منوعات
كسير تلج: ظاهرة التملق التي غطت الآفاق
والمجامله ظاهرة خطيرة لا يمكن الشفاء منها إذا تعايش معها الشخص، وهنا يكذب الإنسان لأنه ضعيف الشخصية فلا يستطيع أن يسيطر على نفسه ولا يمتلك الجرأة الكاملة التي تمكنه من أن يبوح بالصدق ولو على حساب نفسه، فكم من الأشخاص وقف أمام الكذب وقال الحقيقة وهو يعلم تماما أن الحقيقة سوف تضره ولكنه خاف من الله سبحانه وتعالى لأن الكذب حرام وطريقه قصير ومهلك، ويقول أهلنا “لو ما حلاك الصاح الكذب ما بحلك”، والإنسان تطغى عليه المشاعر والأحاسيس وتؤثر على نفسياته ولا يعلم ما يفعل، لو أن إنسانا سيئا قال لشخص أنت كريم وطيب والقلب وكانت كل هذه الصفات موجودة فيه فلا يستطيع الآخر إلا أن يبادله ويقول له أنت كذلك إنسان كريم وطيب القلب، وهو يعلم تماما أنه سيئ، فلماذا لا نقول كلمة الحق التي تقع على عاتقنا؟.
مصالح دنيوية
ومن الصفات المنبوذه بين الناس المدح بغير محله لمصلحة شخصية أو مصالح عامة، ونرى كثيرا من الناس ينافقون لحساب مصلحتهم متناسين ما يحدث للمجتمع بأكمله من أضرار، ونحن في هذا الزمان نتعايش بكثير من مثل هذه الحالات التي انتشرت في زمننا وكلها من أجل مصالح دنيوية، وأكبر مثال على ذلك أن الكل يجاملك لهدف معين ناسيا الأضرار التي تلحق به مستقبلا، لماذا أصبح الكل يجامل ولا يقول الحقيقة؟.
أصبحت المجاملة شيئا أساسيا لبعض فئات المجتمع السوداني المشهورة ب”كسير التلج”، لماذا نتعايش معهم وبإمكاننا مواجهتهم بالحقيقة الجارحة؟، لماذا نحمل أنفسنا ما لا طاقة لنا به لأجل إرضاء الطرف الآخر متجاهلين الأمور المترتبة عليه؟.
اليوم التالي
خ.ي