د/ عادل الصادق المكي

عيد ميلاد الرئيس !


من حق أي شخص.. أن يحتفل بأي مناسبة خاصة بيهو.. وبالطريقة البتعجبو.. زواج.. سماية.. عيد ميلاد.. وعيد الميلاد هي مناسبة للاحتفاء بقدوم الإنسان إلى الدنيا.. مع أن قدومه يبدأ بصرخة بكاء.. حزنا على الانفصال من جسد الأم.. وخوفا مما تخبئه له الحياة.. من هوائل ومغارز.. بالرغم من أنه قد خرج من ظلمات الرحم إلى النور.. لكنه كان مبسوط في كرفستو جوا الظلمات دي.. واحتجاجا على هذا النور وهروبا منه يغمض عينيه وينام الوليد ما بين تمنطاشر لعشرين ساعة في اليوم.. هذا حال أي إنسان.. سواء كان صعلوكا.. أو ملكا.. وهو لا يعلم ما تحفظه له الأيام من حياة صعلكة أو أبهة الملك والسلطان.. نجد أن الزعيم كلما تقدم في السن.. كان حريصا على الاحتفاء بعيد الميلاد.. حسني مبارك كان حريصا جدا للاحتفال بعيد ميلادو.. حتى وهو في السجن احتفل بعيد ميلادو الأربعة وتمانين.. زاروهو مجموعة من أنصارو ومعاهم كيكة كبيرة.. وغنو ليهو (سنة حلوة يا ريس).. شاه إيران احتفل بعيد ميلادو ذات مرة مع احتفال مرور 2500 سنة على قيام الامبراطورية الإيرانية في ذلك الوقت.. وقالو صرفو فيها صرف الجن.. لي عند ملاعق اللكل دي كانت من الدهب الخالص عيار أربعة وعشرين.. خمسة ملاعق تسوي ليهن قويشات وحلق.. وخاتم (البوبار) لإحداهن.. مع حنة مرسومة بعناية فائقة وتقعد في الصالة قدام وكل مرة ترفع توبا فوق راسا بالليد الفيها القويشات.. والما عندها التقع البحر..!! ولو شافعها جرى منها تلحقو تقبضو وتضربو في كتفو بالليد الفيها القويشات..

يوم 28 من الشهر المنصرم احتفل الرئيس الزمبابوي روبرت موغابي بعيد ميلادو الواحد وتسعين.. في منتجع جميل ورائع هو منتجع ( فكتوريا فولز).. حضره الآلاف من أنصاره.. وعيد الميلاد نظمه الحزب الحاكم في زمبابوي (..كلف الاحتفال مليون دولار.. الدولار يحك الدولار.. قالو القروش دي اتبرع بيها أعضاء الحزب وبعض الشركات ورجال الأعمال الخيريّن).. أحد المزارعين قال اتبرع بلحوم حيوانات برية كالتماسيح والفيلة (لحم الفيل دا.. داير لو كم أنبوبة غاز يا ربي عشان ينجض؟).. استقلت زمبابوي عن التاج البريطاني عام 1980.. ومن استقلت ولي يوم الليلة رئيسها موغابي دا.. ما شافت رئيس غيرو.. والاحتفال دا خلى المعارضين يتقاطعو وينضمو (الزول دا لا داير يموت ولا داير يفوت).. لكن والله ما معاهم حق.. زول عمرو واحد وتسعين سنة يخلي الحكم يمشي وين ويقبل وين؟.. والبيمسكو منو؟.. يخلوهو لكن في كل عيد ميلاد يغنو ليهو (عقبال تطفي الشمعة المية).. وقربت!! موغابي طمنّ الشعب الزمبابوي على صحتو وإنو ما عندو سرطان بروستاتا ولا حاجة، كان شاكي من عيونو وحسي خيّرن تب ويدخّل الخيط في الإبرة.. وانبسط الشعب الزمبابوي من دخيل الخيط في الإبرة.. وقال ح يترشح لفترة رئاسية في 2018 (غايتو الزول مو خاتيهم تب)!! موغابي لحدي الآن ما عندو نائب في رئاسة الحزب.. سألوهو لي شنو ما سويت ليك نائب.؟ قال ما بسويهو.. أنا أول وقت جيت كنت نائب لي زول.!!؟