محمد محمد خير

ماركيز يعترف

[SIZE=5][JUSTIFY][CENTER][B] ماركيز يعترف [/B][/CENTER]

منذ عامين يجلس ماركيز إلى طاولته، أمامه أوراق بيض، وفي يده قلم في انتظار الوحي، ولكن الوحي لا يأتي!
مجلة (باري ماتش) الفرنسية زارته في بيته للإجابة على سؤال التوقف عن الكتابة، وأجرت معه حواراً ترجمه الأستاذ صلاح مطر، فكانت اعترافات ماركيز مبدع العمل الروائي الخالد «مائة عام من العزلة»، التي مازج فيها الحاضر بالماضي والخيال بالواقع وتفرد بأسلوب شعري ساخر.. غائراً في عمق النفس البشرية، كاشفاً أنها يمكن أن تنحدر إلى أقصى درجات الشر أو تسمو إلى أعلى مراحل الخير، ولعل هذا العمل هو الذي أهله لجائزة نوبل عام 1982م.
رغم أن كولومبيا هي بلد ماركيز ومركز محبته، إلا أنه يعيش متنقلاً بين الولايات المتحدة والمكسيك محاولاً أن يصطاد عصافير الإلهام التي كفت عن التحليق بأجنحة الإبداع، فتوقف قلمه الكبير عن الكتابة وظل حبره السيال أسير غمد القلم.
رغم أن ماركيز اشتهر بأنه ساحر النساء، ويعرف كيف يتسلل لهن، إلا أن «مرسيدس» زوجته ظلت ملازمة له لأكثر من خمسين عاماً.. مرسيدس التي «صرفت غويشاتها» لتبيع له روايته «مائة عام من العزلة» التي درت عليه ملايين الدولارات ورغم ملايينه إلا أنه لا يحمل دفتر شيكات ولا أموالاً في جيبه ولا بطاقة ائتمانية.
ماركيز بعد أن هجرته الكتابة تفرغ لسماع الموسيقى من الصباح حتى أوان نومه وأهدى كل كتبه لأصدقائه، وحسب قوله للمجلة إنه الآن يؤمن بأنه لم يعد مهماً بأن نكتب كتباً أو ننظر في الساعة لنعرف الوقت.
ماركيز يعرف لغات العالم، ورغم أنه لم يدرس الإنجليزية، ولا تحدث بها، لأن دراستها والتحدث بها كان جريمة لا تغتفر إبان وجود الحزب الشيوعي الكولومبي، إلا أنه يقرأها بسهولة وسرعة!!
ماركيز راضٍ عن حياته وعن تجاربه السياسية، لكنه يتمنى أن يعود به الزمان للوراء، ليرتد شاباً يغازل صبايا المكسيك، لكنه يعلم أن ذلك هو المستحيل، لذا فهو يكتفي بترديد بيت ود الرضي:
«الله يكبرن
الكبرني وسمحن»!
ورغم تغير مواقفه إلا أن علاقته بـ(فيدل كاسترو) ظلت دائمة وغير متقطعة، وكذلك يستشيره الرئيس الكولمبي في القضايا السياسية.
هكذا يجلس الآن ماركيز مع زوجته في انتظار الوحي لتسطع من جديد إشراقاته الواقعية السحرية!!
[/JUSTIFY][/SIZE]

أقاصى الدنيا – محمد محمد خير
صحيفة السوداني

تعليق واحد

  1. تغيير المواقف من اجل تبديل الواقع لم يك ماركيز يعنى به انتهاز الفرصة و ممارسة النفاق والمداهنة والتطبيل لتبرير المسالب من اجل الحصول على وظيفة .. كتب ماركيز فى رسالته الآخير لآصدقائه : كل لحظة نغلق فيها اعيننا تعنى خسارة 60 ثانية من النور .. سؤالى لكاتب المقال كم هى عدد المرات التى اغلقت فيها عينيك وكم هو عدد الثوانى التى خسرتها .. وكتب ماركيز فى رسالته ايضا : تعلمت ان الجميع يريد العيش فى قمة الجبل غير مدركين ان السعادة تكمن فى تسلقه .. هناك فرق بين ان تتسلق جبلا وتشعر بسعادة و نشوة الوصول الى قمته و بين ان تتملق وتتسلق على اكتاف وطن ليرضى عنك سارقيه و يتكرموا عليك بوظيفة .. ما اسوأ ان تتغير مواقفك بسبب ضعف الشخصية وضموور الوازع الوطنى … اللهم لا شماتة !!!!