تحقيقات وتقارير

رفض الترابي لفكرة المشاركة.. هل يضعف تحالف القوى الوطنية ؟


[JUSTIFY]إعلان الأحزاب المعارضة المشاركة في الحوار الوطني عن تكوين تحالف سمي بتحالف القوى الوطنية، اعتبر مرحلة جديدة من عمر المعارضة ويعزز من توحدها لخوض الحوار مع المؤتمر الوطني ومعاونيه في الحكومة، هذا التحالف لم يجد القبول والرضي من زعيم حزب المؤتمر الشعبي الدكتور حسن الترابي الذي يعتبر الحزب المحرك الرئيسي لعملية الحوار مع المؤتمر الوطني والحكومة.

هذا الرفض يراه المراقبون بأنه سيضعف من تماسك القوى السياسية المعارضة التي تشارك في الحوار واتفاقها على نقاط مشتركة ترجح من كفتهم.

المؤتمر الشعبي نقل الى التحالف قبل إعلانه رسمياً في وسائل الإعلام رفضه الفكرة والدخول فيها، وبدوره أعلن الطيب مصطفى رئيس منبر السلام العادل المنضوي تحت راية هذا التحالف، أعلن أن الدكتور حسن الترابي الأمين العام للمؤتمر الشعبي نقل إليهم رفضه فكرة تكوين التحالف أو المشاركة فيه، وهذا ما يعتبره المراقبين خلافاً بين أحزاب المعارضة المشاركة في آلية 7 + 7 وينذر بخلافات أخرى في المرحلة المقبلة، بيد أن بعض أحزاب تحالف القوى الوطنية 18، قللت من عدم مشاركة المؤتمر الشعبي في هذا التكتل، واعتبرت انه يمكن أن يمضي الى الأمام من دون حزب الترابي.

من جهته أكد المؤتمر الشعبي أن هذا التحالف لا يمثله في شئ، وقال كمال عمر الأمين السياسي للحزب “للتغيير”، “لسنا جزءاً من هذا التحالف وهذا المؤتمر الصحفي الذي عقد أو البيان الذي اصدر لا يمثلنا وليست لنا علاقة به”، مشيراً إلى أن المؤتمر الشعبي جزء من منظومة الأحزاب التي قبلت الحوار وليس تحالف القوى الوطنية، لافتا الى أن هذا الأمر شأن يخص الأحزاب التي كونته، وأوضح كمال أن حزبه لم يكن موافقاً على قيام هذا التحالف أو المؤتمر الصحفي والبيان الذي صدر، معتبر أن قضايا الوطن ليس من القضايا التي تشهر فيها الكروت الصفراء أو الحمراء، لافتا إلى أن الحكومة فتحت باب النقاش لجميع القوى السياسية، وقلل عمر من قيمة قيام مثل هذا التحالف، معتبر أن تنظيم أحزاب المعارضة المشاركة في الحوار الوطني شأن داخلي لا يجب الإعلان عنه عبر المؤتمرات الصحفية ولا يحتاج الى تحالف، ونبه كمال إلى قيام مثل هذه التحالفات سيوتر أجواء الحوار الوطني، وأضاف كمال أن المؤتمر الشعبي لديه رجاء في ان يخرج الحوار الوطني البلاد من أزماتها.

من جهته أوضح تحالف القوى الوطنية أن فكرته تقوم على ضرورة تجمع الأحزاب المشاركة في الحوار الوطني، وقال حسن رزق نائب رئيس حركة الإصلاح الآن ان التحالف مكون من 18 حزب مشارك في الحوار مع المؤتمر الوطني.

وقال رزق في مؤتمر صحفي بمقر حزبه أمس، انهم اتفقوا على ضرورة أن يشمل برنامجهم على خارطة طريق الحوار الوطني مع الحكومة تكوين حكومة ذات مهام خاصة لمدة عامين تقوم بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، مشيراً إلى أنهم اتفقوا على ان قيام الانتخابات وكل ما يتعلق بها من ترتيبات إدارية وإجرائية لم يتم التوافق عليها تعتبر غير ملزمة للتحالف، ولفت رزق الى أن قيامها يجب الاتفاق عليه من خلال الحوار الوطني واتهم رزق المؤتمر الوطني باستخدام تهديدات لأحزاب المعارضة في مسألة قيام الانتخابات وقال : “نحن لا يدق لنا القراف ولا تهزنا الرياح ولا نغرق في شبر موية كما الخرطوم الآن” وأضاف نحن غير معنيين بتعين مفوضية وإعلان جداول للانتخابات ووصفها بالصفر الكبير على الشمال، وطالب رزق بإنشاء مفوضية مستقلة إداريا ومالياً.

ويبدو أن الخطوة التي قامت بها أحزاب المعارضة المشاركة في الحوار بإعلان تحالف جديد ستوتر من الأجواء في الساحة السياسية، خاصة ان بعض الأحزاب المشاركة ترفض الانضمام إليه مثل المؤتمر الشعبي الذي يعتبر صاحب الثقل السياسي والجماهير الأكبر، إضافة الى توتر علاقتها بالمؤتمر الوطني في المرحلة المقبلة.

صحيفة التغيير
تقرير : إسلام الأمين
ع.ش[/JUSTIFY]