نور الدين مدني

لأنهم كل المستقبل

[ALIGN=CENTER]لأنهم كل المستقبل [/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]عندما كتبنا مشيدين بقرار وزارة التربية والتعليم بحظر ضرب التلاميذ والتلميذات في المدارس تصدى البعض منتقدين ومدافعين عن الضرب باعتباره وسيلة من الوسائل التربوية الفاعلة التي تمارس عمليا في البيوت وفي المدارس.
* ما حدث في مدرسة علي بن ابي طالب اساس بالحلة الجديدة برفاعة من وفاة تلميذ عقب ضرب من استاذه أعادت هذه القضية التربوية إلى بؤرة الاهتمام من جديد خاصة وان الضرب حسب رواية شهود العيان من التلاميذ كان في اليدين وفي الظهر وعلى الرأس الأمر الذي تسبب له في نزيف داخلي أدى لوفاته.
* اننا للأسف نعامل صغارنا سواء في البيوت أم في المدارس في كثير من الاحيان بعنف عشوائي خاصة في لحظة الغضب دون اعتبار للاثر السالب على الصغير أو الصغيرة جسمانيا ونفسيا حتى دون ان نشرح لهم سبب هذه القسوة.
* ان الذين يقولون اننا وجدنا آباءنا هكذا واننا تربينا بهذا الاسلوب لا يعرفون أنهم ايضا كانوا ضحايا هذا الضرب الذي جعلهم يتعاملون مع صغارهم بذات الاسلوب ولا نريد ان نقول ان من يدعي انه بلا عيوب هو الاكثر حاجة للتربية والتقويم ان لم نقل والعلاج النفسي.
* اننا نعلم الظروف الاجتماعية والاقتصادية الضاغطة التي تسبب هذا التوتر الذي يجعل البعض ينفس عن توتره في المحيطين حوله، ولكن لابد من الحذر الشديد عند التعامل مع الصغار خاصة لانهم اكثر حساسية واستجابة لردود الافعال.
* المصيبة الاكبر ان كثيراً من الآباء والامهات وأولياء الامور لا يجدون الوقت لمتابعة الصغار، أو معرفة احوالهم في الحي المحيط بهم أو في المدرسة ولا يكادوا يشعروا بوجودهم إلا عند حدوث الخطأ ويبدأ رد الفعل العنيف وفي كثير من الاحيان بعشوائية مؤذية كما حدث لتلميذ رفاعة في الايام الماضية.
* ان التربية سواء في البيت أو في المدرسة تقوم على عوامل كثيرة من بينها القدوة الحسنة والتحفيز عند الفلاح والنجاح والسلوك الحميد والتوبيخ عند الفشل أو السلوك السئ، وقد يتطلب الامر الضرب غير المبرح، ولكن هذا يستوجب درجة من التحكم من الآباء والامهات واولياء الامور والاساتذة والمربين بحيث لا يتحول الضرب إلى حالة من التشفي والعنف تجاه الصغار، لذلك ينبغي تجنبه تماماً.
* ان تربية الصغار وتنشئتهم تنشئة اجتماعية واخلاقية قويمة يحتاج إلى اهتمام اكثر من الآباء والامهات وأولياء الامور والمعلمين والمعلمات والمربين والمربيات في البيوت وفي المدارس خاصة في سنوات النمو الاولى التي يتأثر فيها الصغير بكل ما يحيط به، وهذا يستوجب درجة اكبر من الانضباط السلوكي خاصة من الاقربين داخل الأسرة وعلى الاخص من الآباء والامهات لانهم قدوته الأولى في الحياة.
* ان تربية الصغار مسؤولية دينية واخلاقية وتربوية تحتاج منا جميعا الى درجة اكبر من الوعي والحرص لتنشئة الاجيال القادمة تنشئة اجتماعية وانسانية قويمة ومعافاة وايجابية لأنهم كل المستقبل.[/ALIGN]

كلام الناس- السوداني -العدد رقم 1158- 2009-2-2

تعليق واحد

  1. والله كلامك سمح كلام زول ((( مــــــعـــــلـــــم ))) بتاع زمان ;( ;( ;(