صلاح أحمد عبدالله : أسيادنا أهل الهوى..!!
* منذ أيام الاستقلال.. وقبله بقليل.. كان عدد مقدر من الأسياد يتعلق في رقابتا.. بدعوى أننا (قُصر) وهم يفهمون دنيوياً.. ودينياً أكثر منا.. ويخدعون الاتباع بأنهم سيأخذون بأيديهم إلى أبواب الجنة..( نظير الفاتحة).. والنظرة.. وماء الوضوء.
* رغم أنهم كانوا من (خلصاء) الإستعمار البريطاني.. المصري.. وأكثرهم محبة لهما.. وبقية القصة معروفة.. (والهبات) التي نالوها من المستعمر.. أراضي وضياع وأموال أيضاً معروفة..!!
* وتتوالى الحلقة الجهنمية.. على البلاد من إنقلابات عسكرية.. إلى ديمقراطيات تفتقدها الأحزاب حتى داخل دورها.. رغم أن معظم قادتها بلغوا من الكبر عتياً.. وبعضهم أصابه زهايمر السياسة.. إذ أصبح لا يعي ما يقول.. أو يتنكر مساءاً لما قاله في الصباح الباكر.. أو (يلحس) عهوده ومواثيقه مع رشفات شاي الصباح..
* أو منهم من يخطط لأصحابه إستيلاءاً على السلطة.. ثم يطرد منها بعد مفاصلتهم.. ويعود إليهم مرة أخرى.. وبراءة (الشيوخ) وطهارتهم في عينيه..!!
* والسنوات تمر.. وتتعاقب.. ويتم (معاقبة) الشعب كل في مرة.. على صبره..!!
* والدين الاسلامي.. بكل عظمته وشموخه.. وحملة رسالته على مدار التاريخ.. وكل مجدديه على مدار التاريخ أيضاً.. بريئون جميعاً مما يحدث ليس في بلادنا وحسب.. بل في كل البلاد التي وصل فيها الاسلام السياسي إلى السلطة.. أو تزعم فيها من ملوك وطوائف هنا.. وهناك سدة الزعامة.. على البسطاء والمساكين..!!
* وفي التاريخ الحديث (جداً) .. نجد أن مسؤول يتولى مسؤولية (ما) .. في مكان ..(ما).. تنتفخ أوداجه.. وكأنه أوتي الحكمة وفصل الخطاب.. لا يعرف أن الله سبحانه وتعالى سخره لخدمة شعبة.. بل يعتقد (جازماً) أن شعبه سخره الله إليه لخدمته.. إذا سار تفتح الطرقات لموكبه.. وإذا تحدث لابد أن يرغم الناس للإستماع لسخافاته وكذبه.. وهُراء فقاقيع عهوده.. وإذا قال (نكتة) سمجة تشبه سلوكه.. قد يجد من يضحك إليه.. ممسكاً (بكرشه) التي تهتز من كثرة المال (الحرام)..
* الأمثلة في التاريخ القديم .. والحديث.. والحديث (كثيراً)..ودليلنا أنه قبل ذلك اليوم.. وذلك الشهر.. وتلك السنة وما حدث فيها.. كان أغلب السياسيين يعيشون في منازل بسيطة.. بنيت من (مواد) بسيطة.. ولصديقي عباس دلاقين (قولة) مشهورة في ذلك.. إذ قال ذات يوم.. إنها منازل كانت (تتزاوغ) من المطر..
* فنفس هذه المنازل أصبحت اليوم عمارات سوامق.. وفلل شواهق.. وقس على ذلك عزيزي القارئ.. والكثير من (دمعات) العيش الهنيء المصاحب لكل متع الحياة.. بعد أصبح ذلك الشعار الذي يقول.. (هي لله.. هي لله).. في ذمة التاريخ.. الذي لن يطويه النسيان أبداّ.. لأنه تاريخ مليئ بالعظات والكثير من العبر.. ولكن من يقرأ التاريخ جيداً يستفيد.. هو وقادم الأجيال..!!
* أسيادنا.. الذين يعتقدون (واهمين) أنهم أسيادنا.. فعلوا ما يفعلون بالبلاد ما يشاؤن .. كبيرهم وصغيرهم (سواء).. المال اتجه بكل ثبات إلى بيوت وجيوب كانت تعاني من كثرة خيوط العنكبوت.. وللحفاظ عليه تبعته الكثير من الحراسات الثابتة المتحركة.. وكلابها.. تحفظه جيداً.. وتمنع الاقتراب من الجدار العالي والاسلاك الشائكة.. والكلمات الشائنة وكأننا شعب من الأجلاف.. تتدلى (قنابيرهم) الطويلة خلف ظهورهم.. التاريخ يحدثنا أن أصحاب (القنابير) هؤلاْء.. قد يكونون ذات يوم محاربين أشداء..!! وتاريخ المغول وشراستهم يحكي عنهم..!! حتى اكتسحوا الدولة العباسية.. وكا إمارات الشام.. ولم يلجمهم الاسلام.. الاسلام الحقيقي.. وكلمة سره.. وا.. اسلاماه..؟!
* نعم هذبهم الاسلام.. و(حلقوا) قنابيرهم.. فمن يهذب لنا أهل الاسلام السياسي هؤلاْء.. ويتركوا ثروات شعبهم .. لشعبهم.. وهم لا قبل لهم بها.. بعد أن أفسدتهم .. وهم القادمون من شوارع المدن المدن الخلفية.. ود ساكرها البعيدة..!!
* أسيادنا.. أهل هوى وأطماع.. هم كالنار التي لا تشبع من إلقاء الحطب إليها.. وكالبئر التي ليس لها قرار .. تبتلع كل ما يلقى فيها..؟!!
*ولكن … للشبع والإمتلاء حدود.. مثلما للصبر حدود..؟!
* ولن يملأ (الحشاش) شبكته.. من خيراتنا أبداً..
* وقال ..(أسياد) قال..!!
* وهناك دائماً (فرق).. بين السيادة.. والعمالة..؟!!
صحيفة الجريدة
ع.ش