سؤال للشيخ عبدالحي يوسف : هل للإمام الدعاء بعد خطبتي الجمعة ؟ وهل يؤمن المصلون ويرفع أيدايهم ؟
ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ:هل يجوز للإمام الدعاء بعد خطبتي الجمعة ؟ ﻭﻫﻞ ﻳﺆﻣﻦ المصلون ويرفع أيديهم ؟ ✏ ﺃﺟﺎﺏ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺩ. ﻋﺒﺪﺍﻟﺤﻲ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﺮﻑ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ، ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ، ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ. ﻓﻤﻦ ﺁﺩﺍﺏ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻴﺪﻳﻦ، ﻭﻗﺪ ﺛﺒﺘﺖ ﺑﺬﻟﻚ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ : .1 ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ } ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﺳﺘﺴﻘﻰ، ﻭﺭﻓﻊ ﻳﺪﻳﻪ، ﻭﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻗﺰﻋﺔ؛
ﻓﺜﺎﺭ ﺳﺤﺎﺏ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ، ﺛﻢ ﻟﻢ ﻳﻨﺰﻝ ﻣﻦ ﻣﻨﺒﺮﻩ ﺣﺘﻰ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﻤﻄﺮ ﻳﺘﺤﺎﺩﺭ ﻣﻦ ﻟﺤﻴﺘﻪ { ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﺴﻠﻢ. .2 ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻟﻠﺒﺨﺎﺭﻱ } ﻓﺮﻓﻊ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺪﻋﻮ، ﻭﺭﻓﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻣﻊ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺪﻋﻮﻥ؛ ﻓﻤﺎ ﺧﺮﺟﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺣﺘﻰ ﻣﻄﺮﻧﺎ، ﻓﻤﺎ ﺯﻟﻨﺎ ﺑﻤﻄﺮ ﺣﺘﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ { ﻭﺫﻛﺮ ﺗﻤﺎﻡ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ .3 ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﻨﻬﺪﻱ ﻋﻦ ﺳﻠﻤﺎﻥ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ } ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻴﻲ ﻛﺮﻳﻢ ﺳﺨﻲ؛ ﻳﺴﺘﺤﻲ ﺇﺫﺍ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﺪﻳﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺮﺩﻫﻤﺎ ﺻﻔﺮﺍً ﺧﺎﺋﺒﺘﻴﻦ{ ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﻭﻗﺎﻝ: ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ (ﻭﺍﻟﺼﻔﺮ ) ﺑﻜﺴﺮ ﺍﻟﺼﺎﺩ ﺍﻟﺨﺎﻟﻲ .4 ﻭﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺘﻠﻮﺍ ﻗﺎﻝ : }ﻟﻘﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﻠﻤﺎ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻐﺪﺍﺓ ﺭﻓﻊ ﻳﺪﻳﻪ ﻳﺪﻋﻮ ﻋﻠﻴﻬﻢ؛ ﻳﻌﻨﻲ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺘﻠﻮﻫﻢ { ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﺻﺤﻴﺢ ﺣﺴﻦ .5 ﻭﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺜﻬﺎ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﻓﻲ ﺧﺮﻭﺝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻘﻴﻊ ﻟﻠﺪﻋﺎﺀ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﺒﻘﻴﻊ ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﻟﻬﻢ ﻗﺎﻟﺖ }ﺃﺗﻰ ﺍﻟﺒﻘﻴﻊ ﻓﻘﺎﻡ؛ ﻓﺄﻃﺎﻝ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ؛ ﺛﻢ ﺭﻓﻊ ﻳﺪﻳﻪ ﺛﻼﺙ ﻣﺮﺍﺕ؛ ﺛﻢ ﺍﻧﺤﺮﻑ ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺃﺗﺎﻧﻲ ﻓﻘﺎﻝ:ﺇﻥ ﺭﺑﻚ ﻳﺄﻣﺮﻙ ﺃﻥ ﺗﺄﺗﻲ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻘﻴﻊ ﻭﺗﺴﺘﻐﻔﺮ ﻟﻬﻢ {ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ
.6 ﻭﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ }ﻟﻤﺎﻛﺎﻥ ﻳﻮﻡ ﺑﺪﺭ ﻧﻈﺮ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻭﻫﻢ ﺃﻟﻒ، ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺛﻼﺛﻤﺎﺋﺔ ﻭﺗﺴﻌﺔﻋﺸﺮ ﺭﺟﻼً ﻓﺎﺳﺘﻘﺒﻞ ﻧﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢﺍﻟﻘﺒﻠﺔ، ﺛﻢ ﻣﺪ ﻳﺪﻳﻪ؛ ﻓﺠﻌﻞ ﻳﻬﺘﻒ ﺑﺮﺑﻪ؛ ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﻟﻠﻬﻢ
ﺃﻧﺠﺰ ﻟﻲ ﻣﺎ ﻭﻋﺪﺗﻨﻲ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺁﺕ ﻣﺎ ﻭﻋﺪﺗﻨﻲ، ﻓﻤﺎﺯﺍﻝﻳﻬﺘﻒ ﺑﺮﺑﻪ ﻣﺎﺩﺍً ﻳﺪﻳﻪ ﺣﺘﻰ ﺳﻘﻂ ﺭﺩﺍﺅﻩ ﻋﻦ ﻣﻨﻜﺒﻴﻪ {ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ .7 ﻭﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ }ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻣﻲ ﺠﻤﺮﺓ ﺳﺒﻊ ﺣﺼﻴﺎﺕ؛ ﻳﻜﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﺛﺮ ﻛﻞ ﺣﺼﺎﺓ، ﺛﻢ ﻳﺘﻘﺪﻡ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﺘﻘﺒﻞ؛ ﻓﻴﻘﻮﻡ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ؛ ﻓﻴﻘﻮﻡ ﻃﻮﻳﻼ ﻭﻳﺪﻋﻮ ﻭﻳﺮﻓﻊ ﻳﺪﻳﻪ؛ ﺛﻢ ﻳﺮﻣﻲ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ، ﺛﻢ ﻳﺄﺧﺬ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ؛ ﻓﻴﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭﻳﻘﻮﻡ ﻃﻮﻳﻼ؛ ﻭﻳﺪﻋﻮ ﻭﻳﺮﻓﻊ
ﻳﺪﻳﻪ؛ ﺛﻢ ﻳﺮﻣﻲ ﺍﻟﺠﻤﺮﺓ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻌﻘﺒﺔ ﻭﻻ ﻳﻘﻒ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺛﻢ ﻳﻨﺼﺮﻑ؛ ﻓﻴﻘﻮﻝ : ﻫﻜﺬﺍ ﺭﺃﻳﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻔﻌﻠﻪ{ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ .8 ﻭﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ } ﺻﺒَّﺢ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺧﻴﺒﺮ ﺑﻜﺮﺓ، ﻭﻗﺪ ﺧﺮﺟﻮﺍ
ﺑﺎﻟﻤﺴﺎﺣﻲ؛ ﻓﺮﻓﻊ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺪﻳﻪ، ﻭﻗﺎﻝ: ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﺧﺮﺑﺖ ﺧﻴﺒﺮ{ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ
.9 ﻭﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻷﺷﻌﺮﻱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ }ﻟﻤﺎ ﻓﺮﻍ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺧﻴﺒﺮ ﺑﻌﺚ ﺃﺑﺎ ﻋﺎﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﺟﻴﺶ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﻃﺎﺱ، ﻭﺫﻛﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﻋﺎﻣﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺍﺳﺘﺸﻬﺪ ﻓﻘﺎﻝ ﻷﺑﻲ ﻣﻮﺳﻰ : ﻳﺎ ﺍﺑﻦ ﺃﺧﻲ ﺃﻣﺮﻧﻲ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻘﻞ ﻟﻪ: ﺍﺳﺘﻐﻔﺮ ﻟﻲ، ﻭﻣﺎﺕ ﺃﺑﻮ ﻋﺎﻣﺮ، ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻣﻮﺳﻰ : ﻓﺮﺟﻌﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺄﺧﺒﺮﺗﻪ؛ ﻓﺪﻋﺎ ﺑﻤﺎﺀ ﻓﺘﻮﺿﺄ؛ ﺛﻢ ﺭﻓﻊ ﻳﺪﻳﻪ ﻓﻘﺎﻝ } ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﻏﻔﺮ ﻟﻌﺒﺪﻙ ﺃﺑﻲ ﻋﺎﻣﺮ{ ﻭﺭﺃﻳﺖ ﺑﻴﺎﺽ ﺇﺑﻄﻴﻪ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ }ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺟﻌﻠﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻓﻮﻕ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻚ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ{ ﻓﻘﻠﺖ: ﻭﻟﻲ ﻓﺎﺳﺘﻐﻔﺮ؛ ﻓﻘﺎﻝ } ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﻏﻔﺮ ﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻗﻴﺲ ﺫﻧﺒﻪ، ﻭﺃﺩﺧﻠﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻣﺪﺧﻼً ﻛﺮﻳﻤﺎً{ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﺴﻠﻢ
.10 ﻭﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ } ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﻄﻴﻞ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺃﺷﻌﺚ ﺃﻏﺒﺮ ﻳﻤﺪ ﻳﺪﻳﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ : ﻳﺎ ﺭﺏ ﻳﺎ ﺭﺏ، ﻭﻣﻄﻌﻤﻪ ﺣﺮﺍﻡ ﻭﻣﺸﺮﺑﻪ ﺣﺮﺍﻡ ﻓﺄﻧﻰ ﻳﺴﺘﺠﺎﺏ ﻟ ﺬﻟﻚ { ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ .11 ﻭﻋﻦ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺑﻨﻲ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻋﻮﻑ ﻟﻴﺼﻠﺢ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻓﺤﺎﻧﺖ ﺍﻟﺼﻼﺓ؛ ﻓﺠﺎﺀ ﺍﻟﻤﺆﺫﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﻘﺎﻝ : ﺃﺗﺼﻠﻲ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﻓﺄﻗﻴﻢ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻧﻌﻢ. ﻗﺎﻝ: ﻓﺼﻠﻰ ﺑﻬﻢ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﺠﺎﺀ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﺘﺨﻠﺺ؛ ﺣﺘﻰ ﻭﻗﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻒ ﻓﺼﻔﻖ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻻ ﻳﻠﺘﻔﺖ؛ ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ
ﻓﺄﺷﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﺛﺒﺖ ﻣﻜﺎﻧﻚ؛ ﻓﺮﻓﻊ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻳﺪﻳﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﺤﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺃﻣﺮﻩ ﺑﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ{ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﺴﻠﻢ .12 ﻭﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ : ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺪﻋﻮ ﺭﺍﻓﻌﺎً ﻳﺪﻳﻪ ﻳﻘﻮﻝ } ﺇﻧﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﺑﺸﺮ ﻓﻼ ﺗﻌﺎﻗﺒﻨﻲ، ﺃﻳﻤﺎ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺁﺫﻳﺘﻪ ﺃﻭ ﺷﺘﻤﺘﻪ ﻓﻼ ﺗﻌﺎﻗﺒﻨﻲ ﻓﻴﻪ { ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ .13 ﻭﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﺍﺳﺘﻘﺒﻞ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﻭﺗﻬﻴﺄ ﻭﺭﻓﻊ ﻳﺪﻳﻪ ﻭﻗﺎﻝ } ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﻫﺪ ﺩﻭﺳﺎً ﻭﺃﺕِ ﺑﻬﻢ { ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ .14 ﻭﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ } ﺃﻥ ﺍﻟﻄﻔﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﻗﺎﻝ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ﻫﻞ ﺟﺎﺑﺮ ﻓﻲ ﺣﺼﻦ ﺣﺼﻴﻦ ﻭﻣﻨﻌﺔ؟ ﻭﺫﻛﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻲ ﻫﺠﺮﺗﻪ ﻣﻊ ﺻﺎﺣﺐ ﻟﻪ، ﻭﺃﻥ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻣﺮﺽ ﻓﺠﺰﻉ؛ ﻓﺠﺮﺡ ﻳﺪﻳﻪ ﻓﻤﺎﺕ ﻓﺮﺁﻩ ﺍﻟﻄﻔﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻡ ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻚ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻏﻔﺮ ﻟﻲ ﺑﻬﺠﺮﺗﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﺷﺄﻥ ﻳﺪﻳﻚ؟ ﻗﺎﻝ : ﻗﻴﻞ : ﻟﻦ ﻳﺼﻠﺢ ﻣﻨﻚ ﻣﺎ ﺃﻓﺴﺪﺕ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻚ. ﻓﻘﺼﻬﺎ ﺍﻟﻄﻔﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻝ } ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻭﻟﻴﺪﻳﻪ ﻓﺎﻏﻔﺮ – ﺭﻓﻊ ﻳﺪﻳﻪ{ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ .15 ﻭﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ : ﺟﺎﺀﺕ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺗﺸﻜﻮ ﺇﻟﻴﻪ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺃﻧﻪ ﻳﻀﺮﺑﻬﺎ ﻓﻘﺎﻝ : ﺍﺫﻫﺒﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻘﻮﻟﻲ ﻟﻪ }ﻛﻴﺖ ﻭﻛﻴﺖ، ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ{ ﻓﺬﻫﺒﺖ ﺛﻢ ﻋﺎﺩﺕ ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﺇﻧﻪ ﻋﺎﺩ ﻳﻀﺮﺑﻨﻲ ﻓﻘﺎﻝ }ﺍﺫﻫﺒﻲ ﻓﻘﻮﻟﻲ ﻟﻪ ﻛﻴﺖ ﻭﻛﻴﺖ { ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﺇﻧﻪ ﻳﻀﺮﺑﻨﻲ ﻓﺮﻓﻊ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺪﻩ ﻓﻘﺎﻝ } ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ{ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ .16 ﻭﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ: ﺭﺃﻳﺖ ﺭﺳﻮﻝﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺭﺍﻓﻌﺎً ﻳﺪﻳﻪ ﺣﺘﻰ ﺑﺪﺍ ﺿﺒﻌﺎﻩ
ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻌﻮﺩ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ { ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ .17 ﻭﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﺘﻴﻤﻲ ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﻣﻦ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺪﻋﻮ ﻋﻨﺪ ﺃﺣﺠﺎﺭ ﺍﻟﺰﻳﺖ ﺑﺎﺳﻄﺎً ﻛﻔﻴﻪ { ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ .18 ﻭﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ
ﻳﺮﻓﻊ ﻳﺪﻳﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻨﻮﺕ. ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ .19 ﻭﻋﻦ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺃﻥ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﺮﻓﻊ ﻳﺪﻳﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻨﻮﺕ. ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻏﻴﺮ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﺗﻪ، ﻭﻓﻴﻤﺎ ﺫﻛﺮﺗﻪ ﻛﻔﺎﻳﺔ، ﻭﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺍﺩﻋﻰ ﺣﺼﺮ ﺍﻟﻤﻮﺍﺿﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺭﺩﺕ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺑﺎﻟﺮﻓﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻬﻮ ﻏﺎﻟﻂ
ﻏﻠﻄﺎً ﻓﺎﺣﺸﺎً، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻋﻠﻢ. ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻴﺪﻳﻦ ﻣﻄﻠﻮﺏ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺩﻋﺎﺀ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﺃﻭ ﻋﻘﻴﺐ ﻣﺠﻠﺲ ﻋﻠﻢ، ﻭﻻ ﻳﺴﺘﺜﻨﻰ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺒﺮ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻓﻊ ﻳﺪﻳﻪ ﺑﻞ ﻳﺸﻴﺮ ﺑﺄﺻﺒﻌﻪ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻼﻣﻪ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻋﻠﻢ
فضيلة الشيخ د عبد الحي يوسف
الأستاذ بقسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم
خ.ي
[SIZE=3][FONT=Arial][B]الله يجزيك الخير يا شيخ
هذه اضافة منقولة للفائدة
فهذا بحث موجز في حكم مسح الوجه باليدين بعد الدعاء ذكرنا فيه أقوال أهل العلم من المذاهب الأربعة ومستندهم في ذلك فنقول وبالله التوفيق :
اتفقت المذاهب الأربعة على استحباب مسح الوجه باليدين بعد الفراغ من الدعاء بل إن الحنابلة وغيرهم يرون مشروعية المسح بعد القنوت في الصلاة بخلاف الشافعية
واختار العز بن عبد السلام من الشافعية والشيخ تقي الدين ابن تيمية من الحنابلة عدم مشروعية ذلك وهو قول ضعيف في مذهب الحنفية
وإليك بعض أقوال أهل العلم في ذلك :
من أقوال الحنفية
في شرح الحصكفي 1/507 و أما ( عند الصفا والمروة وعرفات ) ف ( يرفعهما كالدعاء ) والرفع فيه , وفي الاستسقاء مستحب ( فيبسط يديه ) حذاء صدره ( نحو السماء ) لأنها قبلة الدعاء ويكون بينهما فرجة والإشارة بمسبحته لعذر كبرد يكفي والمسح بعده على وجهه سنة في الأصح شرنبلالية . ) اه
وفي الفتاوى الهندية 5/318 : ( مسح الوجه باليدين إذا فرغ من الدعاء قيل : ليس بشيء , وكثير من مشايخنا – رحمهم الله تعالى – اعتبروا ذلك وهو الصحيح وبه ورد الخبر , كذا في الغياثية .) اه
من أقوال المالكية
في الفواكه الدواني 2/330 : ( واختلف هل يرفع يديه عند الدعاء أو لا ؟
وعلى الرفع فهل يمسح وجهه بهما عقبه أم لا ؟ والذي في الترمذي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه : { أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع يديه في الدعاء لم يحطهما حتى يمسح بهما وجهه } . فيفيد أنه كان يرفعهما ويمسح بهما وجهه .) اه
وفي الفواكه الدواني أيضا 2/335 : ( واختلف في بسط اليد ولا بأس منه لانه أمارة الذل والسكينة ويستحب أن يمسح وجهه بيديه عقبه كما كان يفعله عليه الصلاة والسلام ) اه
وفي الفواكه الدواني أيضا 1/281 : ( ويرفع يديه في حال الدعاء وبطونهما إلى الأرض وقيل إلى السماء وورد أنه بعد الدعاء يضع يديه على وجهه ويمسحه بهما لكن من غير تقبيل ) اه
من أقوال الشافعية
فتاوى ابن حجر 1/137 : ( وسئل ) رضي الله عنه – وحشرني في زمرته – عن تقبيل اليدين بعد كل دعاء خارج الصلاة هل له أصل كمسح الوجه بهما أم لا ؟ وإذا كان له أصل فهل هو صحيح , أو خبره ضعيف
( فأجاب ) – فسح الله في مدته – : بأني لم أر له أصلا صحيحا ولا ضعيفا بعد مزيد البحث والتفتيش ; فلا ينبغي فعله .) اه
وفي مغني المحتاج 1/370 : ( وأما مسح غير الوجه كالصدر فلا يسن مسحه قطعا بل نص جماعة على كراهته . وأما مسح الوجه عقب الدعاء خارج الصلاة , فقال ابن عبد السلام بعد نهيه عنه لا يفعله إلا جاهل ا هـ .
وقد ورد في المسح بهما أخبار بعضها غريب وبعضها ضعيف , ومع هذا جزم في التحقيق باستحبابه .) اه
وفي حاشية البجيرمي على شرح المنهج 1/208 : ( قوله : ( لا مسح ) أي : في الصلاة أي : لا يندب فالأولى تركه ح ل ويسن خارجها م ر أي : يسن أن يمسح وجهه بيديه بعده لما ورد أن كل شعرة مسحها بيده بعد الدعاء تشهد له ويغفر له بعددها ح ف وما تفعله العامة من تقبيل اليد بعد الدعاء لا أصل له كما في شرح م ر و ع ش . ) اه
من أقوال الحنابلة
في المغني لابن قدامة 1/449 : ( ولنا , قول النبي صلى الله عليه وسلم : { إذا دعوت الله فادع ببطون كفيك , ولا تدع بظهورهما , فإذا فرغت فامسح بهما وجهك } . رواه أبو داود , وابن ماجه . ولأنه فعل من سمينا من الصحابة . وإذا فرغ من القنوت فهل يمسح وجهه بيده ؟ فيه روايتان :
إحداهما , لا يفعل ; لأنه روي عن أحمد أنه قال : لم أسمع فيه بشيء . ولأنه دعاء في الصلاة , فلم يستحب مسح وجهه فيه , كسائر دعائها .
الثانية : يستحب ; للخبر الذي رويناه . وروى السائب بن يزيد , { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا رفع يديه , ومسح وجهه بيديه } . ولأنه دعاء يرفع يديه فيه , فيمسح بهما وجهه , كما لو كان خارجا عن الصلاة ) اه
وفي غذاء الألباب 2/516 : ( وأن يسأل ما يصلح , ويمسح وجهه بيديه بعد فراغه ) اه
وفي الفتاوى الكبرى لابن تيمية 2/219 : ( وأما رفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه في الدعاء : فقد جاء فيه أحاديث كثيرة صحيحة , وأما مسحه وجهه بيديه فليس عنه فيه إلا حديث , أو حديثان , لا يقوم بهما حجة , والله أعلم .) اه
الأدلة
استدل الجماهير على مشروعية المسح بالأحاديث الواردة في مشروعية المسح وهي وإن كانت ضعيفة فتتقوى بمجموعها فقد جاءت من وجوه : عن عمر وابن عباس وعن السائب بن يزيد عن أبيه , وعن الزهري مرسلا وبالآثار الواردة في ذلك :
1-2-حديث عمر وابن عباس رضي الله عنهما:
قال الحافظ في بلوغ المرام : ( عن عمر رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مد يديه في الدعاء لم يردهما حتى يمسح بهما وجهه . أخرجه الترمذي .
وله شواهد منها عند أبي داود من حديث ابن عباس وغيره ومجموعها يقضي بأنه حديث حسن ) اه
وحديث عمر صححه الترمذي 5/131 فقال : صحيح غريب
قال الصنعاني في سبل السلام 4/427 : وفيه دليل على مشروعية مسح الوجه باليدين بعد الفراغ من الدعاء . قيل وكأن المناسبة أنه تعالى لما كان لا يردهما صفرا فكأن الرحمة أصابتهما فناسب إفاضة ذلك على الوجه الذي هو أشرف الأعضاء وأحقها بالتكريم .) اه
3-حديث السائب بن يزيد عن أبيه :
وفي سنن أبي دواد 2/79 : ( حدثنا قتيبة بن سعيد ثنا بن لهيعة عن حفص بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص عن السائب بن يزيد عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا فرفع يديه مسح وجهه بيديه ) اه
4-حديث ابن عمر رضي الله عنه :
روى الطبراني 12/323 : عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إن ربكم حي كريم يستحي أن يرفع العبد يديه فيردهما صفرا ، لا خير فيهما ، فإذا رفع أحدكم يديه فليقل : يا حي يا قيوم ، لا إله إلا أنت ، يا أرحم الراحمين – ثلاث مرات – ثم ذا رد يديه فليفرغ الخير على وجهه ” . )اه
قال الهيثمي في مجمع الزوائد 10/263 : وفيه الجارود بن يزيد وهو متروك .
5-مرسل الزهري :
وفي مصنف عبد الرزاق 2/247 : ( عن معمر عن الزهري قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه عند صدره في الدعاء ثم يمسح بهما وجهه , قال عبد الرزاق : وربما رأيت معمرا يفعله وأنا أفعله ) اه
وهذا مرسل صحيح والمرسل حجة عند الجمهور وغير حجة عند الشافعي وبعض أهل الحديث إلا أن يعتضد به ما يقويه وهو هنا كذلك
ثم لو فرض أن الوارد في ذلك حديث واحد فقط وهو ضعيف فإن الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال كما هو مقرر
آثار الصحابة والأئمة:
روى البخاري في الأدب المفرد ص 214 : ( حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا محمد بن فليح قال أخبرني أبى عن أبى نعيم وهو وهب قال رأيت بن عمر وبن الزبير يدعوان يديران بالراحتين على الوجه ) اه
وفي مصنف عبد الرزاق 2/252 : ( باب مسح الرجل وجهه بيده إذا دعا : عن بن جريج عن يحيى بن سعيد : أن بن عمر كان يبسط يديه مع العاص , وذكروا أن من مضى كانوا يدعون ثم يردون أيديهم على وجوههم ليردوا الدعاء والبركة
قال عبد الرزاق : رأيت أنا معمرا يدعو بيديه عند صدره ثم يرد يديه فيمسح وجهه ) اه
هذا آخر المطاف والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحب وأتباعه
عبد الفتاح بن صالح قديش اليافعي
[/B][/FONT][/SIZE]