فدوى موسى

العائدون قسراً

[JUSTIFY]
العائدون قسراً

لا أدري أي خلل أو عطب في اللغة والحديث يمارسه بعض المتنفذين في هذه البلاد عندما يتحسسهم القدر في ملم كبير.. هذه الأيام يصر سفير السودان في السعودية على مخاطبة وسائل الإعلام بطريقة مستفزة جداً على خلفية برنامج المملكة لإبعاد المخالفين لاشترطات العمل بها.. لغة السفير فيها استعلائية جامحة.. بالتأكيد لا أحد يقر بالخطأ أو يدعمه والأصل أن هؤلاء «السودانيين المخالفين أجبرتهم الظروف على اللجوء للبحث عن العمل في الاغتراب بطرق غير شرعية بعدما ضاقت بهم أرض أوطانهم بما رحبت» ولكنا في ذات الوقت لا نقول إنهم كانوا على حق ليطل السيد «السفير المستفز» بأن البلد مليانة عطالة.. الأولى بالتشغيل عطالة الداخل وما نظر كيف تعاملت سفارة «مصر» مع ذات القضية.. يا سيادة السفير لذلك السبب هجر هؤلاء الداخل حتى لا يجلسوا عطالة.. بحق اللّه وبحق الشعب والبلد الذي تمثله عند المملكة حسن من معالجة الأمر بحكمة.. فهؤلاء المغتربون الواقعون تحت طائلة القرار الملكي لهم أسر وظروف لم تتذوقها أقلاها أن تخدم بلدك بطريقة أفضل بالسعي النفسي الصادق لمحاولة طمأنة هؤلاء الذين سيصبحون كما يقول السابلة «أباطهم والنجم».. ثم الأدهى والأمر حديث السيدة وزيرة العمل التي جعلت كل مهام وزارتها في عبارة «برنامج توعيتهم».. شكراً إشراقة سيد محمود فهؤلاء المغلوبون على أمرهم لا ينتظرون برنامج توعيتكم لهم.. ما بال المسؤولين والوزراء في وادٍ والناس في وادٍ آخر.. متى تخدمون الناس بأدب وتواضع وتفهم.. هناك أزمة حقيقية ستواجه العائدين «قسراً» لأن الذي يضطر للطرق غير الشرعية ظروفه أكبر وأوجع.. العائدون قسراً فصل جديد يضاف لوجع البلد بعد أن طبقت الحكومة سياستها البائسة على طائفة عموم الشعب ووسعت دائرة الفقر كما قالت «مشاعر الدولب».. فقد زادت الطين بلة بأمر هؤلاء المجبرين.. لا نلوم السيد السفير إن لم يعطِ أي مؤشر لأعدادالمخالفة لأنها بحكم الوضع لا تظهر حقيقتها إلا في مثل هذه الظروف والقرارات.. كما أن العاملين بأوضاع موفقة تغيب إحصائياتهم لما لنا من إرث متواصل في عدم التعامل بدقة مع المعلومات والأرقام.. أما كان ممكناً أن يحاول السيد السفير بهمة وجد من أجل توفيق أوضاع ولو البعض منهم دون أن يجرح مشاعر الشعب السوداني الذي يوماً يقولون له أرجع للكسرة ويوماً يقولون له أكلناك البيتزا والهوت دوق وشربناك الشربات بالمصاصات.. يا هؤلاء أصحوا قبل أن تجدوا أن كل فرصة أتيحت لكم لشرف خدمة السودان لم تأدؤها بحقها وأنتم تستمدون قوتكم من خدمة هؤلاء المطحونين لا من الادعاء بإمساك ملفات ساخنة لكنها عند الشعب باردة جداً..

٭ آخر الكلام:- ربما لو سعت الحكومة عبر الخارجية ووزارة العمل بطريقة أفضل لكسبت بعض التوافيق لهؤلاء.. أحبتي ما أقسى أن تحس أنك مجبور على العودة لبلدك أو أنك عائد منكسر في زمن الانكسار وهزيمة الرجال.. أعد النظر السيد السفير.. وابتكري واستفيدي السيدة الوزيرة من تجارب الدول التي تتطلعون عليها آناء الليل وأطراف النهار.
[/JUSTIFY]
[LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]

تعليق واحد

  1. أنتي رائعه يافدوي موسي .مقالك إنساني ويحمل الكتير والأصيل أحييكي. المفروض كل سوداني غيور علي بني وطنه يحزن لأخواننا العائدين من المملكه. أعجبني مقالك