كونفيدرالية “أبيي”!
أي حل لقضية أبيي يقوم على مبدأ ضم المنطقة إلى جنوب السودان أو الإبقاء عليها مع السودان يفرض على السيوف أن تخرج من أغمادها.. فقبيلة دينكا نقوك على قلب رجل واحد تعتزم الانضواء تحت سيادة دولة جنوب السودان.. وقبيلة المسيرية تصر أن (أبيي) دونها خرط الدماء..لماذا لا نستنبط حلاً يؤسس على مبدأ (المنافع بدلالمدافع)..
تتفق الدولتان على حكم كونفدرالي في منطقة أبيي فقط.. (كونفدرالية) أبيي سيكون لها وضع متميز وسيادة شبه مستقلة عن الدولتين.. على نسق دولة الفاتيكان.. فالفاتيكان هي مجرد مقاطعة صغيرة في إيطاليا لكنها تحوز على (روح) الدولة المستقلة.. رغم أن هذه الروح لا تشكل أي انتقاص لسيادة إيطاليا.
لن يحمل سكان (أبيي) جنسية أي من الدولتين.. لا جنسية السودان ولا جنسية جنوب السودان.. سيحملون جنسية خاصة بـ(كونفدرالية) أبيي.. تضمن لهم الحريات الأربع في الدولتين.. حرية الإقامة والعمل والتملك والدخول.. فقط ينقصهم حق المشاركة في الانتخابات القومية في أي من الدولتين.. لكن مع ضمان تمثيل (كونفدرالي) في برلماني الدولتين.. تمثيل تنتخبه (كلية برلمانية) في أبيي.. وليس بالانتخاب المباشر من شعب (أبيي)..
بالتأكيد لا حاجة في (كونفدرالية أبيي) لجيش.. ستتولى قوات مشتركة من الدولتين مهام الجيش في حماية حدود الكونفدرالية.. بينما تنشأ شرطة خاصة بالكونفدرالية من أبناء المنطقة وتتبع للإدارة الكونفدرالية في (أبيي)..
الموارد الاقتصادية للكونفدرالية توفرها نسبة من نفط المنطقة (من الدولتين) إضافة لميزانية إضافية تتعهد بها الدولتان.. وبالتأكيد الاستقرار الذي ستتمتع به المنطقة سيطفر بها اقتصادياً إلى سماء عالية.. فتصبح محور تنمية جاذب للاستثمار ومزيداً من التعايش مع باحثين عن العمل من الدولتين وربما من دول أخرى..
سيكون لكونفدرالية (أبيي) مطار دولي كبير يسمح للمنطقة بالاتصال الخارجي دون الحاجة للاعتماد كثيراً على مطارات الدولتين.. وتمتد شبكة نقل حديثة بالطرق البرية والسكك الحديدية إلى المناطق المجاورة في الدولتين.. وتتصل بميناء التصدير في البحر الأحمر عبر شبكة النقل في دولة السودان..
ستكون كامل الرقعة الجغرافية لـ(كونفدرالية أبيي) منطقة حرة.. متاحة لاستخدام الدولتين وفق قوانين خاصة.. أشبه بمنطقة (جبل علي) في الإمارات العربية..
سينتخب سكان (أبيي) مؤسسة رئاسة للكونفدرالية.. مجلس من عدة شخصيات يتناوبون دورياً الرئاسة بينهم.. للتخلص من حساسية الانتماء العرقي.. ومجلس وزراء مصغر.. وبرلمان بغرفتين.. الغرفة الأولى لنواب منتخبين من أبناء ومنطقة (أبيي) والغرفة الثانية مختلطة من أبناء المنطقة وتمثيل للدولتين.. ستختص الغرفة الأولى في قضايا المنطقة.. أما الغرفة الثانية فتنظر في الشؤون المتصلة بالدولتين.
ما رأيكم في الفكرة.. أليست أفضل من لعبة (جر الحبل) التي تمارسها الدولتان..
[/JUSTIFY]حديث المدينة – صحيفة اليوم التالي