عودة الوجبات الشعبية.. الغداء جراد والتحلية جقجق
تقول زهرة: علاوة على مذاقه الطيب والحاذق والمميز، للجراد فوائد جمة فهو علاج للسُكري وضغط الدم، ويزيل التوتر والعصبية ويبعث في أجساد الرجال طاقة مهولة تجعلهم يُفكرون في الزواج مثنى وثلاث ورباع. وأضافت: سوق الجراد المُحمر والمشوي رائجة جداً ليست في نيالا وحسب، إنما في أماكن شتى من السودان أشهرها أم درمان. واستطردت: أنا أختار من الجراد أفضله وأجوده، أجري عليه عملية فرز دقيقة قبل الحصول على (كوتتي) من الصبية والرجال الصيادين، ثم أقوم بتنظيفه ورشحه بخلطة من التوابل والبهار. استدركت ورطتها فسكتت برهة قبل أن تباغتني قائلة: لا أريد أن أكشف (سر المهنة).
ومن لم يمت بالذيل مات بغيره
بجانب الجراد تمثل طعمية اللوبيا وتراً رئيساً ضمن سيمفونية الطعام (النيالي)، فستلقي على صوانٍ مجاورة غير عابئة بجيوش الذباب الغازية التي عادة ما تلقى حتفها بضربات موجعة من (منافض) ذيول الماعز والثيران، فيهلك منها ما يهلك ويحيا ما يحيا على (غير بينة). بينما الزبائن غير مكترثين لما يدور من معارك، (يلهطون) بنهم ويتلمظون لعابهم المندلق جراء الشطة الموشاة بالدكوة.
الجقجق فاكهة السوق
وما إن يتجشأوون وجبتا الجراد وطعمية اللوبيا، يتجهون إلى التحلية بالجقجق، وهو فاكهة برية حلوة المذاق وطيبة النكهة، تشبه إلى حد كبير ثمرة التين غير أنها أكثر جفافاً. الزبائن يتزاحمون للحصول عليها ولا يستقر يومهم دون الظفر به وتناول حبة أو حبتين على الأقل، إذ يعتقدون أنه (يريح البطن) علاوة على ما يكتنزة من فيتامينات وحديد وفسفور ولبعضهم مقولة شهيرة نصها (جقجق بلدنا ولا تين الشام
اليوم التالي
خ.ي