أخي الرئيس توكل على الله واتخذ القرار ونحن معك
ومن أمثلتهم (أم جركم ما بتاكل خريفين)، أم جركم هو نوع من أنواع الجراد الصحراوي أليس في هذا دعوة للتداول السلمي للسلطة وإفساح المجال وعدم (الكنكشة)- كل ما تقدم كان السبب الأول في إحباطي عندما رأيت صور وأسماء من قابلهم السيد الرئيس كآلية حوار يوم الخميس الماضي.. والسبب الثاني في الإحباط وهو مكمل للسبب الأول، إن كل الذين رأيتهم في الصورة وقرأت أسماءهم وأسماء أحزابهم التي يمثلونها مع كل احترامي لهم كأشخاص، إلا أنهم وعلى الإطلاق ليس بينهم من له القدرة والسند (بكل أوجه السند مثل الجماهيري- الفكري- المادي- القبلي)، على حل أي جزء من مشكلة السودان الحالية، إذ ليس بينهم من له ثقل جماهيري يمكن أن يساهم به أو يساعد به على حل 1% من المشاكل الحالية- الأمنية- الاقتصادية والسياسية، أسماء لا أعرفها ولم أسمع بها وأخرى أعرفها، وهي لا تمثل إلا نفسها وحفنة من الأعضاء لا يفوقون المائة، وشخصيات معروفة قد تكون خصماً على المبادرة، وشخصيات بارزة ذكية لها أجندة خارج إطار المبادرة، تقود المبادرة الى كارثة، وتضم الجلسة ممثلين لأحزاب جماهيرية، مثل الاتحادي الديمقراطي وممثله يقف في عزلة وهو محاط برفض جامع من قواعد الحزب خاصة الشباب.
أخي الرئيس، أقولها في غير وجل أو رياء أو مصلحة ذاتية، أنت صادق في مبادرتك لعلمي بشجاعتك وبساطتك السودانية الأصيلة، أنت صادق في دعوتك لأنك تعلم أكثر من أي فرد في السودان حجم التآمر وحجم المعاناة للمواطنين في كل مناحي الحياة وتعلم حجم أضرار الحروب- الحروب الممتدة والإهلاك والإنهاك لكل من يشارك في الحروب، والقتال كره لأي بشر أنت تعلم الآن نحن في السودان وصلنا حافة الهاوية والتي لا تحتمل أي من التكتيكات السابقة خاصة كسب الوقت إذ لم يعد هناك وقت.
أنت أخي الرئيس بكل صدق جلست يوم الخميس الماضي مع (الناس الغلط) هؤلاء لن يتعدى أثرهم حدود بيت الضيافة لبعضهم، والبعض الآخر لن يؤثر لأحسن الفروض في أكثر من خمسين ألف شخص مضروبون في سبعة يكون العدد الذي يتفق معك، منهم 350,000 فقط والسودان 35 مليونا يعني 1% فقط زائداً عضوية المؤتمر الوطني والتي ذكرنا في مقالات سابقة حوالي 3,500,000 أي 10% من كل الشعب السوداني فما هو أثر هذا الـ1% في حل مشاكل السودان الحالية المتجذرة والمتصاعدة.
كل الأحزاب التاريخية والعقائدية التي جلست معها والتي لم تجلس معها تحتاج على أقل تقدير الى خمس سنوات حتى تكون مفيدة للسودان ولتتعلم عدم تكرار أخطاء الماضي التي أتت بثلاثة تدخلات انقلابية على الديمقراطية.
أخي الرئيس اجلس مع (الناس الصاح) في هذا الوقت الحرج وهم القوى الحديثة، والتي خير من يمثلها منظمات المجتمع المدني المختلفة خاصة تلك غير المرتبطة بالمؤتمر الوطني وقد ظهرت قدراتهم وطلائعهم إبان محنة السيول والأمطار العام الماضي، اجلس أخي الرئيس مع شباب الاتحادي الديمقراطي وحزب الأمة بأية وسيلة Smart ذكية واجلس أخي الرئيس مع الحركات الدارفورية القوية المسلحة بطريقة مباشرة وغير مباشرة.
أخي الرئيس بعد الجلوس المباشر أو غير المباشر السري والعلني، (وهذا من حقك) مع قطاعات منتقاة من الشعب دون وسيط أو ممثلين وتوكل على الله وقرر:
أولاً: تأجيل الانتخابات حتى 2017 واستمرار المؤتمر الوطني تحت قيادتكم في حل المشاكل التي برزت طوال فترة الانقاذ أي خلال 25 عاماً ومنها في:
ثانياً: إعادة هيكلة الحكم الفدرالي وإلغاء كل الولايات التي أنشئت أيام د. علي الحاج والعودة الى 6 أقاليم هي القديمة زائداً اقليم جنوب كردفان، النيل الأزرق أي 8 أقاليم.
ثالثاً: التوصل العاجل الى اتفاق مع قطاع الشمال وفق بنود الاتفاقية الإطارية.
رابعاً: خلق علاقة خارجية متميزة مع السعودية، الإمارات ومصر.
خامساً: خلق علاقة متميزة مع دولة الجنوب وإعمال الحريات الأربع تمهيداً لخلق وحدة كنفدرالية بنهاية 2017.
سادساً: تطبيع العلاقة مع أمريكا بالإيفاء الحقيقي بمتطلبات التطبيع، وهي بالنسبة لنا أصبحت غير مكلفة وهي في مضمونها الإمتناع عن تقديم مساعدات لجماعات إرهابية مقابل فتح أبواب التعاون الاقتصادي مع امريكا والغرب.
أخي الرئيس السودان الآن متماسك بتشابك أعضاء كما نسميه في الهندسة
Propping, Members Support مثل (طريقة نصب خيمة المناسبات) كل عضو يحمل الآخر دون أن يدري ولا رابط بين الأعضاء مثل (مسامير)، صواميل أو حتى مادة لاصقة وهذا إنشاء هندسي قابل للإنهيار المفاجئ بسقوط عنصر واحد فيه تنهار كل الخيمة وفي لحظات- هذا حالنا الآن حال يحتاج الى الحسم الصادق وتوكل على الله ونحن معك.
والله الموفق.
صحيفة آخر لحظة
مهندس عمر البكري ابو حراز
ت.إ[/JUSTIFY]