احمد دندش

طه (الضرس)..حالة (تسوس).!


[JUSTIFY]
طه (الضرس)..حالة (تسوس).!

بطريقته المعهودة في اثارة الجدل، قام الفنان طه سليمان خلال الحفل الغنائي الذى بث على قناة النيل الازرق ثاني ايام العيد، بالغناء وسط اطفال لم يتجاوزوا سن العاشرة، وهم كما ذكر طه يمثلون فرقة غنائية اطلق عليها اسم (عصافير)، وإلى هنا قد يبدو الموضوع عادياً، بل ويستحق طه سليمان على تلك المبادرة الشكر والعرفان، لابدائه اهتماماً بشريحة الاطفال ومحاولاته ادراجهم ضمن سياق اهتماماته، ولكن ان يقوم طه بإستغلال اولئك الاطفال لتحقيق نجاحات خاصة به، فهو الموضوع الذى لايمكن السكوت عليه على الاطلاق، وهو ذات الامر الذى يستوجب لفت نظر سريع لذلك الفنان الشاب الذى كما ذكرنا مراراً وتكراراً بأنه موهوب لاتنقصه سوى الرؤية الثاقبة لمسيرته الفنية.
حاول طه ان يضيف لنفسه خلال ذلك الحفل اكثر من سعيه للاضافة لشريحة الاطفال، فقد غنى في البداية اغنية على مااعتقد ان اسمها (مابمشي الدكان) وهي بالفعل اغنية اطفال جميلة، لكننا تفاجأنا به يقوم بتقديم اغنية اخرى بعنوان (انا وحبيبي) ويصرح بكامل قواه العقلية انها تأتي ضمن سياق اهتمامه بالاطفال، وهنا دعوني اسأل طه سؤالاً مباشراً وهو ماهي علاقة العشق والغرام والهيام بالاطفال..؟؟…وكيف ستخدم اغنية يقول مطلعها: (رجعنا تاني نحب بعض..انا وحبيبي..رجعنا اكتر من زمان..وأسر قليبي)..؟؟..بل ومن اين استمد طه الجراءة ليقدم تلك الاغنية في حفل جماهيري يشاهده الملايين ويتمسك بأنها احدى (اختراعاته) ومساهماته في عالم الغناء للاطفال…؟؟
الغناء للاطفال عزيزي طه سليمان يتطلب الكثير من المقومات والعناصر التى اظن انك لم تدركها بعد، وفي مقدمتها ان تتجرد انت كفنان من أي مصلحة او تحقيق نجاح على حساب اولئك الصغار، وهو الامر الذى غاب عنك تماماً وانت تغني وسط الاطفال للمحبوبة، وترسخ بشكل غير مباشر لمفاهيم الحب والعشق داخل قلوب اولئك الصغار الذين يرددون خلفك ابيات تلك الاغنية دون ان يعلموا ماذا يقولون، ولكنهم بالمقابل يحفظون مارددوا، وهو امر خطير ان يحفظ طفل صغير عبارات لايفهمها، والاخطر من كل هذا ان يتعرف طفل صغير لم يتجاوز العاشرة على عبارات الحب والغزل، بدلاً من ان يتعرف على عبارات التعامل والاخلاق الحميدة.

جدعة: تربطني بطه سليمان علاقة صداقة، ولعل هذه العلاقة هي التى تحتم علينا ان ننبهه الى مواضع الخلل في مسيرته الغنائية، بداية باغنياته المثيرة للجدل، ونهاية بمحاولاته ادراج الاطفال ضمن تجربة هي اكبر منهم بكثير ولاتستوعب على الاطلاق براءتهم وسنهم الحقيقي.

شربكة اخيرة: عزيزي طه (الضرس)…ليتك تنتبه لمواضع (التسوس) قبيل ان تجد نفسك مضطراً لـ(القلع).!

[/JUSTIFY]

الشربكا يحلها – احمد دندش
صحيفة الأهرام اليوم