نور الدين مدني
الدين و”العجين” في مملكة الروح
* العنوان الثاني لليلة كان باسم (ملكة الوجود) ولكن الشيخ سيف الدين حوله إلى (مملكة الروح) بتحليقه بنا في سماوات الصوفية التي قال ان ليس المهم اسمها او التعريفات والتوصيفات التي يجتهدون في اسباغها عليهم او اتهامهم بها عن عدم معرفة ولكنها منهج حياة قوامه التوحيد والتجرد والمحبة الخالصة.
* اورد الشيخ سيف الدين ضمن اشاراته الكثيرة التي اضاءت ليل الاحد الماضي حتى (ان شمس النهار طلعت ليلا) كما عبر عن ذلك احد شعراء الصوفية، مقولة الشيخ ابو الحسن الشاذلي التي يسأل فيها الله سبحانه وتعالى ان يجعل الدنيا ملك يديه وليست في قلبه لتمييز اهل التصوف والمحبة الروحية دون ان يعني ذلك هجرهم اعمار الدنيا وتنميتها وتقدمها.
* المداخلة الخشنة التي القى بها الفنان التشكيي صاحب الدار راشد دياب عندما اتهم بعض فعال الصوفية بانها اوهام وتصدى له بالرد كل من الشيخ سيف الدين والبروفيسور مالك حسين الذي رد بخشونة ايضا عندما تحدث عن الصورة والاطار ولكن هذه المداخلة الخشنة أكسبت الليلة حيوية اضافية.
* وجدنا فرصة للتعقيب حول هذا الامر اكدنا في مداخلتنا ان كلام الشيخ الشاذلي الذي اورده الشيخ سيف الدين يؤكد انه لا توجد قطيعة بائنة بين التجرد والمحبة الخالصة وبين الاهتمام بالعلوم والفنون والآداب وعمران الدنيا وان الفنون بشتى مدارسها والعلوم ايضا يمكن ان تعزز الايمان وتغذي الروح.
* مداخلة الاستاذ عبد الباسط عبد الماجد والدكتور عبد الله حمدنا الله اخذت بعدا مختلفا لكنهما اتفقا على وجود ازمة في اللغة عند الصوفية وعند اهل الباطن عامة ولكنهما اكدا احترامهما للاجتهاد الصوفي خاصة في السودان حيث اسهمت الطرق الصوفية في نشر الاسلام سلميا في كل ربوع البلاد.
* هناك مداخلة خشنة اخرى لم تجد حظها من النقاش والتداول اثارها احد الحضور حول دور الصوفية في محاربة الفقر، رغم ان سؤاله ظهر وكأنه خارج الموضوع، لكنه أثار قضية الدين و”العجين” القديمة المتجددة، الذي قد يختلط مع موضوع الخضوع في امور الدين الذي لا يتعارض مع امر الكد والكسب المادي في الدنيا.
* الليلة كانت محشودة بالمدائح النبوية التي قدمها الشيخ عبد الله الحبر ومجموعته والشيخ عبد السلام محمد علي والمادح عبد العظيم الفاضل ولكنها كانت غنية بالاضاءات الروحانية التي يصعب تلخيصها في هذه المساحة ولكنها كما قال البروفيسور مالك حسين قد القت حجرا في بركة ليست ساكنة ولكنها غامضة باسرارها واشراقاتها التي لا ندعي اننا ندركها رغم اننا نشأنا وترعرعنا وسط اضوائها الكاشفة.
* المهم ان ملكة الوجود كما هو معلن او مملكة الروح كما شعرنا بها في هذه الامسية الروحية لم تعزلنا عن مجرى الحياة المادية بكل التزاماتها واستحقاقاتها ومطلوباتها واستعداداتها وآلياتها بل دفعت في شراييننا بدماء روحية حارة.[/ALIGN]
كلام الناس- السوداني -العدد رقم 1153- 2009-1-28
لا أحد ينكر من أثبته التاريخ من أن للصوفية دور كبير في نشر الإسلام بشكل سلمي في ربوع السودان ولكن السؤال المهم وهو أي إسلام تم نشره ؟
فالصوفية يقسمون الإسلام إلى قسمين
1 – علم الحقيقة
2 – علم الباطن
أولاً: علم الحقيقية فهو المختص بالشرائع والعبادات والسنن على الرغم من أنه نفسه لم يسلم من الزيادة والنقص في طرق واشكال العبادات غير تلك التي يعرفها الناس.. وما سميت الطرق الصوفية بكلمة (طرق) إلا لأن كل شيخ يبتدع أسلوب في التعبد وأوراد وأذكار لم ترد في السنة بالعدد والرقم الذي يكلف به الشيخ مريديه واتباعه .. وهذا هو المحور الأول في هجر السنة واتباع مذهب الشيخ بالأسلوب والكيف الذي يحدده في التعبد والذكر … وبهذه الطريقة يبدأ الانزلاق والبعد عن هدي النبي محمد المحدد للعبادات في أساليبها وطرقها … هذا أولاً..
ثانياً: علم الباطن وهو العلم الذي يرقى إليه المريد عندما يطبق أساليب وطرق العبادة التي يكلفه بها الشيخ … وهو بهذا التطبيق يرقى لدرجة كشف المستور ومعرفة علم الغيب .. والعياذ بالله .. رغم ان علم الغيب لا يختص به إلا الانبياء وان بقي منه شيء فإنما يكون كما ورد في الأثر عن طريق فراسة المؤمن أو الرؤية الصادقة… فبعض الفرق الصوفية يزعم شيخها أو أحد مريدها الذي ترقى وسما في علم الباطن أنه يخاطب باسمك واسمك افراد اسرتك ومم تعاني وما هي مشكلتك بمجرد دخولك عليه لأول مرة ولم يعرفك ولم تعرفه من قبل !!! … وهذه من الأعمال الشيطانية والخارجة عن اطار التوحيد تماما …
أخيرا الحوار في هذا الموضوع كثيراً ما تصدى له الناس لكنه يطول وذو شجون كثيرة