ثقافة وفنون
متحف محمود درويش… (تحفة معمارية) بناها الفلسطينيون من (حر مالهم).!
تصميم بديع:
أدراج حجرية تشق طريقها بين السناسل الصخرية إلى المرافق المتنوعة للمتحف المقام على تسعة دونمات من تلال مدينة رام الله، بإبداع هندسي للمصمم المعماري الفلسطيني البارع جعفر طوقان، ابن الشاعر الكبير إبراهيم طوقان، كما يحتوى متحف درويش على مساحات مفتوحة تضم حديقة تتمازج فيها جماليات الريف الفلسطيني، ومسرحا مكشوفا يعلوه مدرج يتسع لنحو خمسمائة شخص، ومنبرا حر بجانبه مسطح مائي يرمز إلى الحلم والحياة.
اثر الفراشة:
في قمة التلة ساحة فسيحة تقود إلى ضريح الشاعر الكبير الذي يتوسط دفتي كتاب المتحف (المسرح وقاعة المتحف) وشاهده صخرية عالية خلف الضريح، حفر عليها قول محمود درويش: (أثر الفراشة لا يرى، أثر الفراشة لا يزول).
ملامح اخرى:
أزهار فوضوية اللون تحيط بالضريح، وخضرة، وأشجار، تحتفل بالتجدد في حضرة الشاعر الكبير، الذي يسكن صوته وصورته وأشعاره أرجاء المكان، بجانب الضريح، ومبنى المسرح، وهو قاعة مغلقة مخصصة للفعاليات الشعرية والثقافية، وفي الجهة المقابلة، قاعة متحف محمود درويش، المتحف الأول من نوعه في فلسطين، والذى يضم مقتنيات الشاعر وأشياءه الخاصة، ومكتبه، وفنجان قهوته، ومخطوطاته، والنص الأصلي لوثيقة الاستقلال كما صاغها بخط يده، وأعماله المترجمة إلى لغات العالم، وجوائزه وأوسمته المعلقة على جدار من طين قريته البروة، وأعداد مجلة الكرمل، ودواوينه وأشعاره منذ حيفا، إذ كان فتيا، وحتى لاعب النرد، اكتمال تجربته الشعرية.
اطلالة مختلفة:
في متحفه، يطل عليك محمود درويش بحضوره المميز وتوقيعه وصوته الذي يصحد في أرجاء المكان غير شاشة عرض كبيرة، وتزين مقاطع من قصائده وحروف الأبجدية العربية النافرة جدران المتحف، وفي متحف محمود درويش تنتصر الكلمة، ويتجدد البقاء، فقد (هزمتك ياموت الفنون جميعها) و (أنا نحب الحياة إذا ما أستطعنا إليها سبيلا).
صحيفة السوداني
خ.ي