منى سلمان

كرسي الاعتراف .. المشت المشوار دا تقر وتحكي

[JUSTIFY]
كرسي الاعتراف .. المشت المشوار دا تقر وتحكي

حلاوة البايرات
عالم ما بتجي الا بالسوط

كانت شريفة الموظفة الثلاثينية التي تسير بخطى حثيثة نحو الاربعين ولتنال لقب الـ(البايريكس)، قد جلست لتعرض على شيخ (ود أب فروة) معاناتها من تقل السعد وقلة الخطاب ولتشكو له من زميل العمل (العليهو) العين ولكن (قسوة ظروفو ابت) ومنعته من فتح فمه بقولة (بُغم)، وكان في معيتها في ذلك المشوار السري كل من شقيقتها الصغرى المشاغبة سوسن وجارتيهما في الحي صفية ونسمات، على حسب ما طلبت امها من صديقتيها العالمات بدروب الفقرا أن يعينوها على تسخين سوق ابنتها التي كاد ان يفوتها قطار الزواج ..
بعد ان استمع الشيخ لشكاتها، طلب من شريفة ان تتقدم منه لتجلس بجواره وتمد له يدها اليمنى، فعلت كما طلب منها في تردد مشوب بالخوف والخجل، فأمسك بيدها بيسراه بعد ان مسح عليها بيده اليمنى وظل يتأملها لبعض الوقت ويرسم فيها خطوطا وهمية قبل ان يرفع راسه ويهزه عدة مرات ثم يقول:
مشكلتك بدت معاك من صغرتك .. وانتي وكت تبيتي وقمتي كنتي سمحة شديد وعليك العين…
قاطعته نسمات:
الله يعلم يا شيخنا شدة ما تبت سمحة .. رِمش عينه ده براهو بي مرة كاملة .. الا لكن شوفا اتبشتنت واتعشكبت كيفن هسي؟
قال الشيخ وهو يهز رأسه تحسرا:
من العليها .. هو العليها هين .. ثم موجها الكلام لشريفة:
في عين وصابتك في سماحتك .. والعين دخّلت ليك معاها العارض ..
تحوقلت الموجودات في (استهوال) بينما ترنمت سوسن في سرها:
(حبيبي العارض بقى لي متعارض).
قال الشيخ:
العين والعارض بيكفوا السعد يا كافي البلاء يا الله .. عشان كده كلو ما يجيك عريس .. يفوت منك والموضوع يطرشق بلا سبب .. صح؟
اجابته شريفة في يقين:
اي والله يا شيخنا كلامك كلو صاح.
قال الشيخ:
ما تخافي .. العين بعالجا ليك وعارضك ده انا البفكو ..قلتي شنو؟
قالت :
اقول شنو ما انا جيتك من آخر الدنيا عشان ارتاح بالي
مال الشيخ الى حقيبة جلدية قديمة مفتوحة وقد انتفخت بفعل كثرة ما حشيت به .. ظل الشيخ يقلب بين محتويات الحقيبة وينكت بيديه الاثنين حينا ثم اخرج منها مجموعة من الاشياء، مد لها منها حجاب كبير مجلد باتقان بقطعة من الجلد وهو يقول:
الحجاب ده تربطيهو في نصك .. ما تمرقيهو كلوكلو.. عشان فك العارض.
قالت بحيرة:
حتى وقت الحمام ؟
تردد قليلا ثم قال :
في الحمام احسن تقلعيهو عشان الفيهو ما يفسد بالموية
ثم مد لها مجموعة من الاوراق وقال:
ديل سبعة محايات على سبعة ايام، اسمها المسبعات تقومي كل يوم تدوبي واحدة فيهم في جردل موية وتستحمي بيها.. اها دي عشان العين تمرق من جلدك مع موية الحمام .. وقع ليك كلامي ده؟
اشارت برأسها علامة الموافقة فواصل القول:
فضّل ليك يا ست الناس موضوع العريس .. زولك الحجر الما راضي يمشي خطوة لي قدام .. انا برسل ليهو واحد من الخدام .. لا ما تخافي دا جن المسلم ما بعوقو ليك .. بس نخليهو يديهو ليك فرِد سوط .. يلهلهب (سيرو) .. تاني ما يرتاح لو ما جاء اتقدم ليك !!
فكر الشيخ بعد ان سلمها المطلوبات في مساومة شريفة الموظفة بعد ان بان له مدى تلهفها على الزواج وتوهمها لـ عوارض شيطانية (مانعاها الوصال) قال الشيخ:
العلاجات دي لازم تختي حقها هسي غير البياض .. لكن الموضوع لمن يتم بيكون حق (الخدام) براهو نص وقية دهب.
لم تستخسر شريفة المبلغ مقابل بلوغها المراد بالحصول على لقب مدام بدلا عن آنسة التي طال حملها له حتى كاد ان يسبقه حرف العين، فلم تفاصل في سبيل التخفيض بل قالت:
الغالي يرخص ليك يا شيخنا بس القى الفي مراضي …ثم بعد تردد واصلت :
لكن دايراك تديني لو عندك من الحلاوة البقولو عليها (حلاوة البايرات) عشان يبقى كلامي حلو على قلبو زي العسل.
ضجت رفيقاتها بالضحك وتبسم الشيخ وقال:
حلاوة البايرات دي بقت موضة قديمة ولعبتا مكشوفة .. ما تستعجلي على رزقك أنا عندي ليك بدلا بلح بديك ليهو عشان تشيلي معاك المكتب وبعدين تعزمي زولك عشان ياكلو معاك .. طبعا رجال الزمن ده بقو واعييين .. الواحد كان جابت ليهو زميلتو حاجة ياكلا .. طوالي بيعرفا جايباها من فكي.
مخرج
بفعل الوهمة والترقب لم تنم شريفة ليلتها وفي الصباح جلست بجوار زميلها الغتيت تتقاسم معه اكل البلح وتدندن لنفسها:
اقرو ليها يا الفقرا
[/JUSTIFY]

منى سلمان
[email]munasalman2@yahoo.com[/email]