رأي ومقالات

محمد علي التوم من الله: «ياخي حاورني بلا زعل»!!..


[JUSTIFY]لو كان الحوار بمفهوم الاسد والذئب والثعلب فإن نتائجه معلومة!!
فالثلاثة حينما غنموا فريسة قال الأسد للذئب كيف ترى القسمة بيننا؟
تسرع الذئب وظن ان ذلك عدلاً فقال للأسد؟
ـ «طبيعي ان تكون بيننا بالتساوي يا ملك الغابة».
«فلطمه» الأسد بيساره «بنية» قوية اردته قتيلاً في الحال!!
ثم نظر بعدها للثعلب وسأله:
ـ كيف ترى القسمة بيننا وقد اصبحنا اثنين؟
قال الثعلب:
ـ «طبيعي ان تأخذ المطايب يا ملك الغابة وتشبع مما تشتهيه نفسك، ثم اترك لي ما تجود به عليّ»!!
ابتسم ملك الغابة بسمة رضاء وسأل الثعلب قائلاً:
ـ من علمك الحكمة هذه؟
أجابه الثعلب: «تعلمتها مما ناله الذئب قبل قليل جراء بلادته»!!
والحوار قد يحتاج احياناً إلى حكم يحمل الكرتين الأصفر والأحمر. وحتى لا يقال التحكيم فاشل فإنه تحكيم من نوع فريد وهو متقدم متطور وتحكمه قواعد مسبقة تلك التي تحدد أهم نقاط الحوار، فيتداول الفرقاء اوراق التفاهم فيما بينهم مسبقاً، فيتم حتى داخل كيان كل حزب محاور ايضاً حوار لجمع شتات الرأي والاتفاق على مبادئ حوارية هادفة ومنتجة، وقد تكون المفاجأة المؤسفة في انه حتى تلك الكيانات تحمل في دواخلها شتاتاً أو عدم رغبة في تنازلات تقرب من مساحات التلاقي بينها والطرف الآخر المزمع إحداث اختراق تاريخي للمصلحة العامة بنوايا صادقة وجدية وعزيمة نافذة، ولعل كل طرف من الاطراف يدرك بذكائه أنه توجد نقاط تلاقٍ يمكن ان تجمع صفوف الشتات، وأن الفرق التي تتنادى وترغب في الحوار تدرك ان لها عدواً مشتركاً في كل الاحوال.
ويعلمون تماماً ان لكل حوار «أبالسة» وان «أبالسة الحوارات» اكثر حنكة ودربة ودراية في ان يضعوا نقطة في أعلى حرف «الحاء» في كلمة «حوار».
[/JUSTIFY]

الانتباهة