عثمان ميرغني

“الحس كوعك”!!

[JUSTIFY]
“الحس كوعك”!!

في الوقت الذي يناقش وينظر فيه مجلس شورى المؤتمر الوطني في مصير مجموعة الدكتور غازي صلاح الدين (الحراك الإصلاحي).. نسبت صحيفة (المجهر) أمس إلى الدكتور أسامة علي توفيق أحد قادة الحراك الإصلاحي قوله (الحس كوعك!!).. العبارة موجهة للدكتور فاروق أبوعيسى رداً على مطالبته الإصلاحيين بـ(اعتذار عن ماضيهم) قبل قبول عضويتهم في قوى التحالف الوطني المعارضة.
وبهذه العبارة الشهيرة الرائجة- يكون أسامة قدم أقوى مرافعة تنسف فكرة (الإصلاح) من جذورها وتحولها إلى مجرد (نقمة) غاضبين اعتصرهم غبن (التهميش) فخرجوا من حزبهم يحملون معهم ذات العلة التي منها يشتكون.. وكأني بهم شعارهم (داوني بالتي كانت هي الداء)..
ربما فات على (إصلاحيي) المؤتمر الوطني أن أكبر ثغرة ظلت تمثل نقطة ضعف حزبهم السابق المؤتمر الوطني- هو الخطاب (الإعلامي).. كثير مما تنطق به ألسنة السادة الساسة هو (عرضحال) يقذف في الرشد السياسي.. فالفهم السائد عندهم عن (الخطاب الإعلامي العام) أنه مجرد (مكاواة).
الشعب السوداني ضجر لدرجة الغليان من (قلة الإحسان.. وطول اللسان) الذي يسود في الملعب السياسي.. وينظر في العالم حوله فيرى كيف أن الممارسة السياسية محفوفة بلسان الإعلام المدروس الحميد الذي يدرك أن أي كلمة في الأثير موجهة لأُذن السامع في الشارع العام.. وليس أُذن (المشتوم) المقصود بالإساءة و(المكاواة)..
أتحدى أن يثبت أي حزب سياسي (أو مجموعة إصلاحية منشطرة عنه) أنهم يدرسون (خطابهم الإعلامي) بعمق فيخططون له بحصافة قبل أن ينطلقوا في المنابر خائضين.. هل رأيتم أو سمعتم أن حزباً سياسياً استعان بخبرة مستشارين في الإعلام.. ليصنع سياساته الإعلامية وخطابه العام.. الواقع عكس ذلك تماماً.. الإعلامي في دهاليز الأحزاب.. هو على ذمة (من قبض الأجر.. حاسبه الحزب على العمل).. مجرد موظف (عبد الدافع).. فيجتهد في تصميم رسالة إعلامية ترضي (الدافع).. دون اكتراث لصداها على مستوى المتلقي العام..
المعروض من (الإصلاح) في المشهد السياسي اليوم كثير للغاية.. فعلاوة على مجموعة الدكتور غازي ورفيقه الأستاذ حسن رزق.. هناك مجموعة البروفيسور الطيب زين العابدين وعبد الوهاب الأفندي.. وهناك مجموعات أخرى أقل صيتاً.. وفي الأحزاب الأخرى.. حزب الأمة وحزب الاتحادي الديمقراطي وبقية الأحزاب تتوافر أيضاً مجموعات من الطيور المهاجرة تحت لافتة (إصلاحيين).. فلم يعد للمصطلح بريق ولا دهشة على المستوى النظري.. فقط يبقى الواقع إذ يظل الشعب يبحث عن أنموذج (عملي) يُحتذى.. ما هو الأنموذج العملي الذي ترغب مجموعات (الإصلاحيين) تقديمه للشعب في الواقع؟ وليس في الورق وأبواق المايكرفونات..
ونصيحة مني مجاناً لوجه الله- لكل مجموعات الإصلاحيين.. أخطر معركة هي ما يدور في ميدان الإعلام.. ولحسن الحظ يتوافر (كتالوج) جاهز يجنب الوقوع في فخاخ الإعلام السالب.. الكتالوج هو قول المعلم الخالد محمد صلى الله عليه وسلم (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)..

[/JUSTIFY]

حديث المدينة – صحيفة اليوم التالي