البيقاوي: قصيدة قرمصيص الحب – محاولة لدعم المساكين في مواجهة الكوارث
إن في هذا الامر إبتلاء من الله سبحانه وتعالي لا يخرج من مضمون قائمة الإبتلاءات (الخوف – الجوع – نقص الانفس – نقص الاموال – ونقص الثمرات. ولاشك أن من تعرض لهذه الإبتلاءات قد جاءته مصيبة – ولا تخرج مقارعة المصائب عن توجيه المولي عز وجل وعلا في محكم تنزيله (الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنا إليه راجعون).
أتمني أن يتمكن المجتمع من حصر وتحديد أعداد المتضررين بدقة وتحديد درجات الضرر وتعوض الجميع بما يسد حاجتهم – وأن يتم وضع الإجراءات اللازمة والكفيلة بضمان عدم تسرب الإغاثات إلي أيدي ضعاف النفوس الذين يقومون بحجبها عن مستحقيها ويبيعونهافي السوق العام, حتي قالت إحدي النازحات ذات مرة علي أيام الرئيس الامريكي الراحل رونالد ريغان:
ريغن الحنين جاب لينا عيش تموين
أكلو الموظفين وسمـونا النازحين.
وأتمني من كافة الموسرين خفاف النعال الذين يتسوقون بأسواق ومولات أوروبا وأمريكا والشرق الأقصي والاوسط والادني ثم يعودون للوطن من باريس ولندن ودبي وغيرها – ولا يتمكن الواحد منهم من الذهاب حتي لمناطقجنوب الخرطوم ما بعد خط السكة الحديد – مناطق مايو والحزام الاخضر ناهيك عن “أمدرمانات” و”الصالحات” وخيران القيعة وأبوعنجة وعمر أو مناطق غرب الحارات مثل مدن الفتح أو “دار السلامات” او الحلة الجديدة التي تكاد تطل علي كرفان من الناحية الغربية.
قصيدة: قَرْمَصِيصْ الحُبْ
تأليف المهندس/ إبراهيم عيسى البيقاوى 1984م
لَو قِليبى يَكون خَزِيـنةْ ياما يِتْمَلِى بالفُلـُـوسْ
يَهْــدِى للأطفــالْ حلاوة يُـؤدِّى للوطـن الطُقُوسْ
قَرْمَصِــيصْ الحُــبْ يَفـِرُّه يَوَشِّــح السودان عَرُوسْ
نِحنَ تَضْـرِبْنَا الكَوارِث أو تَحَاصِــرْنَا النُّحـوسْ
تَدخُــلْ الأحـْـزَانْ دُرُوبنَا والزَّمنْ يَدِّى الدُّرُوسْ
صَبَرنَا ياماعَلَى المَكَارِه وَعِشْنَا مَرْفُوعِين رُؤوسْ
شِلْنا زادنا مِن القناعة وَتُهْنَا فى الزَّمن العَبُوسْ
عِشْنَا ليل الصَّبرِ شَهْقَــة وَزَفْرَة تَحْرِق فى النُّفُـوسْ
وَضُقنَا مُرْ الغُرْبَة كُلــه قُلْـنـَـا للأرزاق نَكـُـوسْ
مَع المساكين اللِّى فَرُّوا مِنْ فَتْكَـة السَّيلْ الضَّرُوسْ
مَع اللِّى نازحِين مِن بُيُوتُم يا ربِّى أدِّينى الفُلُوسْ
شان صِغَـارُم والبهَايم أبْنـِى للأمطـــار تُـــرُوسْ