رأي ومقالات

محجوب عروة : اتقى الله يانافع.. كفاية بقى

[JUSTIFY]منذ أن انتظمت يوميا في كتابة عمودي هذا عام 1985 بدءا” بصحيفتي طيبتا الذكر (السودانى فالسودانى الدولية) وحتى اليوم لم يكن من شيمتي ولا منهجي وطريقتي فى الكتابة أن أهاجم سياسيا هجوما شخصيا حتى لو كان نافذا فى السلطة ففقدها وأصبح ضعيفا سياسيا أو حتى مواطنا عاديا وأؤثر دائما الابتعاد عن توجيه الاتهامات الجزافية كما يفعل كثيرون دون تثبت ولا انساق وراء الإثارة الصحفية فى كل الصحف التى أصدرتها أو أعدت إصدارها كالرأي العام والصحافة والدستور وغيرها خاصة فى قضايا وشبهات الفساد حتى لا اظلم شخصا حامت حوله الإشاعات بسبب الصراعات والمكايدات الفكرية والسياسية التي ظلت تمتلأ بها الساحة وذلك التزاما بالقاعدة الشرعية و القانونية (المتهم بريئ حتى تثبت إدانته) وتركيزي دائما فى التناول على السياسات والقضايا الفكرية والاقتصادية والمنهج. ولكن ذلك لا ولم ولن يمنعني من الكتابة والنقد والتحليل الموضوعي عندما يكون الأمر شائعا ومثبتا حالة اعترافات وتصريحات بعض من أخطاؤا أو ارتكبوا جرائم بأعتبار ذلك من زاوية ومنطلق المصلحة العامة حتى لو طلبت من مسئول الاستقالة كى لا يؤثر فى التحقيقات فذلك من حق وواجب الصحافة بل مسئوليتها المباشرة كسلطة شعبية وفكرية ومعنوية رابعة.

ولكنى اليوم سأتخلى عن هذا المنهج بسبب ما كتبه د. نافع على نافع فى مقاله بجريدة الرأي العام الأحد الماضي فقررت إلا أتركه يمر دون تعقيب فقد كان مقالا مستفزا وسيئا ومتعاليا كعادته منذ أن برز للحياة السياسية والسلطة على وجه الخصوص. وأستهل التعقيب ببعض العناوين البارزة فى صدر مقاله مثل: ( صراع الحق والباطل..انتصار الوعد القديم) و(أشد وجعا ان يكون خصمك جبانا غادرا وكذوبا يحاربك بالبهتان والتدليس) و ( من يعتقد أننا سئمنا الكفاح أو تعثرت رايتنا لا يعرف حقيقتنا) و( هذا القول ينم عن نفس أرهقتها المنازلة مع المؤتمر الوطنى)…الخ. ومن المؤكد لا ينسى الناس تلك العبارات والتصريحات الشهيرة والجارحة والمستفزة للمشاعر التى ظل نافع (يقسو) بها بلسانه على المخالفين له مثل (ألحس كوعك) وغيرها كثير لا يتسع المجال لها.. بالله ما معنى وفائدة وصف المخالفين السودانيين بالجبن؟ ليتك يا د. نافع سكت وانزويت بعد فقدانك السلطة التى كنت يتمتع بها لربع قرن ولكنك تستمر تنكأ الجراح وكأنك رسول العناية الإلهية فقد رصدت في المقال عبارات أخرى غير ذات جدوى ومستفزة وغير صادقة مثل ( لم نقفز فيها مغامرة يقصد السلطة-) أليس منهج الانقلاب مغامرة!!؟؟وقولك ( لو كنا نعول على إرضاء بشر لكنا سقطنا فى وحل المساومات والتسويات)!!؟؟ ( ألم تعولوا يانافع على نيفاشا لترضية المجتمع الدولى وتعزلوا بقية القوى الوطنية وكانت المحصلة النهائية ما نرى؟؟) وأختتم نافع مقاله: ( لأن شعبنا اختبر الجميع يعلم يقينا من هم صناع المستقبل ومن هم أصحاب الحلاقيم الكبيرة).. ماهذه العبارات الجارحة تارة لحس الكوع وأخرى الحلاقيم!!؟؟ ماذا يقرأ نافع من آيات الله؟ ألم يقرأ قوله تعالى ( وقل لعبادى يقولوا التى هى احسن)؟ وقوله تعالى ( وقولوا للناس حسنا)؟ هل هى حالة نفسية لنافع ياترى ام عدم تدبر لآيات الله أم ماذا؟و كما كتبت قبل أيام مقالة ناصحا بروفسير غندور ألا يحذو حذو نافع عندما رصدت له مؤخرا بعض تصريحات وخطب حادة لا تشبه غندور وطبيعته السمحة وتواضعه وما ينبغى أن يكون سلوكه السياسى فى عملية الحوارالجارى لانجاحه. قلت فى ذلك العمود: كان نافع يقسو بلسانه لمخالفيه ويتعسف ويظلم بقرراراته وبسلطانه منذ أن تولى مناصبه المتعددة والخطيرة.

أخلص الى القول ان مقال نافع الأخير ينم عن نظرة استعلائية وسلوك استعدائى انفعالى وأقوال واقرارات تبريرية لا منطقية ولا علمية لا تشبهه كاستاذ جامعى يفترض فيه الموضوعية واحترام عقول الآخرين سيما وقد نال الدكتوراة فى أرقى الجامعات أمريكية دعك من سياسى وصل لقمة السلطة لربع قرن بل لا يشبه سلوكه وتصريحاته روح ومنهج الدين الحنيف ومبادءه ومقاصده الحقيقية والمفهوم الصحيح للشريعة كمنهج وسلوك للحياة الراقية وليس مجرد عقوبات ولكن يبدو فعلا أن السلطة المطلقة هى مفسدة مطلقة، فنافع ليس أفضل من النبى الكريم موسى وأخيه هارون الذي أرسلهما الله الى فرعون رمز الطغيان والشرك بان يقولا له (قولا لينا لعله يتذكر او يخشى) دعك لمن مؤمنين مسلمين مثله فى السودان، بل لم يتأسى نافع بأخلاق الرسول الخاتم حين قال( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق وقال: رحم الله رجلا سمحا اذا باع و اذا اشترى واذا قضى و اذا اقتضى) ناهيك إذ جعله على رقاب العباد زمانا فتعسف فى استخدام السلطة وهل كانت بيوت الأشباح الا فى عهده والتنكيل والظلم لمخالفيه الا صدرت منه؟.

الخلاف بينك مع الآخرين يا نافع ليس بين المقدس الدينى ولا بين حق تحتكره أنت ومن معك مع باطل بل خلاف سياسى يجوز فيه الاختلاف.. فيا نافع أنصحك لوجه الله ان تترك الشعب السودانى لشأنه وحاله وكفاية ما أخذت من حظوظ فى السلطة والمال والنفوذ والأوفق ان تتفرغ ومن معك فى خريف عمركم والآجال بيد الله – ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم استغفارا لما فعلتم والأفضل طلب العفو ممن ظلمتم وأضررتم بكثيرين فالله يغفرالذنوب جميعا الا الشرك بالله والاضرار بالناس، وأنتم لاشك أنكم قوم تؤمنون بالله ولكنكم خلطتم الايمان بظلم كما قال الله تعالى فى كتابه.

وهل الظلم الا هذه الوضعية الحالية التى لاتسر صديقا والفشل الاقتصادي والسياسي الواضح.. انهيارا لأعمدة الاقتصاد كمشروع الجزيرة والسكة حديد والنقل الجوى والبحرى والنهرى والخدمة المدنية وفشل النفرة والنهضة الزراعية و فى الصناعة والاستثمار وحتى فى الأخلاق حيث برز الفساد المالي والأخلاقي كأوضح ما يكون واكثرهم ممن رعيتم ممن أطلق عليها دائما ( الواقعيون الانتهازيون). وأتمنى ألا تستخدموا أدوات السلطة لتحجيم الصحافة وتعودوا لتكميم الأفواه كما كنتم تفعلون لربع قرن فأنتجتم هذا التردى والاحتقان السياسي والفشل والتدخل الدولي والإقليمي المباشر فى شئوننا وممن كنا أفضل منهم سابقا.

صحيفة الجريدة
ت.إ[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. وهسي تاني جديد الحس كوعك
    محجوب اقعد في الواطة اثبتت التجربة انك انسانا مهزوز لاتملك اي راي