رأي ومقالات

الصادق الرزيقي : الدرس المفيد

[JUSTIFY]لماذا لا تتعلم أحزاب المعارضة من الدرس، وتجتهد في بناء نفسها وتتجه لقواعدها وتبدأ رحلة البحث عن خيارات موضوعية لمعارضة أو إسقاط النظام عن طريق الانتخابات وصناديق الاقتراع، ويجب أن يشكل خطاب السيد رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الوطني تحدياً للاحزاب واختباراً لها، وأن تتفرغ لمواجهته بالعمل الفوري والاستعداد لمعركة سياسية طويلة، بدلاً من أن تجلس هذه الأحزاب المعارضة القرفصاء في وسط الساحة السياسية وتلعن الظلام!!

> إذا كان المؤتمر الوطني قد قاد حملته بنجاح في عملية البناء وعقد حتى الآن كل مؤتمراته الولائية التي بدأت من أسفل القاعدة حتى القمة ولم يتبق له إلا مؤتمره العام، ونجح في تجاوز أعقد مراحل البناء وهي المؤتمرات الولائية واختارت الولايات مرشحيها لمواقع الولاة القادمين، فإن ذلك هو أبلغ درس ينبغي أن تتعلمه الأحزاب السياسية في ترتيب وتوفيق أوضاعها والتواصل مع قواعدها والاستعداد للانتخابات القادمة، وألا تتحجج بأن المؤتمر الوطني هو الحزب الحاكم واستفاد من إمكانات الدولة في حلمته للبناء، وسخر كل قدرات الحكم في عقد مؤتمراته وجلب المؤتمرين إلى أماكن المؤتمرات وإسكانهم وإعاشتهم.

> يمكن أن يكون ذلك قد حدث ولنفترض ذلك، فهذا لا يعني أن تتخلى الأحزاب عن واجباتها الحزبية، وتتذرع بأن الحزب الحاكم تواصل مع جماهيره وبنى نفسه بمال الدولة، فهي ــ أي الأحزاب ــ عليها مسؤوليات أيضاً، لا يمكن تجاوزها سواء أكانت في السلطة أو خارجها، وأي حزب لا يستطيع الاستفادة من إمكاناته الذاتية لا يستحق أن يتحدث عن رغبته في المنازلة الانتخابية والدعوة لقيادة الجماهير والبلاد، ويقول هنا قادة المؤتمر الوطني إن كل مؤتمراتهم الولائية تم تمويلها من اشتراكات الأعضاء في ربوع وأصقاع السودان المختلفة، فإن كان ذلك كذلك، فلا مناص للأحزاب السياسية سواء صح ما يقوله الحزب الحاكم أم لا، من تمويل نشاطاتها واستعداداتها من اشتراكات أعضائها ومساهماتهم، ومن الأفضل للأحزاب أن تلجأ إلى الحلول الذاتية بدلاً من الصراخ في طلب الدعم والتمويل الحكومي أو تكون أياديها هي السفلى.

> ويمكن في تجربتنا الحزبية أن نتخلص من أدران الماضي، فقد كانت الأحزاب في السابق إما أن تعتمد على الدعم الذي يأتيها من الخارج بشروطه والتزاماته وفواتيره الباهظة، أو يستغل الحزب الذي يحكم إمكانات الدولة ويمد يده إلى خزائنها ويمول حركته ونشاطه ويستعد للانتخابات.. إذا كانت حركتنا في المجتمع ذات تمويل أهلي رغم محدوديته، فيمكن للأحزاب وهي في الأصل منظمات مجتمع تعمل في السياسة، أن تمول نفسها وتجتهد في جمع التبرعات والاشتراكات من عضويتها، ويمثل الولاء الحزبي والتنظيمي قاعدة قوية للانطلاق في هذا الجانب إن صدق الأعضاء وصدقت البرامج والنوايا والتوجهات.

> وفي هذا الصدد أعلنت الحكومة أكثر من مرة استعدادها لتمويل الأحزاب السياسية إن أرادت ذلك وهذا اتجاه جيد، وأفضل للحكومة أن تمول الأحزاب السياسية بدلاً من أن تتركها تتسول في الخارج كما تفعل بعض الأحزاب الكبيرة، أو التي تتضور جوعاً في الداخل، ومنها كثير من الأحزاب من غير ذات الحيلة والشوكة!!

> إذا أردنا للتجربة القادمة في الانتخابات والعمل السياسي، أن تكون مرحلة فاصلة وفارقة ومهمة في تاريخ البلاد، فلا خيارات أخرى غير بناء الذات الحزبية، والاتجاه مباشرة للجماهير وتعبئتها وتهيئتها وتجهيزها لمعركة الانتخابات، فالنشاط السياسي كلما زادت تفاعلاته وحمي وطيس نزاله، سيصبح رصيداً لصالح الشعب السوداني المتطلع للحرية والإصلاح السياسي والاستقرار والطمأنينة.

> خطاب السيد رئيس الجمهورية ورئيس المؤتمر الوطني أمام مؤتمر حزبه بولاية الخرطوم، فيه مؤشرات إيجابية ونقاط بناءة يمكن أن تفضي إذا التقطها الجميع، إلى وضع أفضل وتفاهمات حول كيفية حكم البلاد، وتخليصها من الدائرة الجهنمية وهي ثنائية الديمقراطية ثم الانقلاب عليها.

صحيفة الانتباهة
ت.إ[/JUSTIFY]

‫3 تعليقات

  1. يا رزيقى
    هل مصير البلاد مرهون باحزاب المعارضة الحالية فقط؟
    يجب ان تتحدث عن نظام شامل يبقى من صلح ويذهب من فسد ولا تستغل فية الدولة
    الموتمر الوطنى يعلم ضعف هذه الاحزاب ويزينها بانها المعارضة
    ثم بلاهى عليك هل يمكن ان يسمح الموتمر الوطنى بانتخابات تزيلة عن الحكم؟

  2. بدأ الصادق الرزيقى يظهر على حقيقته

    يا اخى اولا خليك واقعى و انتقد ما يسمى بحزب المؤتمر اعمال النهب والسرقة

    التى يقوم بها اعضاؤه من قوت المواطن

    ثانيا حزب يستغل كل امكانيات الدولة و البلد كيف ينزل انتخابات مع احزاب

    لو عقد اجتماع يطل عليها كلاب الامن و يعتقلوهم و يعذبوهم و كيف لهم

    ان يعقدوا ندوة لتنوير الشعب

    يا اخى كن واقعى و تحدث بأمانة و راعى الله فى ما تقول حتى لا تكون مسخرة

    و استهزاء بك . نعرف انك احد اعضاء هذا الوهم المدعو حزب مؤتمر وطنى

    لكن حكم عقلك و ضميرك قبل ان تكتب كلمة

    و نقول لك ان كنتم واثقين ان الشعب السودانى معكم قدمو استقالاتكم الان

    و تشكل حكومة قومية لادارة الانتخابات و لنرى بعد ذلك كلمة الشعب

    لمن تكون ايه رايك يا سعادة النقيب امن اقصد نقيب الصحفيين

    و قبل هذا نحن منتظرين ردك على ياسر عرمان فى ما وجه اليك من اتهام

  3. الدرس المفيد ما قام به الرئيس الكينى فهل

    يستفيد من الدرس البشير و يسلم نفسه للمحكمة الدولية

    ليثبت للعالم براءته ام يظل مختبئ وراء الغرف و الصوالين

    و تحت حماية كيزان الهوس و السرقة و الدجل