رأي ومقالات

البيقاوي: الطرفة البكّاية بكت وأبكت فأدمعت بعض العيون


شهدت الأيام الاولي من شهر رمضان المعظّم عام 1435هـ موجة من الحرّ الشديد حتي أنّه في لحظات الإفطار بالنسبة لمن يفطرون علي موائد في الساحات الخارجية, يتصبب العرقُ من النّاس مدراراً ويكاد يتوقّف الهواء عن الإنسياب ويستمر الحال هكذا حتي موعد صلاة العشاء والتراويح. وما أن جرت أيام الشهر الفضيل حتي بدت موجة من الأمطار مبشرة بقدوم خريف “تقيل” علي ولاية الخرطوم وكما قالوا “الخريف اللّيِّن من شواقيرو بيِّن”.

في إحدي جلسات الإفطار التي عقبت أمطاراً غزيرة بعد منتصف شهر رمضان قال لنا أحد الأعمام (المطرة دي من “عِينَة الضُّراع” وشِدَّتها دي تدل علي خريف تقيل في السنة دي كلامي دا تلقو في عِيَن: “النَتْرة” و”الطرفة البَكَّاية” بالذات و”الخرسانة”). وقد كانت تلك الامطار الغزيرة قد أحالت السماء إلي جهاز تكييف واسع يضخ “الكندشة المجانية” لجميع الصائمين بما في ذلك الفقراء والمساكين الذين يعملون تحت وهج الشمس وهم صائمون. وقلبت تلك “الكندشة” الإلهية تشاؤم المتشائمين إلي فرحٍ عظيم وإيمان بآيات الله الكريم.

فجر يوم 30 يوليو 2014م – هطلت أمطار فاقت التوقّعات بولاية الخرطوم وبعض مناطق السودان المختلفة وخلّفت خسائر مادية جسيمة لبعض الأسر وأزهقت بعض الأرواح. وقد شاهدتُ اندفاع السيول والمياه بسرعات عالية وكميات كبيرة قد غمرت مساحات واسعة وحاصرت منازل وبنايات وشوارع الأسفلت والطرقات الترابية, ورأيتُ حالات غرق وإنهيار عدد كبير من المنازل بصورة لم يكد يسبق لها مثيل في السنوات الاخيرة. ويبدو أن “عينة الطرفة” قد بكت بحق وحقيقة فأبكت الناس وأدمعتهم بفقدان الانفس والأموال والثمرات وأخافتهم وأجاعتهم أيضاً. نسأل الله أن يبدل هذا الحال بخير منه ويحوله من نقمة لنعمة وهو القادر علي ذلك.

بعض الكيانات الأهلية كهيئة شوري البيقو بولاية الخرطوم قامت بزيارة منسوبيها الذين دُمِّرت منازلهم بالكامل مثل الأخ/ ادم إبراهيم محمد (فنان أم كدس” رقصة البيقو الشعبية) الذي يقع منزله بالقرب من سوق كرور جنوب أم بدة, والأشخاص الذين دُمِّرت منازلهم جزئيا مثل الأخ/ إبراهيم يعقوب موسي ويقع منزله بمدينة الصالحة بالقرب من كوبري “خور القيعة” وهو نسيب أو صهر الأستاذ يوسف علي ابكر سلطان عموم البيقو بالسودان, وقد كان تدفّق المياه من فوق الكوبري قد منع مرور السيارات الصغيرة وحتي الشاحنات الكبيرة اللهم إلّا عبور بعض المشاة وبحذر شديد وذلك لأن المياه من فوق ذات الكوبري قد حملت بعض الناس إلي البحر وأغرقتهم .

يرجي من جميع المقتدرين تقديم يد العون بصفة عاجلة لجميع المتضررين وتقديم منحة الإيواء لهم ما أمكن ذلك – فقد أصبحت عائلاتهم بين عشية وضحاها فاقدة للمسكن – ناهيك عن استمرار تواجدهم بتلك الاماكن التي ستتدهور البيئة فيها بسرعة. مساعدة هؤلاء الناس من الواجبات الدينية والإنسانية علي قدم المساواة – والإستماع لتوجيهات السلطات المعنية بالدولة بالإبتعاد عن السكن في مجاري الأنهار والخيران أمر واجب الإتباع, ونامل أن تتمكن الدولة من إعادة تخطيط سعات الخيران الكبيرة مثل خور القيعة بالصالحة وخور أبوعنجة بأمدرمان وغيرهامن مناطق ولاية الخرطوم وإبعاد مساكن المواطنين من حرمها الذي وصلت إليه هذا العام وتعويضهم في أماكن سكنية آمنة.
m5zn 9031e98e979b126

أعدّه المهندس/ إبراهيم عيسي البيقاوي


تعليق واحد

  1. الضراع 29 يوليو النترة 11 اغسطس والطرفة 24 اغسطس والجبهة 6 سبتمبر والزبرة 20 سبتمبر والصرف 3 اكتوبر والصرف ان صح سرف وان بطل غرف