مقالات متنوعة

أجندة الشعب وأجندة المعارضة


أجندة الشعب وأجندة المعارضة
كنت قد كتبت قبل أسبوعين عن مسعى المعارضة لتوظيف زيادة أسعار السلع الناجمة عن رفع الدعم عن المحروقات إبان نعيها لخطتها المسماة بخطة المائة يوم لإسقاط النظام ،فقد قال متحدثها محمد ضياء الدين للرأي العام ( إن رفع الدعم عن المحروقات سيؤدي إلى تأزم الواقع ورفع أسعار السلع الضرورية بصورة غير مقبولة، وهذا بالضرورة سيؤدي لخروج المواطن إلى الشارع ضد زيادة الأسعار) ،ما يعني أن المعارضة تدرك عجزها عن إخراج الموطن بقولها سيخرج وليس (ستخرجه هي) ثم أن يتأكد للمعارضة خروج المواطن(إن ذلك سيضع المعارضة أمام المسؤولية الوطنية بالتعامل مع متطلبات المرحلة، وان تعبر عن رفضها لسياسة النظام الاقتصادية وانحيازها لصف المواطن) وذلك اعتراف ضمني بأن المعارضة لا تستطيع إخراج المواطن لكنها ستتبعه إذا خرج.وكنت قبل عامين ونصف عندما هبت ثورة الربيع العربي كتبت مقالاً مطولاً تحت عنوان (من الذي يصنع الثورات؟) تحديت فيه المعارضة السودانية التي كانت تسعى لاستجلاب الربيع إلى هنا بأنها لن تستطيع أن تصنع الثورة لأن الثورات لا تصنعها الأحزاب السياسية التي خبرها الشعب وعرف بوارها وكساد تجاربها ،وأنها حين تسعى لتصدر الثورات ستحقق فشلها لا محالة لأن المواطن يعرف خياره القادم وأجندة كل حزب يريد له أن يكون هو وقود الثورة ليجني الحزب الثمار،وقلت حينها وأكرر اليوم أن الذي يصنع الثورات هو الشعب الذي لا يقر بالأحزاب ولا يتبعها ولا يخرج لأجل نداءاتها ،وأنه هو الذي يحدد متى وكيف يخرج بعيداً عن أجندتها ،فلننظر في الثورات التي وقعت في مصر مبارك وليبيا القذافي هل قادت الأحزاب الحراك أم أنها تماشت مع نجاحها بعد أن أدركته ؟ هل كان محمد البوعزيزي مفجر الربيع منتمياً لأي تيار سياسي أم أنه بلغ من الضيق ما جعله يحترق بالنار بينما تتلذذ التيارات السياسية ذات التوجهات المختلفة بالمغنم ؟إنها أجندة الأحزاب التي لا تتقاطع كثيراً مع أجندة الشعب غير المسيّس الذي يبحث عن معاشه وعن مستقبله ،ويبحث عن حلول لمشاكله أكثر من بحثه عن السلطة ،فما معنى أن تتحول الكلمات إلى عنف بيننا ؟ لماذا نعصف بمقتنيات الشعب وملكياته العامة والخاصة بالحرق والإتلاف ونعرض البشر للمخاطر؟فما هي علاقة صاحب أي منشأة خاصة برفع الدعم؟ ولماذا نتلف ممتلكاتنا التي سنحتاج إلى اقتطاع المزيد من قوتنا ليتم إعمارها؟

حاشية:

تتباين الأهداف بين أجندة الشعب وأجندة المعارضة ،فالمعارضة تريد فقط إسقاط النظام ،بينما الشعب يريد حل مشكلاته ،وإذا كانت الأخيرة ترى تطابق إحلالها للنظام بحل مشكلات البلد ،فلماذا فشلت المعارضة في تشاورها مع الحكومة وتفاعلها في الإعلام في تقديم بدائل عملية لرفع الدعم ؟فهي إما أنها لا تمتلكها وهو الأرجح أو تمتلكها وتدسها لمزيد من معاناة الشعب وهو الأنكى؟

الكاتب : مرتضى شطة
صحيفة الرأي العام