نور الدين مدني

حالة الترابي

[ALIGN=CENTER]حالة الترابي [/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]المتابع المدقق للساحة السياسية الداخلية يعرف موقفنا الرافض للانشقاقات داخل الاحزاب والتنظيمات السياسية، رغم ضرورة ذلك فى بعض الاحيان على شرط ان تكون الأسباب سياسية ومقنعة لكن للاسف فان غالب الانشطارات التى حدثت للاحزاب لم تكن سياسية وانما فجرتها الخلافات حول السلطة ودور الفرد وليس حول الفكر والمنهج.
* حالة الانشقاق التى حدثت بعد ان تمت المفاصلة الشهيرة بين مجموعة القصر ومجموعة المنشية داخل حزب المؤتمر الوطني خير نموذج للانشطارات الحزبية التى لايمكن تبريرها سياسيا وفكريا.
* نحن لاندعي اننا اكثر معرفة بشعاب المؤتمر الوطني من أهله الذين دخلوا فى خصومة تكاد تكون موجهة ضد الشيخ الدكتور حسن الترابي الذى نختلف معه سياسيا وهو صاحب الشهادة المعروفة التي اعترف فيها بانه دخل السجن حبيسا فى عملية تمويهية اوائل عهد الانقاذ.
* لكننا واحسب مجموعات كبيرة داخل المؤتمر الوطني وخارجه يقدرون الدور الفكري الكبير الذي قام به الشيخ الدكتور فى حركة التجديد الديني بل والبناء الوطني وكل ما أخذناه عليه هو تبنيه انقلاب30يونيو1989م وتداعياته العنيفة فى سنوات الانقاذ الأولى وكان حينها القابض على زمام الأمور.
* صحيح ان الشيخ الدكتور برر ذلك بعدم تحمل العالم لنتائج الديمقراطية عندما تكون ليست على هواهم السياسي، خاصة فى عالمنا نحن الذين لدينا ايضا خصائص دينية وثقافية وتراث حضاري لايمكن تجاوزه، ولكن كل ذلك لايبرر الانقلاب على الديمقراطية.
* نحمد الله عز وجل ان جاءت شهادة السكرتير السياسي للحزب الشيوعي السوداني الاستاذ محمد إبراهيم نقد الذى لم يبرئ الحزب الشيوعي من الاخطاء ومن الانقلاب مؤكدة سقوط نظام الحزب الواحد واهمية الاعتراف بالتعددية الحزبية والديمقراطية النيابية وهذه حتمية تاريخية قديمة متجددة ليست من تفصيل حزب بعينه.
* نقول هذا بمناسبة اعتقال الشيخ الدكتور الترابي على خلفية تصريحات ادلي بها ليس هنا المجال للحديث عنها ، ولكننا قصدنا تأكيد ما سبق وقلناه مرارا وتكرارا انه لايمكن نجاح اى حوار وطني مع استمرار الخلافات داخل الأحزاب الفاعلة وان حزب المؤتمر الشعبي الذى يقوده الترابي انما هو من صلب المؤتمر الوطني كما لايمكن عزل الترابي عن حزب المؤتمر الشعبي.
* ونقول ايضا اذا كان المؤتمر الوطني قد قبل الحوار مع الحزب الشيوعي السوداني وهذا موقف ايجابي نحمد للطرفين استمراره لصالح الوطن والمواطنين فاننا نقول – وليس المخاطب بأقل علماً منا “الاقربون أولى بالمعروف”، ونحن هنا لا نتحدث عن حالة الترابي الصحية وعن مطلب أسرته المشروع وحقها فى مواصلة وتقديم ما يلزمه من حاجات خاصة وانما نتحدث عن الحالة السياسية العامة التى تتطلب الاعتراف المتبادل بالآخر وبكامل حقوق المواطنة من أجل تحقيق الاتفاق القومي الأهم لمجابهة التحديات والضغوط والفتن الظاهرة والباطنة.
* المخاطب ايضا يعلم انه لايمكن الحديث عن حوار مع حزب المؤتمر الشعبي بعيدا عن الدكتور الترابي الذى هو ليس بعيدا ايضا عن حزب المؤتمر الوطني الذى يعلم ذلك وأكثر!.[/ALIGN]

كلام الناس- السوداني -العدد رقم 1151- 2009-1-27

تعليق واحد

  1. أعتقد هذا هوكلام العقل والحكمة التي نحتاج اليه و لرجال في قاماتكم يستطيعون حل مشاكل البلاد بتفهم وبدون مصلحة لان توحد الاحزاب وقوتها فيه الخير وكل الخير للسودان واستقراره السياسي .