احمد دندش

في بريد (الضبابين).!


[JUSTIFY]
في بريد (الضبابين).!

بينما أنا أتصفح بعض المواقع الالكترونية، عثرت على رسالة هامة جداً، بعث بها أحد (الضبابين) المقيمين في العاصمة لأهله وعشيرته بأحد الدول المجاورة، لذلك رأيت أن أقوم بنشرها لكم لزوم الفائدة وكدا، فمعاً لنطالع نص الرسالة (الضبانية).!
الى أهلي وعشيرتي (الضبابين)..
بعد التحيـة والسـلام..
أولاً أبشركم بأنني بخير وصحة جيدة ولا ينقصني شيء سوى عدم رؤياكم الغالية، كما أحيطكم علماً بأنني انتقلت من سكني القديم بأطراف العاصمة إلى أحد الأحياء الراقية، بعد أن ثبتت براءتنا من تهمة (الضرر)، بتصريح رسمي من وزارة الصحة بهذه البلاد.
أحبائي (الضبابين)..
تعرفت خلال الأيام الماضية على (ضبانة) مرتاحة بالحي الجديد الذى انتقلت اليه، وهي ذات حسب ونسب، كما أنها كريمة جداً، ولا تترك يوم إلا وتقوم خلاله بدعوتي لتناول الغداء بأحد المطاعم الراقية المجاورة لذلك الحي، لذلك ربما تسمعون قريباً خبراً سعيداً جداً.
أعزائي (الضبابين)..
لا أخفي عليكم أنني أعيش هذه الأيام أسعد أوقاتي، خصوصاً بعد براءتنا من كل التهم الموجهة إلينا من (البني آدمين)، فأنا الآن وبعد تصريح الوزارة، أستطيع أن أستخرج (إقامة دائمة) في هذه البلاد، دون أن أجد مضايقة من أي (بني آدم) وأستطيع أن أحط الرحال في أي حي بالعاصمة، وأنا مطمئن تماماً فلا أحد يستطيع لمسي او التعرض لي بسوء، خصوصاً (الجكس)، وفي هذا حدثت لي قصة طريفة لا بد أن أقصها على مسامعكم وهي أنني ذات يوم حططت الرحال على (طرحة) إحدى الفتيات، فحاول الشاب الذى يرافقها أن يضربني ويقضي علي، ولكنها أمسكت بيده وقالت له في حنية لم أشهدها على الإطلاق: (حرام عليك ياميدو…دي ضبانة مسالمة لا بتعضي… ولا بتجيب مرض).!
أهلي وعشيرتي..
الحياة في هذه البلاد جميلة جداً، خصوصاً في ظل وجود الكثير من (البرك) في الشوارع، والتى تقيم فيها مجموعات كبيرة من أبناء عمومتنا (الباعوض) والذى يعيش بسلام هذه الأيام فقد شملنا (العفو) سوياً، ولن أستطيع أن أصف لكم كيفية تعاوننا مع بعضنا البعض خصوصاً فيما يتعلق بمسألة (التعكين على البني آدمين)، فنحن نقوم بإلهاء (البني آدم) لنفسح المجال للباعوض لكي (يشوف شغلو..ويمص دمو)، وهذا هو مانسميه بـ(الشراكة الذكية).!
أصدقائي وأحبابي..
سأقوم بإرسال (فيزا) لكل منكم بعد أن أنال (الإقامة الدائمة) لكي تأتوا وتعيشوا معي هنا، وتستطيعوا التجوال والطيران بحرية، فقديماً قالوا: (الماعندو خير في أهلو…ماعندو خير في أي زول)..!
شربكة أخيرة:
لا تندهش عزيزي القارئ ان صحوت يوماً ووجدت غرفتك تعج بالـ(ضبان) من كل المقاسات، فقط أعلم أن (الفيز) قد وصلت، وأن هذا (الضبان) ماهو إلا نوع جديد من (السياح) يرجى التعامل معه بالكثير من الاحترام واللطافة.!
[/JUSTIFY]

الشربكا يحلها – احمد دندش
صحيفة السوداني