منوعات

عطر فلكوري.. جيتِك كارِف المحلب بدور الدِّلكة

[JUSTIFY]لو لم تكن متغلغلة في الوجدان، وذات طغيان مبين عليه، لما (جرّ فوقها) شاعر البطانة هذا (النم) الباذخ، حين قال: “رِكِب لِك فوق جموحاً ما بتدور الَّلكه جيتِك كارِف المحلب بدور الدِّلكه من جخنوب دروبِك ما بخاف والشِّبكه”، وهكذا ظل السوداني (ذكراً كان أم أنثي) يحتفي بعطرياته التقليدية مثل الخُمرة والدلكة والدخان، وينشد فيها الأناشيد و(ويجر) فيها النم كما فعل صاحبنا ذاك (البطاني).

(1)

الدلكة من الأشياء التي تميزنا عن كافة الشعوب من عادات وتقاليد لها أثرها الحسي والملتمس في أنفسنا، ومنها الدلكة المعروفة لدينا وهي إحدى أدوات زينة المرأة السودانية، والتي تتعدد أنواعها فمنها الدلكة السوداء وهي لكافة النساء ودلكة المحلب وهي خاصة بالعرائس، والدلكة البيضاء للفتيات، ولكل نوع طريقة عمل خاصة ودقيقة. من فوائد الدلكة تجميل وتعطير البشرة، كما أنها تساعد على تنشيط الدورة الدموية وإزالة الخلايا الميتة، مما تجعل البشرة متألقة.

(2)

عادة في مناسباتنا يجتمع الأهل والجيران لعمل الدلكة، وتسمى طريقة عملها بالكفي، وتحدثنا في هذا الشأن السيدة (فاطمة رحمة الله) وهي متخصصة في صنع العطور الفلكورية، تبدأ حديثها: من أهم أدوات التجميل للمرأة السودانية هي الدلكة التي تعطي الجسم نضارة ولها رائحة ثابتة في الجسم، وتفصل لنا أنواعها، قائلة: يستغرق صنع الدلكة السوداء ثلاثة أيام، أما دلكة المحلب فتجهز في يوم واحد، وأيضا دلكة البنات. وبعد الانتهاء تُعبأ في إناءٍ وتُغلق جيٍّداً.

وتختم (فاطمة رحمة الله)، مؤكدة أن الدلكة أساس زينة المرأة السودانية، فيجب ألا تستبدلها بخيارات أخرى (دلكتنا دي مافي زيها في العلم كلو).

اليوم التالي
خ.ي[/JUSTIFY]