“افهموها براكم”!!
(افهموها براكم)..عبارة موجعة تثبت آخر ما انحدر إليه منسوب المسؤولية في العمل العام..هذه هي النتيجة النهائية التي تفضل بها المهندس محمد الحسن جبارة وكيل وزارة الزراعة والري.. قالها للصحفيين أمس الأول في مؤتمره الصحفي الذي خصص لكشف تقرير لجنة التحقيق في قضيةتقاوي القمح الفاسدة..
وكأني بوكيل الوزارة في حيثياته التي ذكرها للصحفيين.. لم يفعل أكثر من إعادة قراءة عمود (حديث المدينة) المنشور قبل عدة شهور في6 مايو 2013 الذي أوردنا فيه أن التقاوي فسدت بسبب التخزين.. ولم يتهم أحد مصدر التقاوي.. بل ربما ألمحنا إلى الجهة التي تشككت في وصول التقاوي في موعدها وفضلت إلغاء أو تأجيل الصفقة لكن وزارة الزراعة أصرت على المضي قدماً رغم علمها بأن موسم زراعة القمح(فاته القطار..)
والله العظيم لا ألوم وكيل وزارة الزراعة فمن حقه أن يلتف ويدور على الحقيقة طالما أن ذلك هو النهج العام للحكومة..وطالما أنه يعلم أن المؤتمر الصحفي أصلا مقصود به تضليل الرأي العام لا تنويره.. ولكنيأضع اللوم كله على الزميلات والزملاء الصحفيين الذين غطوا هذا المؤتمر الصحفي.. كيف يقبلون بمثل هذا التبرير.. كيف يقبلونأن يعلق لهم الوكيل النتيجة في عبارة (افهموها براكم) فينقلونها في أخبار اليوم التالي دون أن يقولوا للقارئ ما الذي على الصحفيين أن (يفهموه براهم).. ولماذا يفهمها الصحفيون دون أن يفهموها للقارئ.. أليس حرياً بالصحفيين أن يقولوا للقارئ ماذا فهموا طالما أن وكيل الزراعة جعلها في رقابهم.. في تقديري أن على الصحافة دوراأكبر من مجرد نقل الخبر مجرداً من الفهم.. ماذا فهم زملاؤنا الصحفيون الذين ترك لهم الوكيل حق أن (يفهموها براهم)..
الصورة الآن أكثر من واضحة أمام الشعب.. لجنة التحقيق التي كونتها وزارة الزراعة أكدت الجريمة وغضت البصر عن الجاني.. بل وعلى استحياء علقت الجرس في عنق (أحد البنوك) هكذا دون أن تسميه رغم أن الجميع يعلمون أن المقصود هو البنك الزراعي.. وسبب تغافل اللجنة عن الجهر باسمه هوأن محاولة إقناع البنك بتحمل المسؤولية و(شيل الشيلة) فشلت بسبب رفض مجلس إدارة البنك الزراعي.. رغم المجهود الذي بذله أحد قيادات البنك الزراعي لإقناع مجلس الإدارة..
على كل حال.. كالعادة يسدل الستار على القضية تحت بند (ضد مجهول) وبالتأكيد لن تكون الأخيرة طالما أن المال العام سائب متروك في العراء بلا وجيع..
وحتى لا يظن الناس أن (الفيلم) انتهى.. فأبشركم بصفقة أخرى يجري الآن طبخ تفاصيلها.. صحارى النهم للمال العام السائب لا تروى ولاتشبع.. الآن يجري الترتيب للصفقة القادمة..
ولاعزاء لشعب لا بواكي عليه.. شعب لا يحرم حرماته أحد.. ولا ترتاح جراحه من الألم..
[/JUSTIFY]حديث المدينة – صحيفة اليوم التالي