[ALIGN=JUSTIFY]
[ALIGN=CENTER]قتل الأطفال عندهم![/ALIGN] حلاوة الايمان في الاسلام.. تتجلى في قوله صلى الله عليه وسلم «.. لا يدخل الجنة قبل سابقي أمتي إلا بضعة عشر رجلاً منهم ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وعيسى وموسى ومريم بت عمران سلام عليها في العالمين من نساء الله القانتات».. هكذا ختم الباحث عصمت عوض اغا مقاله الذي يهديه الى أصحاب الكتب السماوية دليلاً على عمق محبة السلام في الديانات خاصة الاسلام الذي يؤمن في اساسياته بالايمان بالكتب والرسول كمبدأ أصيل للكل واقراراً بقدسية هذه الكتب والرسل الذين جاءوا بها.. وأراد الاخ «عصمت» بسرده بقصة السيدة مريم أن يحكي عن قيمة هذه المرأة المرضي عنها ودورها في حياة المؤمنين.. وفي حكايته عنها دلالة على جلالة وقداسة حملها للمسيح عليه السلام بنفخ الروح الذي يقابل نفخ الروح أولاً على سيدنا آدم.. وكيف إنها كانت مفزوعة من قومها وهي تأتيهم تحمل طفلها وهم يقابلونها بالشك والريبة ولسان حالهم «يا مريم لقد جئت شيئاً فرياً» أى ارتكبت إثماً عظيماً «يا أخت هارون ما كان أبوك امرء سوء وما كانت امك بغيا..» وقد أقسمت الصيام عن الكلام وأشارت إليه ليحادثونه وهم مذهولون كيف يكلمون من كان في المهد صبيا.. فكلمهم.. إلا أن خوفها قد تزايد عندما جاء ثلاثة من المجوس وهم الذين كانوا يراقبون النجوم.رؤوا نجماً شديد اللمعان والبريق فتبعوه حتى وصلوا الى مكانه وسألوا عنه وتوقعوا أن يكون لهذا الطفل شأن وكانوا قد حملوا اليه الهدايا.. فخاف الحاكم والكهنة الأحبار منه، وقد طلب الحاكم اليهودي منهم ايجاد هذا الطفل ولكنهم بعد أن التقوا «اليسوع عيسى» خافوا عليه ورجعوا الى بلادهم فغضب الحاكم وأمر بقتل كل طفل في بيت لحم «وكم كانت قلوب هؤلاء الحكام قاسية وهم يقتلون كل طفل».. ومن هنا عبرت مريم الى مصر مع يوسف النجار النقي تقطع الصحاري وتتسلق الجبال وتهبط الوديان جاعلة جسدها مهداً وغطاء لعيسى عليه السلام وظلت بمصر حتى توفى الحاكم وعادت به الى الناصرة يحاجج العلماء ويناقشهم وقد اتاه الله الانجيل.. «ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم واتيناه الانجيل».. فسارت مريم وسط الزحام وراء ابنها وهو يحمل صليباً ضخماً من الخشب على كتفه النحيل وقد احاط عنقه والشوك يقتلع رجليه ويجرها جراً من ثقل الصليب. وجنود الحاكم يلهبون جسمه الواهي المنهار بالسياط حتى يختلط دمه مع عرقه فينكفي على وجهه فيوسعونه ركلاً وسخرية من معجزاته الى أن صلبوه.. فجزعت أمه ولكنها علمت أن المصلوب ليس اليسوع.. واليسوع قد رفعه الله سبحانه الى السماء.. «بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزاً حكيماً ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين».
آخر الكلام: الديانات يحترم بعضها البعض.. والظلمة يبقى لهم في كل زمان نماذج ونواة.. تكرر نفس صور الظلم والاضطهاد.
سياج – آخر لحظة -العدد 880 [/ALIGN]