فدوى موسى

الجالية السودانية في بلادها


[JUSTIFY]
الجالية السودانية في بلادها

حبات العرق رغم نسمات الشتاء المقبل تتلألأ على جبين كل من كان واقفاً في المكان.. الزمان الساعة الثامنة صباحاً وقد مضى زمناً على الوقوف ذات الموضع.. المركبات تأتي ممتلئة حد التخمة.. نحن والأحباش بالمنطقة نعاني الأمرين.. فقد صرنا إخواناً في المكان بل ربما أصبحنا نحن الجالية السودانية بالجريف غرب.. المهم أننا في معاناة كبيرة تجاه المدعوة «المواصلات العامة».. الرهق والترغب يسدان الأفق.. كلما بدأت معالم مركبة قادمة شمر الرجال عن الأكمام فعرفنا أن لا حظ لنا في الركوب والوصول في الزمن المحدد.. وفي خاطرنا «بصات الوالي» طلعت دعاية وهي تستعصم عن خدمة الناس بالأعطاب والأعطال «الحكاية شنو!!» اتخيلوا معانا لو كان برنامج سحب الحافلات لأجل البصات تم كان الوالي دا يقبِّل وين؟ ونحنا وإخوانا نقبِّل وين؟.. المواصلات أزمة لازمة في عنق من يرتضي أن يكون «خدام شعب الخرطوم» لأنها الأزمة التي تهزم وتعيق.. ولو أحب أي مكابر أن يعرف مدى عمق هذه المشكلة فقط عليه الطواف بالمواقف والشوارع التي ينتظر فيها الركاب ساعات الذروة وعند المساء.

فهل سأل الوالي لماذا تعطلت ستمائة مركبة من مركبات «الوالي»؟؟.. «طبعاً الاسم مجازاً» كما تقول القرارات وما رشح للصحف أن سوء الإدارة وارتفاع تكلفة الصيانة وغيرها من مشاكل العاملين داخل القطاع أقعد بالشركة عن اداء مهامها.. المهم أن يكون هناك وعي بخطورة أزمة المواصلات هذه، لأنها قابلة أن تكون أكبر وأكبر خاصة وأننا ما زلنا نستقبل كل يوم وافدين غير شرعيين نفوق ونصحى على أشكال جديدة شباب.. رجال ونساء، فعندما نظفر بموقع داخل مركبة نجد أن «لسانا أغلف» لا يعرف ما يدور داخلها.. فاللغات واللهجات الوافدة تبسط سيطرتها على الموقف والمركبات تماماً.. لا نبخس هؤلاء طالما هم معنا ولكنا نقول «اضبطوها ووفقوا أوضاعهم» فقد شاركونا الهواء والماء والمواصلات والمستشفيات و.. و.. «صديقتي» السمراء لا ترتضي الكلام في هؤلاء القادمين بقولها «شنو يعني نحنا ذاتنا ما عندنا مهاجرين.. حلوا منطقتكم وفهمكم بيهم.. كتر خيرهم القاعدين معانا» وقد كنا نشمت عليها عندما قام «إخوتنا الوافدين» بشراء كل المنتجات التي عرضت في مراكز البيع المخفض بالمنطقة «رائعين تماماً فهم مدبرين».. نعم هم يطموننا بأن لهم أمل في بلادنا.. ولكن هل هي بلاد سائبة لكل من هب ودب.. ثم ما هي ثقافات الوافدين التي يمكن أن تؤثر على ثقافتنا وإرثنا وتحيل بعض موروثنا ممتحنة.. الشيء المخيف أنهم يتأتون في عمر نضر شباب «في الطاشرات» بنات وأولاد لا رابط بينهم إلا جنسياتهم ليبقون وسط البيوت والحواري بلا روابط شرعية ويقدمون نموذجاً لا يتماشى مع ثقافتنا السودانية.

٭ آخر الكلام:

نيابة عن الجالية السودانية ببلادها.. حاولوا أن تحلوها بهدوء.. بتوفيق الأوضاع دون أن تظلموهم أو تظلموا أنفسكم.. «أقول ليكم قولة خلوهم بس حلوا لينا مشكلة المواصلات دي أول شيء».
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]


تعليق واحد

  1. سؤال لوزارات الداخلية و المالية و العمل و الشئون الاجتماعية: ماهى الاثار الاجتماعية و الاقتصادية و الامنية من الاثيوبيين فى الخرطوم؟
    و كم العدد الكلى لهم فى الخرطوم؟ و كم عدد الجدد الذين يدخلون الخرطوم يوميا؟