إبراهيم عيسي البيقاوي : عفواً سادتي:فلينطلق مشروع الوثبة الكبري برغم الغبائن الجديدة
إنطلاق المشروع بإجتماع السيد رئيس الجمهورية مع المجموعة (7+7) وبرغم غياب بعض الشركاء المؤثرين وتأكيد الرئاسة بأن تهيئة مناخ الحريات العامة إلتزام وطني وأخلاقي وسياسي لا نكوص عنه والدخول في المرحلة العملية بإحالة الأمر إلي المجموعة المصغرة المنبثقة (3+3) لإقتراح “خارطة طريق الحوار الوطني” لتجيزها المجموعة الام فيما بعد – يعتبر تقدما معتبرا.
التأكيد علي أهمية الحوار الوطني في هذه المرحلة أمر مبشر – وكذلك الإبقاء علي باب الدخول للحوار الوطني مفتوحا لكافة الفئات الرافضة حاليا والمتشككة وحتي الحركات المسلحة أمر محمود يدل علي حسن النية.
بالنسبة للغبائن الجديدة – فهي عثرات علي طريق التدافع الوطني من أجل بناء مستقبل جديد للسودان – ولابد أن كل الاطراف المتأثرة قد أخذت منها درساً جديداً مفيدا للمستقبل. وطالما أن هذا الشهر المبارك رمضان هو شهر التسامي فوق الآلام النفسية والتسامح مع الظالمين – فالاجدر بنا جميعا حكاما ومحكومين أن نستفيد من هذه الفرصة “الرمضانية المباركة” ونحن قوم مسلمين – فنعيد التأكيد علي سلامة النية بشأن “مشروع الوثبة الكبري” حتي يستعيد الثقة التي حصل عليها في نفوس عاشقيه فبددتها تلكم الفبائن الجديدة وكذلك ليجذب نحوه المتشككين والمباعدين والمغالين.
من أهم فوائد تجربة “الغبائن الجديدة” الدرس الخاص بضرورة عدم استخدام أجواء الحريات في كيل الشتائم لماضيناوذلك لأن عرابي هذا الماضي والقائمين عليه حاضرين وقادرين علي الرد بمثل تلك الشتائم وأثقل منها أيضا – وعلينا التركيز علي المستقبل الذي يسوعب الكل ولا يقصي احدا أبدا إلا من أبي. علينا أن لا ندعو للتفكيك وكنس الآثار – بل ندعو للترميم والمعالجات والإعمار وإعادة الإعمار. والهدف من هذه الدعوة التي قد تبدو “إنبطاحية” هو تحقيق أكبر قدر من المكتسبات للوطن والمواطن والمنطق خلف ذلك هو “من فش غبينته خرب مدينته” أو كما قال السيد الإمام الصادق المهدي.
يقال أن هناك فرق بين الحوار والتفاوض وكلاهما فن. الحوار يعني إستماع كل طرف للآخر أو الآخرين بفرص متساوية والغرض منه استبانة الحقائق والحقوق والواجبات والمظالم والتظلمات. اما التفاوض فيعني المحاصصة والمعالجات التي ترد لكل طرف حقه أو بعض حق وفي كل خير. تحاول بعض الاطراف تحقيق موقف تفاوضي أفضل من خلال ضربات عسكرية أو هجمات مدنية لاذعة بأرض الخصم مما يتسبب في وقف العملية التفاوضية بالكامل. ولذلك من الأفضل للفرقاء أن يبدأوا بالحوار الهاديء ولو من وراء “حجاب” مثل وسائل التواصل الإجتماعي قبل الوصول للحوار وجها لوجه للسماح للهواء الساخن من الخروج عبر “عوادم” موجهة إلي أعلي نحو الغلاف الجوي.
القضايا المطروحة للحوار من قبل رئاسة الجمهورية لا أحد من السودانيين يستطيع إنكار اهميمتها اللهم إلا أن يزيد عليها- ألا وهي: قضايا: السلام – التنمية الإقتصادية – الفقر -الحريات السياسية – الهوية – العلاقات الخارجية. بكل تاكيد إذا لعنا الشيطان وتحاورنا وتفاوضنا بجميع مكوناتنافي مناخ من الحريات العامة مشحون بالثقة الكبيرة فيما بيننا سنمضي لتكوين دولة تمتلك أفضل نظام حكم في المنطقة والإقليم والعالم.
أنا من عشاق مشروع الوثبة الكبري ولو بدا لبعض الناس أنه سراب خادع. ولو كان شيئا في يدي لأسست حزبا أسميته “حزب الوثبة الكبري” هذا برغم أنني لا أدعو لزيادة عدد الاحزاب بل أدعو إلي تقليل عددها ويا حبذا لو إنحصرت في كتلتين فقط “يمين ويسار” حتي لا يضار أحد من الناس الذين ليس لهم في اليمين حظ.
موضوعات ذات صلة:
https://www.alnilin.com/news-action-show-id-84108.htm
https://www.alnilin.com/news-action-show-id-93661.htm
[/JUSTIFY]