القاهرة وحزب الله … دبلوماسية الفضائح
اعترف الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بأن الشخص اللبناني الذي اعتقلته السلطات المصرية قبل أيام مع مجموعة من الفلسطينيين بتهم منها تنفيذ أعمال عدائية داخل مصر ونشر الفكر الشيعي فيها، ينتمي إلى الحزب فعلا، ولكنه نفى «نفيا قاطعا» أي نية لدى حزبه باستهداف المصالح المصرية.
وقال نصر الله في رد على اتهامات السلطات المصرية له بالتحضير لشن هجمات داخل مصر إنه «ينفي نفيا قاطعا أي نية لدى حزب الله باستهداف المصالح المصرية» سواء على مستوى الأهداف أو الشخصيات داخل أو خارج مصر.
واعترف الأمين العام لحزب الله أن المعتقل اللبناني لدى السلطات المصرية سامي شهاب هو عضو في حزب الله، وأنه كان يقوم بمهمة نقل الدعم اللوجستي إلى المقاومة الفلسطينية في غزة، نافيا أي اتهامات أخرى وجهت له.
ورغم أن نصر الله لم ينف وجود آخرين من المعتقلين ساعدوا شهاب في مهمته، فإنه نفى أن يكون معظمهم له أي علاقة بالمعتقل أو بحزب الله، أو أن يكون شهاب قام بتجنيدهم للعمل ضد النظام المصري في الداخل. وشن نصر الله هجوما على النظام المصري لـ»دوره في حصار غزة».
وقال إن النظام المصري هو المدان لأنه يحاصر غزة ويدمر الأنفاق المؤدية إليها، معتبرا أن السلطات المصرية تضيق على المقاومة بهدف «تقديم أوراق اعتماد جديدة لدى الولايات المتحدة وإسرائيل»، خصوصا في ظل «إخفاق النظام المصري على المستوى الإقليمي»
أما عن الاتهامات التي طالت حزبه في السعي إلى نشر التشيع في العالم العربي والإسلامي فقال إنها «ادعاءات سخيفة ولا تستند إلى أي دليل».
وأكد نصر الله أن حزبه لا يريد أن يدخل في عداء مع أي نظام عربي أو إسلامي، مشيرا إلى أن هذا الحزب هو لبناني وليس لديه أي فروع في العالم.
وكانت أجهزة الأمن المصرية اتهمت حزب الله بتكليف عناصر منه بتنفيذ «عمليات عدائية» داخل مصر ونشر الفكر الشيعي فيها، ورصد الحدود مع قطاع غزة ومراقبة قناة السويس.
وقال النائب العام المصري عبد المجيد محمود في بيان رسمي الأربعاء إن الأمين العام لحزب الله كلّف مسؤول وحدة عمليات دول الطوق بالحزب بالإعداد لتنفيذ عمليات عدائية بالأراضي المصرية.
وكانت السلطات المصرية اعتقلت في نوفمبر الماضي 49 شخصا بتهمة نشر الفكر الشيعي في مصر. ولم تعلن السلطات هذه الاعتقالات رسميا إلا يوم الأربعاء.
ومن بين المتهمين لبنانيون وفلسطينيون وسودانيون ومصريون، إضافة إلى موظّفَيْن يعملان في مكتب قناة فضائيّة إيرانيّة يعتقد أنها قناة العالم التي تبثّ برامجها باللغة العربية على القمر الصناعي المصري نايل سات (في القاهرة). ورأى المصدر المصري أنّ هذين الموظفَين متورّطان في المخطط، «ما يظهر ضلوع السلطات الإيرانية فيه».
وقال مراسل صحيفة «الأخبار» اللبنانية- المؤيدة لـ»حزب الله»- في القاهرة خالد محمود رمضان، أن جانباً من تبرير السلطات المصرية للهجوم الإعلامي والأمني والقضائي على «حزب الله»، يرجع في الأساس إلى استمرار تدهور العلاقات المصرية ـ الإيرانية من جهة، والعلاقات المصرية ـ السورية من جهة أخرى. ونقل عن «دبلوماسي عربي رفيع المستوى» أنّ «السلطات المصريّة تعاملت مع هذه القضيّة بطريقة فضائحيّة، فروّجت لها إعلاميّاً قبل انتظار الحكم النهائي للمحكمة»، واصفاً الحملة بأنّها «في جزء منها محاولة للتنكيل بحزب الله ومعاقبته على ما بدر منه من تصرّفات رأتها السلطات المصرية مسيئة إليها وإلى الرئيس المصري شخصياً.
المصدر :الصحافة