نور الدين مدني

أتيم.. لا عاش من يفصلنا

[ALIGN=CENTER]أتيم.. لا عاش من يفصلنا [/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]* رغم الظروف المأساوية التى سببتها الحروب والنزاعات فى بلادنا ورغم أنف دعاة الانفصال وخفافيش الظلام الذين أججوا الحرب فى الجنوب وعمقوا النزاعات فى دارفور سنظل دعاة وحدة وسلام وعدالة وديمقراطية وتعايش اجتماعي وانساني خلاق.
* اننا نعرف ان التحديات صعبة لأن السلام فى الجنوب لم تتنزل خيراته لاهله البسطاء الذين دفعوا ثمن الحرب غاليا فى حياتهم وفى اسرهم وفي معيشتهم اليومية، تماما كما دفع اهل دارفور الطيبين ثمن النزاعات ومازالوا يدفعون, وان اهلنا فى الشرق يعانون فى صبر من تداعيات الفقر والمرض والجهل, وكذلك أهلنا فى الشمال والوسط يعانون من ضغوط المعيشة المتزايدة وانفلات الأسواق.
* كل ذلك كوم والتحديات التى تجابه بلادنا كوم اكبر وهى تحديات تستوجب تحركا اكثر من جانب كل الخيرين في كل الاحزاب والتنظيمات السياسية والكيانات الجديدة التى لابد ان تندمج كلية فى العملية السلمية من اجل تأمين السلام الذى تحقق فى الجنوب واستكماله فى كل ربوع البلاد وعلى الاخص فى دارفور وتأمين وحدة الوطن أرضا وشعبا ودفع الحراك السياسي السلمي الديمقراطي الذى تتفتح ازهاره تدريجيا رغم الغلاة الذين يريدون ان يعودوا بعجلة الوطن الى الوراء بتأجيج الفتن واشعال فتيل النزاعات التى ثبت فشلها فى تحقيق اي تطلعات للمتنازعين.
* لذلك نحن ندفع بكل خطوة تصب لصالح السلام والوحدة والعدالة والديمقراطية والتنمية خاصة عندما تجئ ممن يتهمون بأنهم دعاة إنفصال مثل اخواننا فى الجنوب الذين نعلم الظروف الاصعب التى واجهوها فى مختلف العهود السياسية فى بلادنا ولكنهم مازالوا يحلمون معنا بالوحدة والسلام والتنمية والعدالة و… الخ.
* ما دفعنا لكل هذا الكلام الكلمة التى سطرها نائب رئيس المجلس الوطني القيادي البارز بالحركة الشعبية اتيم قرنق فى الصفحة الثالثة من (السوداني) امس الاول التى قال فيها ان بلادنا فى حاجة الى تضامننا اكثر من اية لحظة فى حقب تاريخنا الوطني، وقال ايضا:(لقد ولى عهد تصنيفنا لبعضنا البعض باوصاف ونعوت عفا عليها الزمن مثل تقدمي وعميل وكافر وملحد ومجاهد ومؤمن) ونضيف ايضا (وعرب وزرقة، وشوايقة وجعليين و…الخ من تصنيفات الجاهلية السياسية).
* ونقول مع أتيم قرنق (نحن اليوم سودانيون بالمواطنة وكفي، وعلينا ان نعمل جميعا من اجل الاحتفاظ بوطننا بحدوده الحالية ونرى ان هذا الامر فى مقدمة الواجبات الوطنية العامة).
* ونقول ايضا: (أتيم لا عاش من يفصلنا)…[/ALIGN]

كلام الناس- السوداني -العدد رقم 1154- 2009-1-29

تعليق واحد

  1. (نحن اليوم سودانيون بالمواطنة وكفي، وعلينا ان نعمل جميعا من اجل الاحتفاظ بوطننا بحدوده الحالية ونرى ان هذا الامر فى مقدمة الواجبات الوطنية العامة).

    على الرغم من أن الظرف الذي يمر به السودان حالياً لا يحتمل المزيد من الفرقة وازكاء نيران الحرب إلا أنني أقول لك ياأخ نور الدين أنك بالنص المقتبس أعلاه والذي يوافقك عليه الكثيرين وربما أكون منهم إلا أنه نص ضد النواميس الكونية التي تحكم الإنسانية … فها هو الاتحاد اليوغسلافي عاش حينا من الدهر بدعوى المواطنة وكفى ثم انقلبوا إلى أصولهم وتناحروا وتحاربوا وتقاتلو واخيرا تفكك الاتحاد وانفصل كل عرق ودين بقدر تعداده ومنطقته الجغرافية مكونا الدولة التي تتناسب مع ثقافته ومعتقداته .. ومن قبل تفكك الاتحاد السوفيتي كذلك الى دويلات وغدا ستتفكك الولايات المتحدة وأي تحالف جمعته المصلحة المادية او الاقتصادية سينهار مهما طال الزمن او قصر !!!

    لأنك حينما تقول – نحن سودانيون بالمواطنة وكفى – تجعل من المواطنة أسلوب حياة وثقافة جديدة وهو أمر ليس من السهل تطبيقه لأن تطبيقه يعني أن تنبذ معتقدات كثيرة تتضارب مع ثقافة ومعتقدات من يشاركك المواطنة ولابد من أن يقع الاحتكاك ويشتد ويحتدم …

    في تقديري أن الفكر الإنساني أو المذاهب الدينية والمعتقدات لن يهدأ لها بال ما لم ترى المحيط الذي تعيش فيه ينسجم معه وتعتنقه بقية المدارس الفكرية أو المذاهب الدينية المحيطة به.. وهي سنة الصراع وسنة الاختلاف بين الناس …

    لو كانت المواطنة وحدهاكفيلة بحل النزاعات لماذا أفنت الحروب الأمم؟ وأين الفلاسفة والمفكرين عبر التاريخ؟ أيعقل أنهم كلهم غاب عنهم معنى المواطنة؟!

    المواطنة مفهوم أسس له الرسول صلى الله عليه وسلم حينما قال: (الناس شركاء في ثلاث: الماء والنار والكلأ) وهي المقومات الاقتصادية للبقاء والنماء لحفظ الكيان والنوع.. أما المواطنة بمعنى قبول ثقافة فئات من المجتمع رغم تضاربها مع ثقافة فئات أخرى ترى فيها خطوط حمراء أمر مستحيل …
    المواطنة يا سيدي الفاضل تكون حلاً في حالة وضع المواثيق والعهود التي تحفظ حق كل إنسان في ممارسة حياته وشعائره وفق معتقده من دون أن يتضرر أو يؤذي أصحاب المعتقدات والمذاهب الاخرى ..

    المسلمين والمسيحين في السودان يلتقون ويتفقون في كثير من النقاط الجوهرية في اشكال وأنماط حياة الفرد بشكل عام وهي من الايجابيات التي تقرب الواقع وحتى غيرهم من أصحاب المعتقدات الأخرى في عالم اليوم أصبحت المسلك الحضاري واحترام حقوق الإنسان من الأولويات التي تطبق حتى في البلاد التي لا تدين بدين معين …

    وعليه أرى أن تكون الفترة القادمة هي فترة تعريف بثقافة الحقوق والواجبات واحترام الآخرين في خصوصياتهم وعمومياتهم ومن دون أن يكون ذلك الاحترام نقيصة لطرف على حساب آخر …