رأي ومقالات

د. حسن التجاني : في حضرة السيد الوالي !!

[JUSTIFY]مهما اختلف الناس حول الدكتور عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم أو اتفقوا على بقائه أو ذهابه، يظل الرجل عندي يحمل فكرة طيبة تجاه أن يفعل شيئاً مفيداً ولكنه عاجز.. فالعين بصيرة واليد ما فيش خالص كما يحلو لأخينا أستاذ حسن البطري أن يقول ذلك دائماً.

< جلسنا للسيد الوالي أمس الأول على مائدة طويلة جمعت ألوان الطيف الصحفي حتى الذين يحبذون الحديث بلغة الإنجليز... ويبغضون العربية حديثاً في وسط... كل ألسنته عربية... جلسنا بفهم نصف رأيك عند أخيك أو كما قال المهندس خالد محمد خير من الشؤون الهندسية بالولاية «نص فهمك في رأس أخيك».< السيد الوالي... شرح الموقف الآن.. بدقة شديدة وشفافية... وعاونه فنياً بعض وزراء ومهندسي حكومته في ذلك الشرح.. لكن لم يقنعني وزير البنيات التحتية فرأيت فيه صورتي تماماً وأنا أحاضر طلاب جامعة... ينتظرون إنزال فكرة ما أقول عملاً وتنفيذاً على أرض الواقع.. ومن ذلك يبدو أن الأخ الوزير د. أحمد قاسم تخيل نفسه يحاضر في قاعة محاضرات.< قلت للسيد الوالي بصراحة الوزير هذا لم يقنعنا بما يقول... نحن نريد أن نعرف ما هو الموقف الآن وماذا فعلوا لدرء الكارثة.. وكيف يفكرون مستقبلاً لتفاديها؟.. ونريد أن نحبس الفلسفة والتنظير داخل أدراجها ونخرج زبدتها لأرض الواقع تنفيذاً ولا نريد محاضرة وضياعاً للزمن.< الأخطاء التي وقعت فيها محليات الولاية وجهات الاختصاص فيها كانت بسبب ضعف الرؤية المستقبلية.. هذا ما أكده السيد الوالي بأنه نصح أصحاب الاختصاص بتوسيع مدارك رؤاهم لمثل هذه الاحتمالات لاحقاً... وبالطبع هذه مشكلة حيث صنف السيد الوالي أنه لا يضمن ضمائر العاملين معه وفي حكومته بأنهم جميعاً على قلب رجل واحد يعملون بإخلاص أو غير ذلك... لكنه لا ييأس من ذلك فيهم... طالما يجب ذلك أن يكون سائداً بحكم الوطنية.< من خلال الشرح والتوضيح ينتابك إحساس بأن قوة الولاية لمجابهة هذا التيار لا تستطيع أن تصمد كثيراً في وجهه أكثر مما صمدت، وأن الأمر أصبح أكبر من إمكاناتها.. لذا اتفق الكثيرون من عضوية اللقاء التفاكري على أن يسهم المواطن مساهمة إيجابية في الحل... ولا بد أن يتحمل المسؤولية مع حكومة الولاية جنباً إلى جنب... ويجب أن ترتفع درجة ثقافة المواطن في التعامل الإيجابي في مثل هذه الظروف.< السيد الوالي اتهم بأن الإغاثة لم تذهب لمستحقيها... ورغم اختلافي مع السيد الوالي بأننا حين نقول إغاثة لا نعني بها التي ترد للسودان من الخارج في الدول الشقيقة كما فهمها سعادته... الإغاثة تعني عندنا التي قدمتها حكومة الولاية حتى لو كانت خوضاً في مياه المطر الآسنة التي تقبع فيها الكثير من الأسر السودانية المنكوبة.. وأعتقد أن الأخ الوالي خاض كثيراً في هذه المياه الآسنة.< السيد الوالي لا يريد أن يتحدث الناس في مسألة الإغاثة الخارجية والتي يرى أنها جاءت دون أن يطلبها السودان على مستوى الحكومة الاتحادية أو الولائية لكنها تبرعات من الإخوة الأشقاء حين سمعوا بالسيول والأمطار التي ضربت البلاد.. ويقول السيد الوالي إن هذا جيد وشعور طيب، لأننا نحن أيضاً نقف كثيراً مع هذه الدول في محنتها.. وهذه صفة الاخوة والأشقاء.< نتفق مع السيد الوالي في ذلك نحن همنا أكثر من هذه الإغاثة.. لكن أن يقول ذهبت لغير أهلها فهنا يجب أن يطرح سؤال وللسيد الوالي ليجيب عليه لماذا يحدث ذلك؟ وما الفائدة منها إن لم تصل لأصحابها حسب الحاجة... لكن بعد سؤالنا له عن الآلية التي يجب بها مراقبة التوزيع يقول السيد الوالي ان جهات عديدة حسمت الأمر بما يعرف بنظام البطاقة.< أخي الدكتور عبد الرحمن الولاية تحتاج لنفضة كبيرة «إذا قدر لكم البقاء فيها كثيراً» في كل هيكلها جملةً وتفصيلاً بداية بالمحاسبة القاسية والبتر والتصحيح والمعالجة التي يجب أن تكون بدون بنج لتخفيف وطأة مشرط المعالجة.< غداً نواصل الحديث حول هذا اللقاء مع تحياتنا لأخينا الأستاذ هاشم القصاص الذي كان وراء إقامة هذا اللقاء. «إن قُدِّر لنا نعود»صحيفة الانتباهة ت.إ[/JUSTIFY][/SIZE]