رأي ومقالات

صلاح الدين مصطفى: “فرسان في الميدان” في الإذاعة الرياضية


تبث الإذاعة الرياضية في السودان منذ عدة أيام إعلاناً ترويجياً لبرنامج فرسان في الميدان والذي كان يعده ويقدمه الأستاذ حمدي بدر الدين لتلفزيون السودان قبل أكثر من عشرين عاماً..!

والبرنامج التلفزيوني ـ آنذاك ـ كان جاذباً وبلغه هذا العصر فقد كان برنامج فرسان في الميدان برنامجاً جماهرياً، ولو قدر له أن يقدم اليوم لأصبح من أكثر البرامج جذباً للإعلان.

والحق أن هذا البرنامج كان متقدماً على زمانه، ولعله الأول من هذا النوع، وجاءت بعده برامج ملأ بها أصحابها الدنيا وشغلوا الناس ويجب ألا ننسى “قصب السبق” لحمدي بدر الدين.

وربما لا يعرف الكثيرون من الجيل الذي نشأ في تسعينات القرن الماضي وما بعده شيئاً عن هذا البرنامج، فهو من برامج المسابقات ويتكون من فريقين يتنافسان في موضوعات وأسئلة ثقافية ومعلومات عامة، وفي نهاية الحلقة ينتصر فريق على آخر.

وكان البرنامج مقياساً لمدى ثقافة المجتمع وقراءة الناس للكتب وإلمامهم بالشعر والشعراء والفن والأدب، وغيرها من المعلومات الثرة والمفيدة، واكتسب البرنامج قوته من شخصية مقدمه الأستاذ حمدي بدر الدين وقد كان نجماً لامعاً في تقديم برنامج المنوعات،

وضم البرنامج نجوم كبار في هيئة التحكيم منهم الحسين الحسن وفراج الطيب والبروفيسور علي المك والفريق إبراهيم أحمد عبد الكريم، والأستاذة منى محمود أطال الله في عمرها ورحم من انتقل إلى الدار الآخرة. من هذا الجيل النادر.

انقطع حمدي بدرالدين عن الإعلام السوداني بسبب هجرته إلى أمريكا وفيها ابتلاه الله بالمرض فعاد إلى السودان واختفى تماماً إلى أن ظهر هذه الأيام عبر الترويج لبرنامج فرسان في الميدان.

وبطبيعة الحال، فإن زمان ذلك البرنامج قد ولى ولن يعود، فقد اختلفت حاجات كثيرة، وحمدي بدرالدين الإعلامي الضليع هو أكثر العارفين بهذه الحقائق لذلك فإن كثيراً من التساؤلات تقفز على الأذهان!

فالبرنامج كان تلفزيونياً في زمن كان تلفزيون السودان هو النافذة الوحيدة للمشاهدين ولا توجد خيارات أخرى، كما هو الحال اليوم ناهيك عن تحويل البرنامج إلى إذاعي. وهذه “قصة لوحدها” والأمر الآخر والأكثر أهمية هو”هيئة التحكيم” التي كانت تضم عمالقة ومبدعين كل واحد منهم له مئات الآلاف من الجماهير، فهل يستطيع البرنامج بشكله الحالي جذب المستمعين؟.

ثم إن الثقافة العام للناس تدنت كثيراً، خاصة لدى طلاب الجامعات وأصبح الكثيرون منهم لا يفرقون بين البروفيسور عبد الله الطيب ورئيس نادي الهلال السابق “الطيب عبد الله”!!

إني أشفق كثيراً على الأستاذ الإعلامي والنجم حمدي بدرالدين لأن المقارنات سوف تعقد بين البرنامجين مع الاختلاف الكبير في كل شيء.. وكنت أود لو أنه اختار برنامجاً إذاعياً يناسب المرحلة والإذاعة الرياضية وهو بالطبع أكثر معرفة وعلماً بهذا الأمر.

عموماً وعلى أية حال، فإنني أتمنى ومن كل قلبي لهذا البرنامج أن ينجح سواء تم تقديمه بشكله القديم أم اختير له شكل جديد وهذا هو الأقرب في تقديري، ومع خالص تقديري لأسرة الإذاعة الرياضية في إتاحة هذه الفرصة لهرم إعلامي بقامة حمدي بدرالدين، فإنني اتمنى أن يستفاد منهم في جوانب التدريب وتطوير الأداء، فهو عالم في هذا المجال ويمتلك خبرات كبيرة.

وليت وزارة الثقافة والإعلام تنتبه لمثل هذه القامات الإعلامية وتستفيد منها في التدريب وتأهيل الكوادر الجديدة في الإذاعة والتلفزيون، فالإعلامي مبدع والمبدع لا يحال إلى المعاش.

صلاح الدين مصطفى-صحيفة الاخبار السودانية


تعليق واحد

  1. هل هاجر حمدي بدر الدين بطوعه الى امريكا كما ذكر الكاتب! ام اجتاحته حمى الصالح العام التي اجتاحت الكوادر السودانية من الخدمة المدنية