المقالات

كيف نحمى أنفسنا من مخاطرها؟ الجرائم الإلكترونية.. ما بين (التهديد) و(شيل الحال)


[JUSTIFY]في خضم الثورة المعلوماتية والتقنية الحديثة التي يشهدها العالم أجمع، والسعي الدؤوب للاستفادة من تلك التقنية في مجالات الحياة المختلفة وتطويرها لاكتشاف ما هو جديد، نجد في الجانب الآخر أن هناك من يحاول استغلال تلك التكنولوجيا والتطور الحديث استغلالاً سيئاً، دون النظر لما تنتج عنه هذه التصرفات من مشكلات بين المؤسسات والمجتمع والأفراد وجرائم يتم ارتكابها بصورة إلكترونية مقننة وذلك عبر إشانة السمعة والابتزاز وغيرها، ولعل أكثر الوسائل الإلكترونية شيوعا في ارتكاب تلك الجرائم هي(الواتساب) و(الفيسبوك) لأهميتهما لدى قطاع واسع في المجتمع لاستخدامه في التواصل وتبادل المعلومات وغيرها من الضروريات الأخرى، ولكن على ما يبدو أن الأمر أخذ طابعا مغايرا لدى الأغلبية التي تحاول تشويه كل ما هو جميل لأغراض ونوايا سيئة في دواخلهم.
استغلال وتهديد:
في ذات السياق يكون المدخل إلى الضحية خلال تلك المواقع بطريقة ودية ومن ثم يتم الاصطياد عبر المحادثات التي تتم عبر غرف الشات أو الصور التي يتم تبادلها ليصل الأمر مرحلة حرجة وهي تهديد الضحية وإشانة سمعتها إن لم ترضخ مستجيبة لمطالبهم أو نشر الصور في المواقع المختلفة كما حدث قبل فترة مع إعلامية معروفة ورجل أعمال عندما احتد الخلاف بينهما فطالبها باسترداد المبالغ المالية التي صرفها عليها، وعندما رفضت معلنة ارتباطها بشخص آخر، انتفض غضبا ما جعله يقوم بنشر صورها الخاصة على الفيسبوك والواتساب انتقاما منها ما جعلها تلجأ إلى القانون شاكيةً.
ما هي الضمانات؟
السؤال الذي يطرح نفسه الآن: ما هي الضمانات التي ينبغي أن يتعامل بها الأشخاص مع بعضهم؟ وما هي الضوابط التي يمكن من خلالها الحد من نشر الجريمة الإلكترونية؟ وهل أصبحت وسائل التكنولوجيا نقمة من بعد ما كانت نعمة؟.. وللإجابة عن كل التساؤلات تعالوا معاً لنطالع ما ورد من آراء مختلفة في هذا التقرير.
ضرر كبير:
(تضررت كثيراً من الواتساب ووصل الأمر إلى اختلافي مع زوجتي لأكثر من مرة بسببه والصور الشاذة التي تبعث إليها عبر هاتفها حتى أخرجناه نهائيا من حياتنا).. هكذا تحدث الموظف عبد المنعم محمد بحزن وآسي، مواصلا: (أغلب الذين يستخدمون وسائل التكنولوجيا الحديثة لا يحسنون استخدامها ودائما ما تكون نواياهم سيئة، مشيرا على الدولة والجهات المعنية بالأمر بضبط هؤلاء المتفلتين).
حماية النفس:
فيما ترى الأستاذة الجامعية ماجدة عبد الحافظ أن الشخص لديه الخيار وهو من يستطيع أن يحمي نفسه حتى لا يقع ضحية لهؤلاء المجرمين بعد أن تعددت جرائمهم ووصل بهم الأمر إلى (خراب البيوت)، بينما اتفقت معها في ذات الرأي الموظفة هديل الشيخ قائلة: (يجب علينا أن نحمي أبناءنا ومجتمعنا من الاجتياح الكبير الذي يهددنا من خلال الجرائم المستخدمة عبر وسائل التكنولوجيا التي يصل بها الأمر إلى التهديد والفضائح وكشف العيوب وكل ما هو مستور لتتحول الجريمة من خاصة إلى عامة ويصل الأمر إلى القتل و(رد الشرف).
تحذير وانتشار:
في الوقت الذي حذرت فيه نيابة جرائم المعلوماتية من انتشار الجريمة الإلكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيق (الواتساب)، مؤكدة قدرة الأجهزة العدلية والشرطية والأمنية على ضبط وإحضار المجرمين بسهولة؛ كشفت عن تدوين النيابة 250 بلاغا في العامين السابقين تتعلق بجرائم المعلوماتية بمواقع التواصل الاجتماعي، وأكثرها شيوعا جرائم تتعلق بتطبيق (الواتساب). وقال وكيل نيابة جرائم المعلوماتية مولانا عبد المنعم عبد الحافظ في تصريح صحفي إن أكثر الجرائم الإلكترونية شيوعا هي جرائم (الواتساب) لانتشاره بين فئة الطلاب بالجامعات، مبينا أن أغلب الجرائم تتصل بإشانة السمعة، مبينا أن النيابة قيدت 60 بلاغا في العام 2012 تمت إحالتها للمحكمة. وأضاف عبد المنعم أن النيابة من حقها أن تحجب أي موقع يهدد الأمن القومي والاجتماعي.

صحيفة السوداني
[/JUSTIFY]