بعد اجازة الأزهر لزواج المعاقين ذهنيا.. مواقع الانترنت تتلقي طلبات للتعارف
لم يكن يتوقع علماء الأزهر أن الفتاوى التي أطلقوها حول إباحة زواج المعاقين ذهنياً سيتم استغلالها بتلك الصورة السريعة التي تعامل معها بعض أصحاب المواقع الإلكترونية على شبكة الانترنت والذين أخذوا فتوى العلماء كدليل شرعي يستندون إليه في طرح فكرتهم حيث يقوم الموقع الكتروني على شبكة الانترنت بطرح استمارات وطلبات على الموقع يتم كتابتها بمعرفة صاحب الإعاقة سواء كان ذكرا أو أنثى على أن يحدد كل منهما الشروط الواجب توافرها في الآخر..
كما طرح جميع الإعاقات التي يتم تزويجها بين الطرفين سواء كانت الإعاقة بسبب مرضي أو عاهة ملازمة منذ الولادة أو عيب خلقي أو إعاقة بدنية أو عمى أو صم أو عقم جنسي أو شلل نصفي أو رباعي أو صرع أو عرج أو حروق مشوهة أو كساح أو إعاقة مركبة انحناء في الظهر أو الساق أو الثعلبة أو الصدفية أو البرص أو الصلع أو الانفصام في الشخصية أو أي تشوه خلقي موروث أو مكتسب تلك كانت الإعاقات التي يقبلها الموقع لتزويجها ثم بعد ذلك يقوم المشترك عن طريق تقديم استقبال طلبات الراغبين بالزواج من أصحاب تلك الإعاقات سواء كانوا رجالا أو نساء.
ويقوم الراغب بتسجيل معلوماته الأولية والشخصية في الاستمارة أو الطلب الذي على الموقع ويتضمن الاسم والسن والهوية والعمل والعنوان ونوع الإعاقة أو الحالة والشروط الراغب توافرها في المراد الزواج منها أو منه يتم طرح الحالات المناسبة لكل من الطرفين وإجراء عملية الاتصال والاستقبال بالبريد الصادر والوارد الخاص بالعضو ويتم التعرف بينهما ومناقشة جميع ما يدور في ذهن كل من الطرفين من أسئلة وفي حالة التوافق بينهما ويرغب كل منهما التواصل عن طريق ولي الأمر..
هنا يتدخل الموقع لتأكد من جدية وصدق العضوين والتحدث مع ولي أمر الفتاة أو أحد من عائلتها ويتم تنسيق الاتصال بالطرف الآخر لكن في حالة عدم التوافق بين الطرفين يعاود العضو الراغب في عملية الزواج البحث عن فتاة أخرى مناسبة له وقد سجل هذا الموقع حولي 2492 عضوا من مختلف الدول العربية حيث يتضمن 1419 عضوا من الذكور و 1073 من الأعضاء الإناث كما يشير الموقع بالأسماء أن هناك حالات تم تزويجها بالفعل لكن يرمز لها بأسماء محافظتهم مثل بنت الزقازيق وبنت طنطا وبنت المنيا المصرية.
لكن الغريب في الأمر بعد عرض تلك القضية على الخبراء والمشايخ انهم رفضوا التعامل مع هذه المواقع على اعتبار أن ما تقوم به حرام شرعا لأن كثيرا من حالات الإعاقة فاقدة الأهلية وأصحابها غير مسؤولين عن تصرفاتهم فضلا على أن تلك الزيجات محكوم عليها بالفشل من هنا نعرض بعض آراء هؤلاء العلماء والخبراء
ويرفض الدكتور نصر فريد واصل مفتي الديار المصرية الأسبق بقوة كل صور التعامل مع تلك المواقع ويحذر كل من يتعامل معها لأنها مواقع تنطوي على الخداع والتدليس ولا تبغي من وراء هذا العمل إلا الربح والمال على حساب العادات والتقاليد والشرع فكيف يتم التوافق بين طرفين كل منهما يعاني من إعاقة تمنعه من ممارسة الحقوق الشرعية التي أوجبها اللَّه تعالى بين الأزواج فهناك مئات بل آلاف القضايا أمام المحاكم من قبل أحد الزوجين الذي يشكو الآخر من عجزه عن القيام بمقتضى الحقوق الشرعية مشيرا الى أن الفتوى التي اطلقت في هذا الصدد كانت تتعلق بحالة خاصة وليست عامة أما تلك الإعاقات التي تنشرها هذه المواقع فأكثرها يمنع من الزواج لذلك لا يمكن أن يستغل الشرع في إباحتها كما أن الشريعة الإسلامية لا تبيح زواجا محكوما عليه بالفشل بل هناك ضوابط وشروط يجب توافرها فيمن يرغب في الزواج سواء كان ذكرا أو انثى كما أن هذا الزواج يمكن أن يدخل في البطلان الشرعي.
ويتفق الدكتور منيع عبد الحليم عميد كلية اصول الدين الأسبق مع هذا الرأي ويقول: للأسف بعض من يقومون على إنشاء هذه المواقع يستغلون معاناة هؤلاء المعاقين في التربح منهم بأي طريقة وبأي وسيلة سواء على حساب الشرع أو غيره المهم المكسب السريع خاصة أن الزواج له شروط يجب أن تتوافر فيها حتى يكون سكنا ومودة ورحمة واستدامة وعشرة لا تنتهي وهذا لا يمكن أن يكون إلا بلقاء الطرفين قبل الزواج لمعرفة مدى التوافق بينهما في الطباع وأشياء كثيرة يفتقدها التعامل مع تلك المواقع والزواج عن طريقها لذلك يجب التحذير من الزواج عن طريق هذه المواقع التي تحاول أن تستغل إعاقات هؤلاء بأي صورة كما أنني سأطرح القضية على مجمع البحوث الإسلامية لمناقشتها والخروج بأحكام شرعية تحسم الرأي فيها حتى لا يقع هؤلاء فريسة لتلك المواقع.
ويرى الدكتور سيد جمعة مستشار التأهيل الاجتماعي بوزارة التضامن ان تلك الزيجات محكوم عليها بالفشل لأنها في الأغلب زيجات منفعة ومصلحة حيث يتزوج شخص سليم من معاقة وهذا ما يروج له الموقع على الانترنت تحت ستار الدين والثواب ثم يتضح بعد ذلك أن الزوج شاذ جنسيا كما أن هناك شروطا تتوافر في الزواج من المعاقين ومنها القدرة على الإنفاق والقدرة على الحقوق الشرعية وغيرها من الحقوق التي يمكن لبعض الإعاقات أن تفتقد لها لهذا يجب ألا يقع المعاقون فريسة لتلك المواقع.
صحيفة الراية القطرية
مصراوي