الفاتح جبرا

نفير الأمل


[JUSTIFY]
نفيـر الأمـل

ما أن هطلت تلك الأمطار يومي 1-2 أغسطس الجاري حتي دارت بين بعض الشباب رسالة على هواتفهم النقالة مفادها (يا جماعة عاوزين نعمل نفير) .. وسرعان ما تم تحديد المكان والزمان للإجتماع .. وبدأ الكل في إستقطاب معارفه وأصدقائه .. وتكونت بسرعة لجان لتوزيع الأدوار .. لجنة تلقى الدعم .. لجنة تسجيل المتطوعين .. لجنة حصر الأضرار .. لجنة تلقى البلاغات .. لجنة الزيارات الميدانية .. إلخ !!
هكذا بدأت حملة أو مبادرة نفير من أجل مساعدة الأسر التي تأثرت بالأمطار والسيول الأخيرة اليوم قمت بتسجيل زيارة لهؤلاء الشباب في مقرهم المؤقت بشارع 37 العمارات (غرب مستشفى الأطباء) .. أصابتني الدهشة وأنا اري المكان كخلية نخل .. هتفت في داخلي (ما شاء الله .. ما شاء الله) .. شباب من الجنسين يعملون في همة ونشاط .. أوراق على الحوائط كتب عليها (جدول أعمال اليوم) .. غرفة البلاغات تستجيب لنداء المواطنين 24 ساعة في اليوم .. غرفة المعلومات تنتشر على طاولاتها أجهزة اللاب توب ويجلس عليها شباب يقومون بتسجيل البيانات المختلفة لعدد 5473 متطوعاً .. العمر .. المهنة.. السكن .. هل لديك عربة .. هل سبقت لك خبرة في العمل الطوعي .. وكل البيانات التي من شأنها تسهيل المهمة وتنفيذ المطلوب بالصورة المطلوبة ..
كل المنظمات الطوعية الصغيرة إنصهرت وأتت للإنضمام لنفير .. صدقات .. شارع الحوادث .. جنيه الجمعة .. إلخ .. كل الشباب توحدوا من أجل هدف واحد هو مساعدة أهلهم المنكوبين .
إستطاع هؤلاء الشباب الوصول إلى آلاف المتضررين في مختلف المناطق في شرق النيل، كرري، أم بدة و محليات الخرطوم بحري حيث وصلت إغاثاتهم إلى مرابيع الشريف، سوبا شرق، أم عشوش في شرق النيل، الفتح (1-2-3-4) في كرري، دار السلام ، العامرية أم بدة بالإضافة للدروشاب في الخرطوم بحري قدموا لهم المراتب، والبطاطين والملابس، ومياه الشرب، والخيام، والناموسيات المشبعة، والجركانات، وأدوات الطبخ، وبطاريات الإضاءة و لمبات الشحن والإغذية من المعلبات، و اللبن المجفف، ولبن الأطفال المدعم و الأطعمة المعدة مسبقاً.، وقد قام هؤلاء الشباب بترحيل بعض الأسر من المناطق المنخفضة إلى مناطق أكثر إرتفاعاً حماية لهم من أمطار قادمة .
شباب نفير .. بينهم المهندسون بمختلف تخصصاتهم وبينهم مختبف الكوادر الطبية من أطباء وصيادلة وممرضون وبينهم تقنيي معلومات ومحاسبون وكثير من تخصصات أخري .
لقد أحسست بفخر وزهو شديدين وانا وسط هؤلاء الشاب الذين يجسدون في بسالة ونكران ذات شديدين كيف يكون (حب الوطن) وكيف يمكن لشباب هذه البلاد العظيمة أن يتصدوا (ساعة الحارة) ويقفوا صفاً واحداً من أجل إجلاء الهم والغم والحزن والمصائب عن هذا الوطن العملاق .
شكراً لكم شباب (نفير) فقد أعطيتمونا أملاً جديداً في سودان واعد بكل ما هو جميل .. جعلكم الله ذخراً لوطنكم (الما بستاهل الحاصل ليهو ده) !
كسرة : صرح السيد والي الخرطوم بأن الكارثة هي ان يموت نصف السكان و ما دون ذلك فهو أزمة . يعني زيها وزي أزمة المواصلات ؟
كسرة ثابتة (قديمة) : أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو(وووو وووو وووو وووو وووو)+و؟

كسرة ثابتة (جديدة) : أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو(وووو)+و؟[/JUSTIFY]

الفاتح جبرا
ساخر سبيل
[email]gabra-media@hotmail.com[/email]


تعليق واحد

  1. أ. جبرا
    كان تعليقي بالأمس على مقالك ” البنية التحتية ” بأن بنية هذا الوطن الشامخ الصامد هو الإنسان ، وبحمدالله tالشريحة التي يرتكز عليها المستقبل ،هم الشباب … بنية تحتية ستحقق كل ما تصبو إليه الأمة .

  2. أين السائحون و الدبابيون و السارقون و المنبطحون أم انهم فقط
    فى الاعلام و الجعجعه فى الفاضى و كأن الوطن ملك لهم فقط و عند الحارة
    ينتظرون الاغاثات لنهبها و المتاجرة بها كما حاصل الأن و بأعتراف
    المسئولين .. و دائما كوارث الوطن عند الكيزان فوائد ….