تحقيقات وتقارير

المغترب … بين مطرقة الغربة وسندان ضعف الاجور

التوازن بين معاناة حياة الاغتراب والراحة النفسية الناتجة عن الوفرة الاقتصادية تظل معادلة فى غاية التعقيد ويصعب حلها مع عدم جدوى عقد العمل الذى لايجزي ولا يضمن الحقوق المادية والانسانية تجعل المغترب السودانى كالمستجير من الرمضاء بالنار ..

جملة من التحديات يعانى منها المغترب السودانى بصفة عامة والمرأة المهاجرة على وجه الخصوص تتمثل فى تدني الرواتب والاجور وغياب الحوافز والمكافآت .
وتتجلى معاناة المراة المغتربة عند عودة الابناء للسودان نهائيا او الاجازة وعدم تكيف الابناء مع المجتمع السوداني وعدم توفر فرص تعليم جامعى للأبناء .

ولاحظ خبراء وباحثون اجتماعيون الاثار المترتبة على الاسرة المغتربة والتى تنعكس على واقع المراة التى تجعل منها نصف مغتربة فى حال عدم اللحاق بزوجها المغترب بسبب تدني راتب رب الاسرة حيث تعاني تبعات تحمل أعباء مسئولية الأسرة لفترة طويلة .

ودفعت الاستاذة اخلاص محمد الحسن بحزمة من التوصيات فى ورقتها التى طرحتها فى الملتقى الثانى عشر للمرأة السودانية الذى ينظمة جهاز تنظيم شئون السودانيين العاملين بالخارج بعنوان الكيانات النسائية الواقع والمأمول وتضمنت توفير فرص التعليم بالانتساب ووسائل التعليم عن بعد لترقية مستوى المرأة المهاجرة وازالة العوائق المانعة لربطها بالوطن .

ولم تغفل الورقة أهمية قيام لجان استشارية للجاليات للنظر فى المشاكل الأسرية المستعصية وأن تلحق بالقنصليات فى بلاد المهجر لجان للنظر في الحالات الخاصة التى قد تتعرض لها الاسر بسبب وفاة الزوج والحوادث والمرض المقعد .

وبرزت دعوة من المغتربين للحكومة بإنشاء وزارة للمغتربين أسوة بالعديد من الدول لتنظيم ورعاية شئون المغتربين وتوفير الدعم لحل قضاياهم المتداخلة مع الدولة والمجتمع والجهات ذات الصلة والوقوف على تجارب الدول الصديقة في هذا المجال نسبة للعدد الكبير للمهجارين السودانيين البالغ اكثر من 270 ألف سوداني خلال الفترة من العام 2010م وحتى النصف الاول من العام الحالى بحسب تقديرات الامين العام لجهاز تنظيم شئون السودانيين العاملين بالخارج حاج ماجد سوار .

ويعتبر ملف الهجرة من الملفات العالمية حيث تشير الاحصائيات ان نصف مليار نسمة هاجروا لمختلف الدول وبمعاملات وتحويلات بلغت 450 مليار دولار وستقفز الى 650 مليار دولار نهاية العام 2016م .

واعتبر مراقبون ان مؤتمر المرأة المهاجرة والمؤتمر العام السادس للسودانيين بالخارج جاء فى وقت شهد فيه ملف الهجرة والاغتراب تطورات عديدة وزاد عدد المهاجرين فى ظل تزايد الهجرة غير الشرعية على المستوى الوطني والعالمي .

وتحظى قضايا وهموم المغتربين بدعم واهتمام من قيادة الدولة ممثلة فى المشير عمر البشير رئيس الجمهورية والسيد احمد سعدعمر وزير وزارة مجلس الوزراء الذى ظل وثيق الصلة بفعاليات انعقاد المؤتمر العام السادس لجهاز تنظيم شئون السودانيين العاملين بالخارج الذى يشارك فيه 500 شخص من مختلف دول العالم مؤكدا توفير الدولة الدعم السياسي لتنفيذ مايخرج عنه المؤتمر من توصيات وقرارات .

حاج ماجد سوار لفت الانتباه الى أهمية انعقاد المؤتمر فى ظل هذه الظروف التى تصادف قضايا وطنية مهمة في ظل الحوار الوطني الذى يهدف الى بلورة رؤى وطنية لحل قضايا السودان بإجماع وطني متفق عليه من غالب أهل السودان وبمشاركة الاحزاب وقوى المجتمع المدني .

وينظر المشاركون فى المؤتمر مشكلات هجرة الكوادر والكفاءات الوطنية ودورها فى تعظيم العائد من الهجرة على مستوى الاقتصاد القومي والمشكلات الاجتماعية والثقافية الناجمة عن الهجرة وإجراء الدراسات حول تلك الظاهرة ووضع المعالجات اللازمة لها.

(سونا) تقرير /اسامة الطيب