الصادق الرزيقي

شعـــارات الموازنـــة.. التبنــي فـــي أبيـــي.. مــاس أم دافـــوق.. زوار باريـــس.. وأيــن ولـــدي؟


[JUSTIFY]
شعـــارات الموازنـــة.. التبنــي فـــي أبيـــي.. مــاس أم دافـــوق.. زوار باريـــس.. وأيــن ولـــدي؟
موجهات الموازنة تواجه الحكومة بالفعل تحدياً فعلياً في موازنة عام «2014م»، بالرغم من أن مؤشرات عديدة تشير إلى أن الوفورات المالية الناتجة عن سياسة رفع الدعم صارت طوق نجاة في معالجة الاختلالات الراهنة، لكن لن يكون لها أثر ملموس على المدى القريب.
وبالرغم من أن موجهات الموازنة لعام «2014م» التي أجازها مجلس الوزراء أول من أمس، تحوي أهدافاً تتكرر بنفس صياغتها ومفرداتها كل عام ولا خلاف عليها أصلاً، إلا أن العبرة أو بالأحرى الشيطان في التفاصيل، وعندما تُطرح الأرقام وينتقل الناس إلى الحواشي والمتون.. فهل ستكون هذه الموجهات عناوين لسياسات اقتصادية حقيقية تحقق مقاصدها لصالح المواطن والدولة، أم مجرد شعارات وديباجة رسمية تتصدر كل مشروع موازنة؟ وليت الحكومة تركت هذا النوع من التبشير والمقدمات الشكلية التي تشبه التمنيات وتأخذ الدنيا غلابا.

الأم الحقيقية والأم بالتبني!!

أعضاء في وفد مجلس السلم والأمن الإفريقي الذي زار منطقة دفرة للالتقاء مع قيادات ورموز وجماهير قبيلة المسيرية في أبيي، ضمن جولته في المنطقة، وقف طويلاً خلال اللقاء الحاشد والاستقبال الكبير الذي أُقيم لهم من قبل المسيرية، عند كلمة الأمير مختار بابو نمر ناظر عموم المسيرية، في كلمته المحكمة والمباشرة التي قالها في الاجتماع… وتناول الناظر رغبة المسيرية في العيش المشترك في المنطقة مع سودانيتها ونشدان السلام والأمن في المنطقة، وقال كلمته التي وقف عندها الوفد ««أبيي بالنسبة للمسيرية هي الأم الحقيقية وبالنسبة لدينكا نقوك أم بالتبني…» في إشارة منه إلى أن دينكا نقوك بمشيخاتهم التسع نزحوا للمنطقة وصاروا جزءًا منها منذ العام «1905م».. وقد عضَّد هذا القول الحكيم من الناظر مختار من تأكيدات رئيس الوفد الإفريقي حين قال للمسيرية بأن الاتحاد الإفريقي لن يعترف على الإطلاق باستفتاء دينكا نقوك الأحادي الجانب!
وشهدت منطقة دفرة يوم الأربعاء استقبالاً كبيرًا لوفد الاتحاد الإفريقي حيث أقام المسيرية مهرجاناً للفروسية واستعراضًا بالخيل لأكثر من خمسة آلاف فارس على ظهور الجياد المطهمة العتاق، مع عروض تراثية لتاريخ المنطقة والنقارة، على عكس استقبال دينكا نقوك للوفد الإفريقي فقد حاولوا الاعتداء عليه ومهاجمة مقر اليونسيفا، فشتان ما بين الموقفين!

الماس في أم دافوق..

وقَّعت وزارة المعادن اتفاقاً مع شركة ماموت العالمية لتعدين الماس بالسودان، وقَّع عن الحكومة وزير المعادن كمال عبد اللطيف وعن الشركة مديرها الإقليمي للشرق الأسوط وإفريقيا صديق الجمري بحضور وفد كبير من الشركة يضم خبراء واختصاصيين عالميين كبارًا.. وتمهد هذه الاتفاقية للعمل الفوري في مجال تعدين الماس، وسيصبح السودان من الدول الرائدة في هذا المجال نظراً لتقارير ومعلومات جيولوجية، ومن المناطق المرشح أنها تختزن احتياطيًا مقدرًا من الماس منطقة أم دافوق بجنوب دارفور على الحدود مع إفريقيا الوسطى… وفي حديث ضاحك مع وزير المعادن في العاصمة الإيطالية روما خلال الملتقى الاقتصادي السوداني الإيطالي، قال إن منجم الماس المكتشف في أم دافوق يمتد تحت المسجد الكبير مباشرة… فقلنا له لا يمكن هدم المسجد فهل ستكون هناك حفريات تحت مسجد أم دافوق كما تفعل إسرائيل في حفرياتها تحت المسجد الأقصى بحثًا عمَّا يسمى هيكل سليمان؟!

الجبهة الثورية في باريس..

تحاول جهات ومنظمات في فرنسا نفخ روح جديدة في الجبهة الثورية المتمردة، بدعوة قياداتها لزيارة باريس ومنها تنطلق في عدد من العواصم الأوروبية في موجة جديدة من التحركات والاتصالات السياسية بعد حالة من الركون والسكون سادت نشاطات الجبهة الثورية، وكانت معظم الحكومات الأوروبية قد غضَّت الطرف ولو في الظاهر عن هذه الجبهة المعارضة وأدانت هجومها على المواطنين وانتهاجها نهج الحرب والمواجهة خاصة بعد الهجوم على أب كرشولا وأم روابة، وتريد المنظمات الأوروبية وبعض الدوائر المعادية للسودان فتح فوهة جديدة من جحيم الحرب على السودان، بدلاً من المساهمة في تحقيق السلام وحث هذه الحركات على الانخراط في العملية السلمية… والسودان قادر على مواجهة كيد أعدائه وسيخيب المسعى ويطيش السهم..

أين ولدي؟ حكاية طفل مُختطَف..

بأسلوب مدهش وسرد دقيق وتشويق راقٍ، وضع الدكتور وليد عودة، غير المرئي من الأزمة السورية في روايته الجديدة «أين ولدي» التي تحكي عن اختطاف طفل سوري من موطنه ومن أحضان أسرته، عبر عصابات متخصصة في تجارة البشر، وبيعه لأسرة ألمانية لتتبناه أسرة هناك سبق أن فقدت ابنها في حادث مروري وهو في ذات عمر الطفل السوري المختطَف وذات شكله ولون عينيه الخضراوين وملامحه، وبعد بحث يُعثر على الطفل المشابه ويُختطف ويُدرب من قِبل عصابة الاختطاف لتقتنع الأم الألمانية المفجوعة القابعة في أحد المستشفيات من الصدمة بأن ابنها لم يمُت.. وتتم الصفقة غالية الثمن، ويعيش الطفل السوري هناك لكنه يحن لأمه في سوريا وحضنها الدافئ وأسرته، وتقرر العائلة الألمانية بعد أن أعيتها حالة الطفل إعادته لأسرته التي تكون قد نزحت إلى لبنان هرباً من الحرب الدائرة في سوريا، وتدخل الرواية عالم الاتجار بالبشر وغياهب دنيا الإجرام في أوروبا، وحالة الوضع في هذا البلد العربي الممزق بالحرب.. قدرة الدكتور وليد على تصوير الوقائع الدقيقة وتقديم صورة مقربة لما يحدث في سوريا، ونفاذه إلى تلاطمات الشعور الإنساني هو أكثر ما يُدهش في هذه الرواية الجديدة..
[/JUSTIFY]

أما قبل – الصادق الرزيقي
صحيفة الإنتباهة