مقالات متنوعة
فساد اسفيري
اذا كان في مقدور الطبق الفضائي بث 360 محطة تلفزيونية فإن 60 % منها تعتمد على الايحاءات و الايماءات بل و الممارسات المخلة بالآداب و للاسف المؤلم ان 90 % من الـ 60 % ملك لامراء جنس عرب و هدفهم هو اثارة الشباب من الجنسين و كذلك الجنس الثالث و صب النفط على غرائزهم حتى يحترق العالم عاطفيا …اذا كان تجار البنقو يُقبضون بتهمة بيع و ترويج مخدرات فلماذا لا يُقبض على هؤلاء بتهمة ترويج مهيجات؟؟؟؟خاصة و ان تاجر البنقو يدمّر الذكور من الشبان و هؤلاء يدمرون الاسرة بما في ذلك ولي الامر….اذا سارت الامور بهذه الوتيرة فاني اخشى ان يأتي زمن تُعتبر فيه هذه القنوات الفاحشة سلفية و متزمتة مقارنة بما سيأتي من ويل و وقتئذ يكون حال الشيوخ متمثلا في البيت الذي يقول :
رأيت الذي لا كله انت قادر عليه * و لا عن بعضه انت صابر
المحور الثاني للبث يشمل الانفجارات و الحروب و الموت الجماعي في المساجد و الطرقات و الملاهي و تفجير الطائرات وتفخيخ السيارات و تقوم بذلك جماعات لها اسماء مختلفة مثل مجاهدي خلق ،كتائب القسام ،شباب المجاهدين بالصومال الذين يديرون حربا عوانا في البر و البحر و الجو اربكت كل تكتيكات الناتو ، تنظيم القاعدة لبلاد الرافدين ، لشكر طيبة بالهند الخمير الحمر…الخ…
المحور الثالث يشتمل على قنوات فتاوي وعظية يتحدث فيها الخطيب عن رعب و هول و فزع يوم القيامة بل و درجة الحرارة في كل طابق من طوابق جهنم السبعة التي يكون اسفلها و اسوأها الطابق الاسفل و هو مخصص للمنافقين و يسهب الرجل في وصف لون و فحيح النار و كأنه جاء للتو من الدار الآخرة ، كما تجد نخبة من هؤلاء العلماء يجيزون امامة المرأة للمصلين و حظر النقاب في بلاد المشركين و رضاعة الموظف من زميلته كي تحرم عليه و اطنبوا في هذه الاحاديث الملفقة ذات الاسناد الهش حتى اتهمهم الناس بالعمالة لبعض الدول المعادية للاسلام…
ما هو التأثير المباشر لهذه القنوات على شباب و شيوخ اليوم ؟؟ ماذا سيحدث للناس بعد عشر سنوات من الآن ؟؟؟ ما هو نوع الزي الذي ستلبسه الفتيات (اذا لبسن طبعا) بعد هذه الفترة علما بان التلفزيونات العربية صارت لا تعين مذيعة الا اذا كانت تهامية الابدان عبسية اللمى خزاعية الاسنان درية القبل ، و تطل علينا بفستان ذي فتحة امامية واسعة حتى يبدو صدرها الذي انقسم الى قسمين شبه متساويين .. هذا خلاف وضع رجل على أخرى و النظر الى المشاهد بعينين نصف مفتوحتين … يفتح نافوخها بركة النبي …
قبل سبعين عاما من الآن انشد الشاعر السوداني احمد محمد صالح قائلا :
لست ارضى بهوان ابدا * ان نفس الحر للضيم ابيّة
لا وري زندي و لا اورق عودي * ان ركبت الذل للعيش مطية
و لله يا عم احمد هسع عااادي الناس راكبا الذل و الحمد لله انك لم تعش لترى هذه البدع.
الكاتب : فتح العليم عبد الله
صحيفة الرأي العام