رأي ومقالات
عثمان محمد يوسف : حول حديث المهدي لقناة الجزيرة
بل كان ثورة شعبية ولكنه أكد أن انقلاب الإنقاذ الحديث مقبول ومعقول.
كان يمكن للصادق أن يكون أكثر حنكة ودبلوماسية وتكون إجابته بالطريقة التي يريدها وتريحه دون التعرض للمقارنة .. لأن ما حدث في الإنقاذ كان انقلاباً على الديمقراطية ظاهرياً لان الصادق كان منتخباً مثل الرئيس مرسي ولكن الانقلاب في حقيقته كان على الحركة الشعبية بقيادة جون قرنق والجيش الذي كاد أن يصل إلى كوستي وكادت الخرطوم أن تستباح وكانت البلاد معرضة لانفلات وضياع والسيد الصادق نفسه كان مقتنعاً بذلك عندما ابتسم عند قول الراحل زين العابدين الهندي بأن الحكومة وقتها (لو شالها كلب ما بنقول ليه جر!!) قال ذلك في البرلمان هذا غير وصف انها كانت (جنازة بحر) وفوق ذلك كان الانقلاب مبرراً بأهم مما ذكرنا حيث كان السيد الصادق والسيد الميرغني قد وصلا بضغوط من الحركة الشعبية وحتى تصل معهما إلى اتفاق يوقف الزحف والإذعان لشروطه طلب إلغاء الشريعة الإسلامية ومن داخل البرلمان وكان حزب الأمة والاتحادي قد أنجزا الطلب حتى مرحلة القراءة الثالثة والأخيرة التي كان مقرراً لها يوم الجمعة التي كان فيها الانقلاب .. تصورا أن كان أعضاء حزب الأمة في البرلمان صوتوا لصالح إلغاء الحدود بضغط الخارج، الأمر الذي لم يستطع الصادق تنفيذه برغبته وقناعته بعد أن كان صاحب الأغلبية ورئيساً للبلاد.. ورغم أنه كان يصفها في عهد الرئيس النميري (بقوانين سبتمبر) وانها لا تساوي الحبر الذي كتبت به كما كان يقول، رغم ذلك مكث فينا ثلاثة أعوام ولم يفعلها وكانت مكانته عند جون قرنق وقتها في حدود أنه رئيس لحزب الأمة وليس رئيساً للبلاد!!
الأمر الآخر وغير المقبول أيضاً من رجل ينتقد الشمولية والدكتاتورية والطائفية يقوم قبل أشهر بتعيين سارة المهدي أميناً للحزب بديلاً لعلماء ودهاقنة السياسة والنضال والتضحيات من اجل هذا الحزب ونصرته منذ العهد الأول والمهدي الكبير.. وليس لذلك مبرر إلا لأنها من آل البيت وجاء بالأمس وعين أبنته نائبه له دون أن يغمض له جفن رغم وجود رجال بأعمار وخبرات وتجارب لسنين عديدة فالسيد الصادق يقول إن ابنته وأبناءه لم يأتوا لقيادة الحزب بالقرابة والعاطفة وإنما بالكسب!!
طيب ما لو السيد الأمير بابو نمر ومالو السيد صديق إسماعيل ومالو الدكتور إبراهيم الأمين؟!
الم يكن لهؤلاء أي كسب وكفاح ونضال لصالح حزب الأمة وحتى بلغوا من العمر عتيا؟!
الا يحق لأحدهم الحلم بأن يكون مساعداً؟
لماذا لم يطالب الجنرال برمة ناصر بحقه في الرئاسة والنيابة أو الأمانة ما دام ظل يطالب بتعويضات آل المهدي حتى يوم أمس في صحيفة المجهر يطالب الحكومة بتعويضات عربات اللاندكروزر التي صادرتها منهم الحكومة!!
ولماذا حتى يدفع هذا الشعب المسكين تعويضاتها؟!
الم تكن كل المليارات التي أخذها حزب الأمة عند كل مفاوضات أو ترضيات أو مصالحة؟!
لماذا يبتز حزب الأمة الشعب السوداني حتى يستقر؟!
حتى هذا الحوار الأخير والذي يتهمون فيه الحكومة بالفشل يبتزها حزب الأمة بالمطالب المستحيلة السياسية والمادية.. المؤكد كما قال اللواء برمة أن من أهم شروط الموافقة على الحوار أن يتم التعويض أولاً هذا لفتح النفس ثم كم تكون نسب القسمة في السلطة؟ وظني أن مطالب حزب الأمة أن يكون الوضع كما كان عليه قبل 1989م.. وإلا فلن يكون هناك حوار بل مناورات وتسويف وكر وفر و(تهتدون) و(تفلحون) و(تعودون) إلى يوم يبعثون، فالسيد الصادق يريد أن يكون استقراره هو قبل مصلحة واستقرار البلاد الآن واللواء برمة يقول إنهم قد رجعوا إلى التحالف مرة أخرى يستقوى بهم ويبتز الحكومة لتنفذ لهم مطلوبات حزب الأمة ولي مطلوبات الوطن أو التحالف.. ذلك لان العودة والانتماء للتحالف لم ينجح حتى عندما كان التحالف سيد الاسم يهز ويرز عندما كان رئيسه جون قرنق وأمينه مبارك الفاضل ومحمد عثمان الميرغني وكانت تحرسه جيوش الحركة بقيادة سلفاكير وجيوش الأمة وجيش الفتح وعبد العزيز خالد وكل قيادات اليسار .. هذا التحالف الذي خرج اليه السيد الصادق في (تهتدون) ورجع منه خائباً في (تفلحون) وكان يدعمه ويشرف عليه آنذاك دول الشرق والغرب ولم ينجح أحد وكان كيد الله فوقهم حتى يأتي السيد اللواء برمة ناصر ويهدد بالعودة إلى تحالف اليوم الذي حضر الراحل نقد ولم يجده!!
هذا منهي الانتهازية والبؤس .. الشعب المسكين يعلم تماماً أن ما لم يستطيع فعله التحالف الكبير في أسمرا ومقرراته لن يستطيع أن يفعله له تحالف أبو عيسي والشفيع خضر وإبراهيم الشيخ المتهالك، فحتى لو كان هذا النظام فاشلاً وفي أضعف حالاته كما يقولون فلن يقبل هذا الشعب الأبي أن يكون بديله ضياء الدين وهالة عبد الحليم.
ونقول لسعادة اللواء برمة ناصر وصحبه أن موقفا مشرفاً لأعيان حزب الأمة والأنصار في القضارف وكان احتجاجاً على نفس الذي نريد أن نسمع رأي الشيخ عبد المحمود أبو في هذا التعيين وليس الانتخاب وهل تمت مشاورتهم في ذلك أم يقرأون مثلنا في الصحف السيارة؟!!.
صحيفة السوداني
عثمان محمد يوسف الحاج
ع.ش