رأي ومقالات

خالد حسن كسلا : أي خطة للتمرد فاشلة يا (عباس)

[JUSTIFY]حينما يكون الحديث لقائد الدعم السريع اللواء عباس عبد العزيز عن خطة للجبهة الثورية أو تحالف الحركات المتمردة حركات دارفور والحركة الشعبية قطاع الشمال تهدف الخطة إلى الوصول إلى الخرطوم وتغيير النظام فيها، فهذا يعني أن قادة التمرد يحلمون بواحدة من ثلاث، إما أنهم يظنون أن تكون أقرب مدينة كبرى إليهم مثل كادوقلي مثل »بني غازي«.. ومنها يسعون الى استنساخ أول خطوة لتغيير نظام القذافي وقد كانت في بنغازي.. ويحلمون بتدخل أجنبي لصالحهم مثلما فعلت فرنسا هناك، ويكون الفرق فقط أن معظم أولئك إسلاميون وأن معظم هؤلاء علمانيون، وإما أنهم يرون إمكانية استيعاب الأخطاء التي صادفت عملية العدل والمساواة في مايو 2008م.. رغم أنف الفترة الانتقالية وتنفيذ اتفاقية نيفاشا، أو كانت تلك العملية الانتحارية يأمل أصحابها في كسب قوة الحركة الشعبية بالخرطوم، وأنهم يمكن أن يعيدوا لصالح عملية حركة العدل والمساواة إنتاج مجازر يوم الاثنين الأسود. وقد حدثت مشاهد منها بالفعل في أم درمان من قبل عناصر حركة خليلة، وقد دونت النيابات البلاغات فيها لمحاكمة المتورطين في تلك العملية. وإما أن قوات الجبهة الثورية التي تعرف قدرات القوات المسلحة والدعم السريع التي يقودها أحد ضباط القوات المسلحة وهو اللواء ركن عباس عبد العزيز تكون قد امتلكت قدرة عسكرية مكافئة لها. طبعاً المؤامرة الأجنبية لا تريد أن تستطيع قوات المتمردين إحداث تغيير في الخرطوم فقط. لأن المؤامرة ليست هي تغيير النظام، وإنما استمرار الأزمة الأمنية، سواء أكان الحاكم تياراً علمانياً أو شيوعياً أو إسلامياً أو ديمقراطياً أو أنصارياً. والفكرة الأجنبية التي تقوم عليها المؤامرة هي ألا يصل المتمردون إلى الحكم حتى ولو وصلوا إلى جزيرة عباس التي تجاور ملتقى النيلين ويقوم عليها كوبري النيل الأبيض »كوبري أم درمان القديم«.. وفي نفس الوقت لا تتخلص الحكومات في الخرطوم من إزعاج التمرد. الحكومة والمعارضة والمتمردون كلهم في المصيدة الأجنبية، غير مسموح باستمرار نظام ديمقراطي مستقر في دولة مسلمين. وما تجده الآن هذه الحكومة بعد خطوات الانفتاح الديمقراطي من ضغوط أمريكية لم تجده في سنواتها الأولى التي بدأتها باستئناف تطبيق القوانين الإسلامية في المحكمة الجنائية، وبتأسيس المؤتمر الشعبي العربي والإسلامي. والملاحظ أن الترابي قد اختار لحزبه المنشق عن المؤتمر الوطني اسم »المؤتمر الشعبي«.. وذاك كان المؤتمر الشعبي العربي والإسلامي.. مع الفارق السياسي طبعاً.

المهم في الأمر هو أن الجبهة الثورية يمكن أن تضع خطة وتستبدلها بأخرى، وتفعل هكذا باستمرار، لكن أن تنفذ خطة معينة وينجو تنفيذها وتهزم بها قوات الدعم السريع المكونة أصلاً لمحاربتها وتهزم القوات المسلحة هيكل دفاع السودان وأن تهزم إرادة أغلبية الشعب السوداني في الشرق والغرب، فهذا ما لا يمكن أن يرتسم حتى في الخيال. فالذي يمكن أن يحدث على الأكثر هو المرسوم في لوحة المؤامرة الأجنبية. فقط أزمات مالية تعطل التنمية والإنتاج وتضر ببعض الصادر، وقتل واغتصاب وجرح. حتى لا تتهيأ البلاد لنظام ديمقراطي فتصبح ذات قوة مثل تركيا. أنظر إلى مصر أتت من جيشها.. ولأن الجيش السوداني مرتبط بعرف وقيم المجتمع السوداني بخلاف الجيش المصري الذي يحرس اتفاقية كامب ديفيد بعد أن عرته إسرائيل في فجر يوم حرب 1967م وأصبح عارياً مثل جسد الراقصة سهير زكي، فإن المؤامرة تقول إن تكون هنا حركات تمرد تزعزع الأمن ولا تسمح بحياة ديمقراطية.. تمرد قرنق أضاع حكومة الصادق المهدي.

صحيفة الإنتباهة
ع.ش[/JUSTIFY]