ابدأوا من عند أنفسكم
* مهما حاولنا الابتعاد عن عالم السياسة اللعينة، فإننا نجد أنفسنا (واقعين) في حبالها التي تلتف حول أعناقنا بلا فكاك، لأنها للأسف الشديد لصيقة الصلة بمجريات حياتنا العامة وبواقعنا الاقتصادي والمعيشي.
* عندما نتناول الوضع الاقتصادي المتأزِّم فإننا لا نستطيع فصله عن الواقع السياسي بما فيه من خلافات ونزاعات تُلقي بظلالها السالبة على حياتنا وعلى (قفة المُلاح) خاصة.
* حتى الأحوال الصحية وتردي الأوضاع في صحة البيئة وارتفاع نسبة الوفيات وسط الأطفال والأمهات تتداخل فيها العوامل السياسية والاقتصادية التي تُلقي بظلالها أيضاً على واقع الخدمات، بما في ذلك الخدمات الصحية.
* نقول هذا بمناسبة التعهُّد الذي قطعته وزارة المالية والاقتصاد الوطني بإدراج خُطة خفض نسبة الوفيات وسط الأمهات ضمن إستراتيجيتها لخفض الفقر في البلاد ـ وليتها تفعل ـ ، لأن سياساتها القائمة تسير في الاتجاه المعاكس الذي زاد نسبة الفقر وسط المواطنين، وبالتالي زادت نسبة الوفيات وسط الأمهات.
* هذا ما دفع جمعية حماية المستهلك، إحدى منظمات المجتمع المدني الأكثر نشاطاً لمحاصرة استغلال المواطنين واستغفالهم وتحميلهم كل ويلات السياسة الاقتصادية التي تركت حبل الأسعار على غارب السوق، بالتعاون مع مبادرة (صحافيون ضد الغلاء) التي تحولت إلى مبادرة (إعلام للجميع) للتفاكر حول أنجح السبل لخفض أسعار لبن الأطفال الذي يُسهم في الحفاظ على صحة الأم والطفل معاً.
* الدراسة الأولية التي وُضعت أمام الاجتماع المشترك بين جمعية حماية المستهلك وإعلام للجميع حول أسباب ارتفاع سعر علبة اللبن (الأهم) للأمهات والأطفال إلى 75 جنيهاً بالتمام والكمال، كشفت عن حقيقة مؤسفة هي أن السبب الرئيس في ذلك هو الرسوم والضرائب والجبايات التي توضع على علبة اللبن التي لا يتجاوز سعرها 20 جنيهاً ـ وهو سعر غالٍ بالنسبة لكثير من الأسر- ليصل سعرها بعد الرسوم والضرائب والجبايات إلى 75 جنيهاً، الأمر الذي صعَّب من إمكانية الحصول عليها للغالبية العُظمى من الأسر.
* لذلك نقول للقائمين على أمر المالية والاقتصاد الوطني، إذا كانت هناك رغبة صادقة في تنفيذ تعهدكم بخفض وفيات الأطفال، لابد أن تبدأوا من عند أنفسكم بإلغاء هذه الرسوم والضرائب والجبايات التي تُفرض على حليب الأطفال حتى نحافظ على صحة الأمهات وصحة الأطفال الذين هم كل المستقبل.
[/JUSTIFY]
كلام الناس – نور الدين مدني
[email]noradin@msn.com[/email]
تحية خاصة با ابو عبد الرحمن وشكر على الكلام الجميل