رأي ومقالات

عادل ابراهيم حمد : إطلاق سراح كريمات الإمام

[JUSTIFY]اعتقلت كريمات الصادق المهدي وحرصت بعض الصحف على إيراد النبأ بطريقة (إطلاق سراح كريمات الإمام) وكأن السلطة تتفضل عليهن بالحرية.. فهل عمدت جهة باعتقال كريمات الإمام إلى إحداث استفزاز لم يحدثه اعتقال الإمام كما كانوا يخططون؟

ما يزال لغز اعتقال الصادق المهدي عصياً على الحل.. وما زال السؤال قائماً: لماذا أقدم النظام على اعتقال السياسي المستجيب للحوار؟ ولغموض الأمر ذهب البعض بعيداً رافعين شعار (فتش عن الترابي).. يدفعهم لذلك مصالحة الترابي للبشير وعودة الأول إلى خط تماس الملعب الحكومي بعد خصومة جعلت زعيم المؤتمر الشعبي لا يتورع من دعوة الرئيس أن يسلم نفسه للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.. الترابي لا ينسى مراراته وتحركه في معظم الأحوال مواجد شخصية دفعته إحداها لتدبير انقلاب الإنقاذ.. ثم اعتبره ببساطة خطأ بالغاً بعد أن ذاق مرارت شخصية من الإنقلابيين.. هذه مقدمة للقول إن إبعاد النائب الأول السابق علي عثمان كان من شروط الترابي للتقارب مع الإنقاذ.. وقد يكون الرئيس قد استجاب للشرط أملاً في وجود الحلول التي فشل فيها القادة المبعدون عند القيادي العائد؛ في المقابل لا بد أن يكون النظام قد حصل من الترابي على تعهد بتقديم مكافأة مجزية في حال إبعاد تلميذه العاق.. يوحي بوجود صفقة كهذه صمت محير للترابي الذي عرف فيما مضى بولعه بالتصريحات واهتمامه بعد المفاصلة بقضايا الحريات بصفة خاصة.. فهل يصمت الترابي عن قضايا خطيرة إنتظاراً لنتائج أهم؟

يعرف أن الترابي كان الحاكم الفعلي حين كان النظام متشدداً يشرد العاملين ويقيم بيوت الأشباح ويعدم مواطنين بـ «جريمة» حيازة نقد أجنبي ويلاحق مواطنين في بيوتهم بتهمة امتلاك طبق هوائي؛.. في تلك الفترة اختلطت الوطنية السودانية بـ «الأممية» الإسلامية حتى علت حقوق إسلاميي تونس وفلسطين واليمن وأفغانستان على حقوق المواطن السوداني المعارض.. بعد المفاصلة نحا النظام نحواً انفتاحياً وأبدى مرونة سياسية الشيء الذي جعل المقارنة ليست في صالح الترابي المبعد؛ إلا أن تلاميذه الذين بقوا بجانبه ظلوا يدعون أن المفكر الكبير كان ينوي سوق النظام نحو انفتاح أكبر..

هو ادعاء يعزز القول إن الترابي يقلل من أي خطر ولو كان التعذيب والتشريد ما دامت في نواياه أهداف سامية يخفيها ويموه لتحقيقها عبر السكوت على هذه الحماقات لحين نضوج مشروعه الخفي.. بهذا الفهم قد يبرر صمت الترابي الآن عن حكم الردة على الطبيبة رغم رأي الترابي الفقهي الصريح بعدم وجود حد للردة.. ويبرر صمت الترابي على اعتقال المهدي.. قد يصمت الترابي على اعتقال المهدي حتى لا يفسد على نفسه خطة بعيدة المدى.. وحتى يفقد المهدي موقع رأس الرمح في عملية الحوار.. ويخرج من المعتقل وقد فقد دوره القيادي في عملية التحول. تأويل بعيد لكن غموض اللغز يغري بالبحث عن أي احتمال.

صحيفة آخر لحظة
ت.إ[/JUSTIFY]