اسرائيل تتمسك بموقفها من حق العودة بعدما اغضب بوش العرب
ومع مغادرة بوش عقب ثلاثة أيام من الاحتفالات بالذكرى الستين لقيام اسرائيل قال متحدث باسم الحكومة الاسرائيلية ان الاصرار الفلسطيني على حق عودة 4.5 مليون لاجيء وذريتهم سيكون “السبب الاساسي لانهيار الاتفاق”.
وبعد ستة اشهر من المفاوضات التي رعاها بوش على امل التوصل لاتفاق قبل مغادرته البيت الابيض استخدم متحدث باسم رئيس الوزراء ايهود اولمرت بعضا من اكثر التعبيرات الاسرائيلية صرامة حتى الآن ليؤكد على ضرورة تخلي الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن مطالب اللاجئين التي مضى عليها 60 عاما اذا اراد اقامة دولة فلسطينية.
وقال مارك رجيف “هذا المطلب لحق العودة غير الموجود في ظل القانون الدولي هو السبب الاساسي لانهيار الاتفاق. لا يمكن الجمع بين السلام وهذا المطلب في نفس الوقت.”
وفر حوالي 700 الف شخص يمثلون نصف السكان العرب في فلسطين في مايو ايار 1948 او اجبروا على الخروج من منازلهم حين اقيمت اسرائيل. وتجادل اسرائيل بأن السماح لهم ولعائلاتهم بالحياة في اسرائيل الآن سيقوض طبيعتها كدولة يهودية.
وتطعن أيضا في الاساس القانوني لحق العودة الذي طرح اول مرة في قرار للامم المتحدة في ديسمبر كانون الاول 1948.
ولم يصدر بوش الذي يترك منصبه في يناير كانون الثاني إشارة تذكر لمفاوضات السلام او للفلسطينيين على الاطلاق اثناء وجوده في اسرائيل. وغضب كثير من الفلسطينيين من كلمة امام البرلمان الاسرائيلي تحدث فيها بوش عن عناية الهية وحدت بين المسيحيين الامريكيين مثله ويهود اسرائيل.
وقال المفاوض الفلسطيني صائب عريقات لرويترز ان بوش كان يجب ان يبلغ الاسرائيليين انه على مسافة ميل واحد من حيث يتحدث توجد امة تعيش في كارثة منذ 60 عاما. واضاف انه كان يجب ان يبلغ الاسرائيليين انه لا يمكن لاحد ان يكون حرا على حساب الاخرين. وقال ان بوش فوت هذه الفرصة “ونحن نشعر بخيبة أمل”.
ووصف بوش اسرائيل بأنها وطن “شعب الله المختار” وتعهد بأن تبقى واشنطن “افضل صديق لها في العالم”. وتحدث عن وصول يهود اوربا “هنا في الصحراء” عام 1948.
وجاءت تعليقاته في حين نظم الفلسطينيون في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة وفي المخيمات بالخارج احتجاجات في الذكرى الستين لاخراجهم من مدنهم ومزارعهم التي تقع الآن في اسرائيل.
وكتب سميح شبيب في صحيفة الأيام الفلسطينية قائلا “لا يرى الرئيس بوش العودة … علماً بأنها شديدة الوضوح لمن اراد رؤيتها ولكنه يغمض العينين.
“ما تنتهجه الادارات الأمريكية تجاه اسرائيل يحمل في طياته حكماً زرع العداء وتعميق الكراهية للولايات المتحدة وسياساتها هل من مصلحة أمريكية حقيقية في هذا العداء وتداعياته المستقبلية…. لا اظن ذلك.”
واعترف رجيف المتحدث باسم اولمرت بمعاناة اللاجئين الفلسطينيين لكنه اكد ان عباس يجب ان يتخلى عن مطالبهم اذا اراد دولة فلسطينية بعد 60 عاما من رفض العرب خطة للامم المتحدة لتقسيم فلسطين الى دولتين.
وقال للصحفيين “لسنا عديمي الاحساس بالمعاناة التي عاشها الفلسطينيون او العرب.”
لكنه استدرك قائلا “ما يسمى حق العودة مناقض لحل اقامة دولتين… سأتساءل عن التزام شخص ما بالسلام والمصالحة اذا اعتقدوا ان ما يسمى حق العودة يجب ان ينفذ.”
ولم يصدر رد فعل فوري من جانب المسؤولين الفلسطينيين.
ورغم قلة الاشارات الظاهرة على تحقيق تقدم تجاه اتفاق سلام إلا ان كلا من اولمرت وعباس لديه اسباب داخلية ملحة لانجاز نوع ما من الاتفاق حتى رغم اعتقاد كثير من المحللين بأن كلا من الزعيمين اضعف على الصعيد الداخلي من ان يمكنه تنفيذ الاتفاق.
ويرى البعض إشارة عباس إلى مقترحات لتسوية “عادلة ومتفق عليها” لمسألة اللاجئين كاشارة على انه قد يقبل رغم المعارضة القوية بين الفلسطينيين صفقة تمنح قلة من الناس فرصة لاستعادة بيوتهم مع تعويض الاخرين.
وفي المقابل قد يكون اولمرت مستعدا رغم المعارضة الداخلية القوية ايضا للسماح للفلسطينيين بالحصول على جزء من القدس كعاصمة وللتخلي عن ارض محتلة اخرى.
وزار بوش وزوجته لورا يوم الخميس متحفا في القدس حيث شاهدا قطعا فنية ترجع إلى زمن التوراة والتقيا مع مجموعة من الشبان الاسرائيليين.
وقال بوش لهم “ما يشغلني هو السلام.” واضاف انه يأمل ان يمكن للناس ان يعيشوا في انسجام. وقال “اعتقد انه ممكن.”[/ALIGN]