!برلمان شعيرية ساي
والمقصود تلك الشخصية الشهيرة التي أداها الشاعر والممثل جمال حسن سعيد، لتصبح بعد ذلك كلمة (شعيرية) ضمن نسيج اللغة اليومية للسودانيين تؤدي المعنى المراد (مكبسلاً) بطرافته دون الحاجة إلى كثير شرح. فشعيرية كما أدى شخصيته جمال- حارس مرمى (أخير عدمو) يمر منه كل شيء وكل كرة وكل (باص)، وفوق كل ذلك هو لئيم و(بتاع مشاكل) و(عامل فيها مقطعها) أي أنه (فكاها في روحو وصدقها).
من هذه الخلفية الخفيفة، مقروءة مع العنوان، يبدو الشبه واضحاً بين (شعيرية) سيد الاسم وبرلماننا الموقر، الذي تمر منه (كل الكرات) دون الحاجة حتى إلى مراوغة أو كثير اجتهاد وخطط، فهو برلمان (شعيرية ساي).
الكثير من (الحاجات) التي مرّت من برلماننا المكرم، والتي ستمر بالطبع، تجعل مطالبتي بإلغاء البرلمان لها ما يسندها منطقياً، إذ أن (400) نائب برلماني حين نحسب لكل واحد منهم مخصصاته وبنزينه ونثرياته ومصاريف تشغيل المبنى الخ الحسابات التي نعرف والتي لا نعرف، وقياساً بأداء البرلمان الذي (أخير عدمو)، نجد حالنا كحال النادي الذي اشترى شعيرية ثم اكتشف (شعيريته)، لذا ليس أمامه غير إجراء واحد هو: الشطب. ولا أظن أن حالنا نحن الشعب- سيسوء إن (سرّحنا) نوابنا الأكارم إلى بيوتهم نهائياً، إذ لو حاولنا تخيّل (كيف يكون الحال) بلا برلمان لا بد أن يجرفنا الخيال نحو أن نقول (تمام التمام)، وإلا فليحاول أحد من مواطني هذا البلد العجيب أن يتذكر للبرلمان موقفاً واحداً فقط انحاز فيه إلى الناس بدلا عن الحكومة! لا تغرنكم (مراوغات) البرلمان قبل إجازة القوانين والتشريعات، إن هي إلا (حركات ساي) من أجل أن تصبح اللعبة (حلوة)، أي أن البرلمان يحاول (مثلما فعل شعيرية) أن يقنعنا بأنه (مقطعها)، مستخدماً في سبيل ذلك عددا من (الوهمات) على أمل أن (تشيل).
لا أظن أنني بحاجة إلى تكرار الدلائل التي توضح (ديكورية) هذا البرلمان، ولا جدواه للناس، وهوانه على الجهاز التنفيذي الذي بإمكانه أن (يفرتق) هذه اللمة في غمضة عين، إلا أنه ورغم كل ذلك نجد أن البرلمان (وفي اسمه نظر) أصبح عبئاً مثل بقية الأعباء التي يرزح تحتها المواطنون بلا مقابل غير الكلام والحركات و(الكنتات) و(الوهمات) وغير ذلك من (النضم الأعوج والعديل). البرلمان و(اللابرلمان) واحد، في بلدنا هذا، ففي النهاية ما تريده الحكومة (بتسويه) ولا عزاء لـ(المداولات) و(نقاط النظام) و(المسائل المستعجلة) و(طلبات الإحاطة) إلى آخر اللغة البرلمانية التي تحاول التشبه بـ(برلمانت الديمقراطية) عسى ولعل يظن من لا ينتبه أن قبة البرلمان تحتها فكي. لذلك ودعماً لاتجاهات التقشف والتوفير، واستدراكا لمسألة رفع الدعم التي شرع فيها الوزير (بتاع الكسرة)، أقترح من زاويتي هذه تحويل كل ما كان يصرف على هذا البرلمان إلى خزانة الدولة، عشان ما تجي الدولة دي وتقول (قروش مافي) وإنها بصدد رفع الدعم عن قوت الناس لتوفير المال، توفيره لأي شيء ما معروف! المهم، إن تصفية مؤسسات الدولة الـ(بلا فايدة) مثل برلمانها هذا وبرلماناتها الولائية، ستوفر من المال ما يسد خشم رافعي الدعم ويريح الشعب على الأقل- من قصص (يخسي عليكم) و(كوندوم وما كوندوم) والذي منه، مما يشنف به نوابنا الأكارم آذاننا ليل نهار دون أن نستفيد من ذلك شيئاً حتى لو (بالكضب).
رسالة بريئة:
أيها الجهاز الفني.. بدلاً من التعاقد مع (شعيرية) دعوا المرمى خالياً، على الأقل (البطن ما بتكون فيها مغسة).
أثر الفراشة – صحيفة اليوم التالي