تحقيقات وتقارير

الموت يغيب سلطان الكمان محمدية و(حكايات) شاركت في مراسم تشييعه

غيب الموت يوم الأربعاء بأم درمان عازف الأوتار وسلطان العزف على الكمان محمد عبدالله محمد أبكر الشهير بـ (محمدية ) بعد صراع طويل مع المرض، وبموته (انقطع) وتر العزف الجميل حزناً على فراقه، ليفتقد مشهد الموسيقى السودانية عازفاً فذاً على آلة الكمان التي كان يفض أسرارها وتناجيه ويناجيها ويستخرج أعذب اللحون بأنامله الذهبية – بموهبة كاملة الدسم – وانطبعت صورة محمدية مع معشوقته آلة الكمان في أذهان كثير من السودانيين ومعها ابتسامته العذبة التى دلف بها إلى قلوبهم.

علي مهدي :مبدع لأقصى حد
ترحم الدرامي علي مهدي على روح محمدية وقال لـ (حكايات): الحزن يغلف صوته، محمدية الآن عند الرحيم الكريم ونرجو له الرحمة الواسعة، فقد كان مبدعاً لأقصى الحدود وارتبطت آلة الكمان عند الكثيرين به لإجادته العزف بمهارة عليها وأبان مهدي أن الراحل استطاع بمثابرته وموهبته الطاغية ان يعيد للغناء السوداني مجده وأضاف: ( محمدية لم يك عازفاً فقط بل ساعد في إعادة صياغة اللحن السوداني).

ساره نقد الله : طور الأغنية السودانية
الامين العام لحزب الأمة القومي سارة نقد الله قالت وهي تمسح دموعها التي سالت مدراراً على خديها: ( رحم الله محمدية وأسكنه فسيح جناته، كان بحق رمزا من رموز الوطن ومن الموسيقيين العاشقين لمهنتهم وشارك في تطوير الأغنية واللحن السوداني وكان مهموماً بتطورها وأن (الكمنجة) مثلت جزءاً من شخصيته .
د.عبد القادر سالم: قائد ملهم للأوركسترا
(فقدنا فناناً موهوباً إنساناً نادراً لا يتكرر ) بهذه العبارة ابتدر د. عبد القادر سالم حديثه وهو يعدد مآثر الفقيد لـ(حكايات) وترحم على الفقيد وقال وهو يغالب دموعه: ( موت محمدية فقد عظيم وجلل ولا نستكثره على الله وكان أخو أخوان شهماً كريماً غيوراً على المشهد الفنى، وسرد جزءاً من تاريخه وقال إنه كان إنساناً عصامياً وطموحاً وسعى للعلم بجمهورية مصر ودرس الموسيقى العربية والأوربية وأصبح واحداً من أعضاء الأوكسترا في فرقة أضواء المدينة وأبان د.عبد القادر أن الفقيد كان له الفضل في تنفيذ مئات الأغنيات في الإذاعه السودانية خلال الستينات وحتة التسعينات وكان قائداً ملهماً للفرقة، مشيراً إلى أنه لم يك مجرد عازف بل كان يحسن ويجيد عزف أغنيات كل الفنانين ووصف محمدية بأنه خلوق وذو خلق ودين مؤكداً أن الفقيد كان داعماً له في مسيرته الغنائية وشاركه العزف في العشرات من حفلاته مشيرأ إلى أنه تم تكريمه من قبل منظمة ( الوايبو) التي تعني بالمصنفات في العالم في عام 2000م اعترافاً بالخدمات الجليلة التي قدمها للفن السوداني.

عمر إحساس: مدرسة جريئة في العزف
كان الحزن يعتصر صوت المطرب عمر إحساس وهو يؤكد لـ(حكايات) أن الراحل كان بوابة الأغنية السودانية وعبرت من أوتار كمانه أجمل ألحانها ويضيف بالقول: ( الراحل الموسيقار ربى الأجيال بعلمه وببصمته الواضحة في الموسيقي السودانية وأوضح أن له طريقة مميزة وجريئة في العزف وأسس مدرسة خاصة بعزفه المنفرد وإحساسه مع آلة الكمنجة بأنامله الذهبية ، مبينا أن حبه للعزف واحترافه وابتسامته المضيئة والدافئة أدخلاه في أعماق قلوب السودانيين.

الفنان محمد حسن : موجود بفنه وإبداعه
استهل الفنان محمد حسن حديثه بالترحم على الراحل وقال إن العازف محمدية كان معلماً ومربياً لكل الأجيال وأنه تتلمذ على يده مثله مثل كثير من الفنانين ونهل من علمه وخبرته الموسيقيه وأضاف:( الراحل موجود بفنه بيننا وإن غابت روحه عنا).

الموسيقار د.الفاتح حسين: مرجع وتاريخ حافل
أكد الموسيقار د.الفاتح حسين لـ (حكايات ) إنهم كموسيقيين فقدوا واحداً من رموزهم التي كانت قدوة لهم مشيراً أن الراحل كان جزءاً أصيلاً من تاريخ الموسيقى السودانية إضافة لكونه مربياً للأجيال لما يقارب الخمسين عاماً لافتاً أنه مرجع لكل كبيرة وصغيرة في النوتة الموسيقية خاصة في المعزوفات القديمة وقال إنه كان قريباً منه وشاركه العديد من رحلاته الفنية إضافة إلى كونهما كانا عضوين مؤسسين في فرقة السمندل الموسيقية ووصفه بالإنسان الخلوق ونموذجاً للعطاء ويشارك كل الأجيال بعزفه بتواضع كبير.

د.محمد البشير صالح: من أساطين النغم
بدوره أكد الأستاذ بكلية الموسيقى والدراما، د.محمد البشير صالح بعد أن ترحم على الفقيد أن الراحل يعد واحداً من أساطين النغم في البلاد ويمثل منارة سامقة للمبدعين ووصفه بالرجل الخلوق والمبدع العصامي مشيراً أنه يتميز بكل الصفات الحسنة وأضاف:( بالنسبة لنا كموسيقيين وعازفي كمان في السودان نعتبره مدرسة سودانية قائمة بذاتها ).

شرحبيل أحمد: فنان نادر جداً
الفنان شرحبيل احمد تحدث لـ (حكايات) وهو يغالب حزنه الشديد مترحما على الفقيد وطالبا له المغفرة بقدر ما اعطى وامتع واشجىوأضاف: محمدية ليس موسيقاراً فحسب بل هو فنان نادر جداً وشامل والحديث عنه كثير ولكن فى هذه اللحظات يكفي أن نقول (انا لله وانا اليه راجعون).

امدرمان : فائقه يس ـ دار السلام علي
صحيفة حكايات