عبدالباقي الظافر: ضحك غندور قائلاً “ما تقولوا الزول دا حلبي ساكت ما عندو قبيلة.. انا من اكبر قبيلة في السودان”
آخرون كانت لهم وظائف اتحادية هؤلاء اكتفوا بمقاطعة الولاية.. فيما نادت بعض النخب بتقرير مصير القبيلة في ولاية منفصلة باسم ولاية البترول.. الوالي الأسبق لشرق دارفور عبد الحميد كاشا لم يجد خياراً غير أن يمهر استقالته ويعود إلى ممارسة الزراعة في القضارف بعد أن تم تصنيفه عرقياً.
أمس الأول أطلق البروفيسور إبراهيم غندور نكتة لها دلالات سياسية.. البروفيسور الذي كان ينادي أعضاء حزبه بالنأي عن العصبية والقبلية ضحك قائلاً “ما تقولوا الزول دا حلبي ساكت ما عندو قبيلة”.. بعد النكتة كشف غندور أنه ينتمي إلى أكبر قبيلة في السودان..
المثال الذي أراد به نائب رئيس الحزب الحاكم محاربة المد القبلي كانت فيه دعوة مغلفة بحسن النية حينما أفاد بأنه ابن أكبر قبيلة في السودان.
حينما وصلت الإنقاذ إلى سدة الحكم كانت الناس لا تتذكر قبائلها إلا في (قولة خير) حينما يربط حبل المصاهرة بين أسرتين ليس بينهما سابق معرفة.. بل من طرائف الأقدار أن رئيس الجمهورية ونائبه الشهيد الزبير محمد صالح وعراب المشروع حسن الترابي كانوا من عشيرة عرقية واحدة.. ولأن الصفوف- وقتها- لم تكن تتمايز بالقبائل لم ينتبه لهذا التصنيف أحد.
ماذا حدث لنا كمجتمع حتى باتت القبائل تفرقنا- أرباً أرباً، ومن قبل كانت القبيلة مكوناً اجتماعيًا مسالماً.. الواقع أن مشروع الحركة الإسلامية في إصابة السلطة والتمكين انتبه إلى تكوين السودان القبلي.. امتطى المشروع ظهر القبيلة، وزوّج رموزه من بيوت كبيرة.. كما استهدف الإسلاميون في حملات التجنيد أبناء زعماء العشائر.. حينما سقطت بين أيديهم ثمرة السلطة استمروا في تسيس القبائل.. نال نظار القبائل لقب أمراء بمخصصات.. حتى التكوينات القبلية وصلتها أصابع الحكام الجدد بالتفتيت، وخلع قادة، وتنصيب آخرين.. هذه الجرعة السياسية أفسدت الطبيعة القبلية المسالمة.
أسوأ ما صنعته الإنقاذ كان في تغييب الديمقراطية.. بحظر الأحزاب، ومحاربة الطوائف، ارتد الناس إلى عصبيات قبلية.. بدل أن ينافس الحزب الحاكم الأحزاب المحكومة تحول التنافس إلى حلبة المؤتمر الوطني.. بما إن المشروع سمته الفكرية واحدة، بدأت رموز الحزب تتنافس فيما بينها مسنودة على إرث القبيلة.. صار مجلس الوزراء مجلس أعيان يضم ممثلي القبائل نتيجةً للمحاصصة التي تجاوزت القبائل إلى العشائر والأفخاذ.
في تقديري المطلوب بإلحاح تفكيك سلاح القبيلة.. لن يحدث هذا إلا بمزيد من ديمقراطية المجتمع المصحوب بهندسة تيسر من سبل التواصل بين مختلف تكوينات السودان.. إلى وقت قريب كان الوصول إلى القاهرة أيسر من الوصول إلى الفاشر.. حينما يكتشف الفرد المسكون بالتعصب أن حدود الدنيا تتجاوز محيط القبيلة.. وأن مصالح المواطن تكون عند شواطئ المصلحة لا منابع القبيلة عندها سيعود إلى الوطن أمنه وعافيته.
فضلاً عزيزي القارئ لا تسأل عند نهاية هذا المقال عن أكبر قبيلة في السودان.. رئيس وزراء أثيوبيا الحالي من عشيرة صغيرة لا يمكن النظر إليها بالعين المجردة.
بقلم: عبدالباقي الظافر- التيار السودانية
احلف صادقا كنت اعرف انى سودانى فقط و من قبيلة الجعليين بربر
وابي هاجر منها مند عشرات السنين و انقطعت صلتنا بها .. في أخر اجازة
لي بالسودان اصر أخوتي بالدهاب الي مسقط رأس أبي و كان السبب الوحيد
هو أن السودان اصبح يعترف بالقبيلة أكثر من الوطن و اصبح الأحتماء بالقبيلة
هو الأساس ..
لماذا السؤال عن القبيلة فى استمارة الرقم الوطنى ؟ ومن هو الفهلوى الذى عمل هذه الفكره الغبيه البغيضة ؟
حكم المؤتمر الوطنى يذكرنى بحكم سياد بري للصومال ، لم يترك الحكم الا بعد تفتيت المجتمع وتقسيمه لدويلات وكنتونات