رأي ومقالات

إسحق أحمد فضل الله: والمشهد هو

والإيـقـاع المـنـدفـع للـحـديـث يمـنـع التفاصيل.. لكن كل
شيء في المشهد السوداني يشبـه مـشـهـد قـاعـة الرقص تلك في نيويورك أيام كساد الثلاثينات.. والحكاية نكملها في نهاية الحديث..
لكن بعض الراقصين هم ..
السفير الأمريكي الآن في الخرطوم
و سفير أمريكي في الخرطوم/ من أمريكا التي لا تتعامل مع أي انقلاب في العالم/يعني …. إعترافاً كاملاً..
وليس استنتاجاً. فالسفير يقول إن أمريكا تتعامل مع الحكومات القوية..
والإستنتاج يتخطى الإستنتاج ويصل إلى الإشارة التي تقول إن جودفري السفير الجديد هذا كان هو من يدير مكتب الـ (cia) من الخرطوم لسنوات..
والإستنتاج يتجاوز الإستنتاج عندما تشير حقيقة عمل السفير هذا في الخرطوم إلى الحقيقة البدهية التي
هي أن السفير هذا لا بد أنه يبدأ عمله بهز شبكته من العملاء السودانيين الذي عملوا معه لسنوات..
وأن الشبكة هذه تقدِّم له الحقيقة الأولى التي تجعله يعلن أن حكومة البرهان قوية.. تتقدَّم إلى قوة أكبر..
والـرجـل يحسم الخطوة الأمريكية بإشارة فصيحة…
فالسودان الآن القوة الأكبر فيه هي مبادرة الجد..
والرجل.. وكأنه يقطع الطريق على كل زوغة يقول ان
ما يهمنا هو سودان قوي..
ثم هو يحدد معنى كلمة (قوي) بقوله إن في السودان حكومة قوية… وأجهزة أمنية قوية…
واحترام لحقوق الإنسان…
و ……..
………..
وسفير دولة كبرى أكثر مرحاً حين يعلن دعمه للسودان الآن ويسألونه عن
الناشطين يا سعادة السفير… الناشطون.. الذين ظللتم تدعمونهم أين هم الآن…
الرجل المرح يقول ما معناه..
:: في السودان في الخلاء رأيت رجلا مرة في الخلاء يضطر لتغيير إطار عربته..
وليس عنده رافعة (عفريتة) وحين تمر به عربة ويعرف أن أهلها متعجلين يجعلهم يرفعون العربة.. ويضع مكان العفريتة.. بعض الطوب..
وحين يكمل تبديل الإطـار.. ويقود عربته… هل يحمل الطوب معه؟؟
………
وسفير دولة عربية.. يجتمع الخميس في الطابق الخامس..
/ في كورنثيا/ بالناشطة التي تكسر عنقها للعودة إلى الأضواء..
والرجل يقول لها إن الجري وراء دولة…… مضر بالصحة..
والرجل.. السفير….و/ والسفراء يجيدون قراءة المشهد/ يفتح لها الملفات ويقول للمرأة إن مصر تدعم مبادرة الجد…. ومبادرة الميرغـنـي… وعـودة حميدتي للمبادرة هذه…
وإن حديث مناوي ضدها مجرد (حراق روح)..
وإن الـبـعـث والشيوعي….
الرجل يكتفي بأن ينظر في وجه المرأة.. ويقول لها ساخرا..
:: وديـل….. الشاعر بيهم منو؟.
قال: شوفي المظاهرات…
والسفير الذي يشعر أنه يحدَّث ولية انقطع بها الدرب يذكِّرها بفضل دول معينة.. على فلان.. وفلان.. وعلى أولاد الجلال..
……….
ولما كان لقاء (كورنثيا) كان صاحب الجنائية.. يتخبط… في المستنقع السوداني…
…الرجل.. الذي لم يسمع بابتكار سوداني اسمه (سوالة الخلا) يجد من يهمس له بأن يحشر في أجندته بنداً.. لم يكن بين البنود التي جاء بها..
الرجل يجد من يجعله يؤمن أنه يستطيع أن (يهبش) البشير
والرجل يحاول أن يتسلل من وراء الخارجية وجهاز الأمن والمخابرات.. ويصل إلى البشير والآخرين..
ويفاجأ
الرجل ينسى ان عشرين جهة كلها يملك ملف المهمة التي أرسل بها..
ويفاجأ بأن الجهات العشرين كلها.. يستمع لطلب المندوب لقاء البشير.. ثم يهز رأسه.. أفقياً….ممنوع
ويفاجأ بأن كتيبة المحامين.. تقول….لا..
وأن البرهان. يقول… لا
وأن.. الجيش.. يقول …لا..
والإتحادي نهاية الأسبوع الماضي يقيم ندوة محضورة..
محضورة لأن كل سفير.. وسياسي.. كان يهرع إلى الندوة ليرى ما بقي من الحزب العجوز..
وكل أحد كان (يجس) كل خطوة الآن لكل جهة.. ويقيس قرب الجهة هذه وبعدها عن المبادرة ليعرف أين تقع المبادرة…
والندوة… نجحت في كل شيء..
لكن الزاكي التجاني ومحمد شيخ.. يفتحان صحف الصباح بحثاَ عن صدى الندوة…
والنتيجة…. لا شيء.. ولا إشارة
إعلام الحزب لا يعرف زمزمات السحر التي تجعل الإعلام الآن يرقص..
وفي نيويورك أيام الكساد العظيم.. وإفلاس كل أحد.. تقيم جهة مباراة في الرقص
الجائزة فيها للثنائي.. الذي يظل على قدميه بعد سقوط الآخرين
وما يجعل الحكاية شهيرة هو أنه حين يسقط أحدهم من التعب تقوم زميلته بإطلاق الرصاص عليه
وتقول للشرطة
الناس يطلقون الرصاص على الخيول التي تسقط…. أليس كذلك؟
وراقصون كثير.. يرتجفون الآن للسقوط في ساحة الرقص السودانية…

إسحق أحمد فضل الله

السبت/٢٧/أغسطس/٢٠٢٣