء الوسطاء من الإيقاد والتي تأجلت بعجز جوبا في تأمين ضيوفها.
اتهامات جوبا تجعل أطرافاً بدولة الجنوب تغضب من تلك الاتهامات الفاقدة للدليل، فكثيرون من النخب الجنوبية توقن أن حل الأزمة التي راح ضحيتها الآلاف من مواطنيهم لن تحل بمعزل عن السودان الذي يملك زمام المبادرة علاوة على موقف حكومته الإنساني الذي حظي بتقدير المجتمع الدولي، حيث أعلن الرئيس البشير إيواء السودان للهاربين من الحرب من أبناء دولة الجنوب، بل ومعاملتهم كمواطنين وليسوا لاجئين.
كذلك أبت جوبا أو وافقت فإن رياك مشار بات رقماً من الصعب تجاوزه في المعادلة الجنوبية وكاد أن يصبح نداً لحكومة بلاده وبالتالي بهذه المكانة يستحق أن تستقبله أي دولة وعلى رأسها السودان، فأمن الخرطوم من أمن جوبا. لكن من الممكن اعتبار تخوف جوبا وصراخها في وجه الحكومة محاولة للتشويش على زيارة مشار المحتملة. ومهما يكن من أمر، فإن هدوء الخرطوم تجاه ما يجري في جوبا يجعلها في مأمن من أي اتهامات بشأن دعم مشار من عدمه.
صحيفة آخر لحظة
أسامة عبد الماجد
ت.إ[/JUSTIFY]
يجب السماح بزيارة رياك مشار ومقابلته من قبل الحكومة في الخرطوم والالتقاء معه في اجتماعات سرية مغلقة والاتفاق معه في كل ما فيه مصلحة الشمال السوداني .
ويجب تذكير سيلفا كير – بدعمه للمتمردين ضد شمال السودان وإيوائهم وصرف الرواتب لهم والسلاح .. الخ .